تحت أشلاء العمالة.. قطر تُشيد ملاعبها للمونديال

رياضة

عمال الملاعب
عمال الملاعب

تعرضت دولة قطر في الفترة الأخيرة من عاصفة انتقادات حادة، عقب أن اتهمتها منظمة العفو الدولية على إجبار العمالة الأجانب بالعمل القسري وسوء المعاملة، خلال التحضيرات لملاعب كأس العالم 2022.

وبداعي أن قطر هي أول دولة عربية تستضيف نسخة المونديال لعام 2022، جلبت مئات الآلاف لإنهاء إنشاءات الملاعب، المزمع قامة مباريات المونديال عليها.

وعلى ما يبدو ان هذا الحدث الهام لقطر، قد اعمى أعينهم عن حقوق الإنسان في العمل، وتناست تلك المبادئ من أجل المصلحة.

وتستغل قطر العمالة القادمة على عمل خاص بالدفع بهم في إنشاءات الملاعب الجديدة، خاصة بعد أن رفع أحد العمال دعوى قضائية ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بخصوص المعاملة السيئة التي تعرض اليها فور وصوله إلى قطر حيث أخذوا منه جوازه بالإضافة إلى استغلاله أثناء عمله في منشآت خاصة بملاعب كأس العالم.
الدوحة - قطر

وطالب بتعويض مالي نحو 11500 دولار عن عقد عمل دفع أربعة آلاف دولار للحصول عليه من شركة توظيف.
وتقبع تلك العمالة تحت ظلم دولة قطر، بالعمل المتواصل والقسري القائم على التهديد، لمدة 18 ساعة يومية دون الحصول على راحة عدا يوم في الأسبوع.

وجاء في التقرير الذي أعدته وكالة "إمباكت" الاستشارية في مجال أخلاقيات التجارة، بطلب من اللجنة المنظمة لمونديال قطر، وشمل عشر شركات تنفذ عقودا من الباطن في ورش الملاعب، أن نصف هذه الشركات لا تمنح عمالها أي يوم راحة، كما أضاف أنه في الحالات الأكثر تطرفا، لم يحصل بعض العمال على أي يوم راحة طيلة 148 يوما من العمل المتواصل.

إضافة الى ذلك إتهام عمال اجنبيون الى قطر بخصوص اجبارهم على العيش في أماكن غير صحية والعمل دون أن يتاح لهم قدر كاف من المياه والحماية تحت شمس حارقة.

الدوحة - قطر
ويلزم على العمال الآسيويين دفع رسوم مالية من أجل الحصول على فرصة عمل في ورش بناء الملاعب التي تستضيف كأس العالم 2022 في قطر.

وعلى النقيض يقر قانون العمل القطري بأنه لا يجوز أن تتجاوز ساعات العمل عن 48 ساعة أسبوعيا، أي ثمان ساعات يوميا مع الحصول على يوم واحد على الأقل من الراحة أسبوعيا.
غرفة لعمال أجانب في قطر

لكن هذه القوانين لا تطبق مع العمال الأجانب حيث يعانون ظروفا قاسية، كالعمل لمدة 18 ساعة يوميا، وعدم الحصول على راحة على الأقل لمدة يوم أسبوعيا.

في المقابل تنفي قطر كل تلك الاتهامات، مدافعة عن نفسها وأنها تعمل على تحسين وضع العمال الأجانب لذا أصدرت قطر قانونا جديدا يتيح للعمال وعددهم 1.6 مليون الذين استكملوا فترة عقودهم حرية تغيير عملهم ويفرض غرامات على الشركات التي تصادر جوازات سفر الموظفين.
الدوحة - قطر

وسبق لمنظمات حقوقية أن اتهمت الدوحة بانتهاك حقوق العاملين في المنشآت التي تبنيها لاستضافة كأس العالم، إلا أن قطر نفت الاتهامات مرارا، وأعلنت اتخاذها سلسلة خطوات لتحسين ظروف العمالة الأجنبية، كان أبرزها في ديسمبر الماضي، بإلغاء نظام الكفالة من قانون العمل، واستبداله بنظام جديد يقوم على عقد العمل.
الدوحة - قطر

وفي ذات الإطار أعلنت السلطات القطرية في وقت سابق عن وفاة عامل بريطاني أثناء عمله في تشييد إستاد خليفة.

وقالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن البنية التحتية لكأس العالم إن تحقيقا جار لتحديد سبب الوفاة.

وأضافت في بيان أن البريطاني 40 عاما توفي في استاد خليفة الدولي، ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل.

وكشفت شركة ميداماك سيكس كونستراكت في بيان إن الحادث وقع بينما كان العامل يقف على منصة معلقة مخصصة لأداء الأعمال التقنية المرتبطة بالتركيبات الصوتية والضوئية.

وأضافت ميداماك في بيان "انكسرت إحدى الروافع التي تحمل المنصة مما تسبب في سقوط العامل الذي كان يرتدي كل معداته للسلامة بما في ذلك حزام الآمان. للأسف انقطع الحزام أثناء السقوط مما تسبب في وفاته".
عامل أجنبي في قطر

وبلغت أعداد العاملين في تشييد ملاعب كأس العالم بقطر 2022 إلى 5100 عامل بناء من نيبال والهند وبنجلادش والذين يتعرضون لنقص إجراءات السلامة في مواقع العمل وأوضاعهم المعيشية المزرية.

وفي تقصي شركة "دي إل إيه" بايبر القانونية في مراجعة أجرتها لحساب الحكومة عام 2013 كشفت عن أدلة على وقوع عشرات من حالات الوفاة بسبب ظروف العمل في أنحاء قطر بين العمال الوافدين من جنوب آسيا بحسب مانشرته وكالة "رويترز".

وسرعان ما نفت الحكومة القطرية كالعادة مزاعم ارتفاع حالات الأزمات القلبية بين عمال البناء ولم تنشر أي إحصائيات تم التحقق منها بشكل مستقل عن إصابات أو وفيات خلال نوبات العمل.