منع الشعائر الدينية.. هكذا تضطهد إيران المسلمين داخل أراضيها (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استمرارًا لوتيرة الاضطهاد، التي تستخدمها السلطات الإيرانية، مع أبناء السنة، في طهران، فقد حرمت السلطات عليهم تأدية الصلوات ورفع الأذان، بمداهمة عاصر الأمن للمصليات، ومنعت المصلين من أداء صلواتهم، فضلًا عن إيقاف الشعائر، ومنعهم من أداء صلاة الترويح والعيد.


 

وتتضارب المعلومات بشأن الحجم الحقيقي للسنة في إيران، فالإحصاءات الشبه الرسمية لحكومة إيران تقول أنهم يشكلون 10 % من السكان، إلا أن بعض مصادر السنة تؤكد أنهم يشكلون 30%، وهو يوافق -كما يقولون- الإحصائية القديمة التي أجريت أثناء حكم الشاه، بينما تقول مصادر مستقلة إن السنة يشكلون من 15 إلى 20 % من سكان إيران، ويتعمد النظام الإيراني عدم إصدار احصائيات دقيقة للتوزع العرقي للسكان.


 

اضطهاد المسلمين بإيران



وفي هذا الصدد، يعاني المسلمون السنة في إيران الكثير من حالات الاضطهاد والرقابة الأمنية بالإضافة للتمييز العرقي ومحاولة منعهم من ممارسة الشعائر الدينية بحرية، ومن أهم الممارسات المجحفة بحق السنة في إيران منعهم من بناء مساجد لهم في المناطق ذات الأغلبية الشيعية مثل طهران وأصفهان، حيث يوجد في طهران أكثر من مليون مسلم سني ومع ذلك لا يوجد أي مسجد لهم فيها.


 

منع تأدية الصلاة



هذا ومنعت السلطات الإيرانية أبناء السنة في طهران من تأدية صلاة العيد في المصلى الوحيد الباقي لهم في العاصمة الإيرانية، حيث داهمت عناصر الأمن المصلى الموجود بمنطقة "بونك"، ومنعت المصلين أداء الصلاة.


 

ومصلى "بونك" هو عبارة عن مبنى صغير ويعتبر المصلى الوحيد لأهل السنة في العاصمة الايرانية طهران، والذي تعرض للهدم في يوليو 2015 من قبل بلدية طهران وبدعم ومؤازرة الشرطة وقوى الأمن، إلا أن بعض المصلين قاموا بإعادة ترميم جزء منه وهو الذي يستخدم للصلاة حاليًا.


 

اعتقال المصلين


وفي هذا الصدد، وبعد منع السلطات الإيرانية، لأبناء السنة، من تأدية الصلاة، قامت قوات الأمن الداخلي المدعومة من الشرطة بمنعهم من الدخول إلى المصلى واعتقلت عددًا منهم ممن حاولوا الدخول عنوة، قبل أن تطلق سراحهم بعد فترة وجيزة عقب احتجاج بقية المصلين، حيث تعامل عناصر الأمن والشرطة بشكل سيء مع المصلين واقتحموا المكان من دون أية مذكرة قضائية ودون وجود سبب لمحاصرة المصلى.


 

إيقاف التصاريح الرسمية


وأغلقت السلطات الإيرانية، العديد من المساجد بإيران، منها مسجدًا للسنة بمدينة أسدية في محافظة خراسان الجنوبية، حيث منعتهم من أداء صلاة التراويح ولم تكتف بذلك بل أصدرت قرارًا بوقف كافة التصاريح الرسمية لبناء المساجد لهم في المنطقة.


 

وأوضح مرصد "هرانا" لحقوق الإنسان في إيران، أن "أهل السنة هناك يشكلون نسبة كبيرة جدا من سكان المحافظة الجنوبية لكنهم يواجهون مضايقات كبيرة في ممارسة شعائرهم الدينية" حيث استعاض المواطنون هناك بتخصيص أماكن للصلاة في بيوتهم بدلا من المساجد.


 

وأشار الموقع الرسمي للمرصد إلى أن ظاهرة المصليات في البيوت أصبحت ظاهرة في المدن التي يعيش فيها السنة في إيران، رغم أن السلطات تعتبر المصليات في البيوت مخالفة للقوانين ويتم إغلاقها إذا ما اكتشفت.