طائفية "الملالي" تتحدى الـ"فيفا" بقوانينها

رياضة

جماهير إيران
جماهير إيران

في عام 2009 ضج الشارع الرياضي الإيراني، وعلى الأخص الكروي، خبر يتعلق بإرغام أربعة لاعبين على الإعتزال، عقب إبدائهم آراء سياسية تتعلق بالمرشح الرئاسي المعارض مير موسوي.

وهذه ليست المرة الاولى التي يدخل فيها الاتحاد الايراني في مواجهة مع لاعبي منتخبه، عقب وضع الأربعة لأساور وإشارات خضراء، تبين تعاطفهم مع المعارض مير موسوي الذي ترشح للانتخابات الايرانية انذاك، وقد تسبب هذا الموضوع بتراجع نتائج المنتخب وفشله في التأهل إلى كأس العالم والذي أقيم في جنوب أفريقيا 2010.

ومن المعروف أن النشاط الرياضي في إيران يعاني من التضييق على لاعبيه في شتى النشاطات، ومنها عدم التحدث في السياسة وحجب آرائهم.

كما أنه ليس لاي لاعب أن يبدي أي رأي يتعلق بالقوانين الرياضية التي أسسها ميثاق الأخلاق الذي وضعه احمدي نجاد.
وتمر الرياضة الإيرانية بعاصفة من الانحلال الأخلاقي، رغم أن القوانين تنص على احترام مبادئ ولاية "الملالي"، وعدم الاختلاط بين الرجال والنساء.

ويأتي من ضمن هذه الأمور عدم التحدث في السياسة، أو إبداء أي رأي أو دعم لأي مرشح رئاسي الذي تتكفل به جميع الأنظمة الديمقراطية، والتأييد الكلي لولاية الفقيه، حيث اعلن أربعة من لاعبي المنتخب الإيراني بينهم النجم علي كريمي اعتزالهم اللعب الدولي، بعد أن أظهروا احتجاجهم على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، وتأييدهم لمرشح المعارضة، الإصلاحي مير حسين موسوي، خلال مباراتهم الأخيرة مع كوريا الجنوبية في سيول، ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم.

وخلال المباراة، وضع مشجعون وعدد من اللاعبين شارات وأساور خضراء على معاصمهم، تعبيراً عن تأييدهم لموسوي، الذي كان اللون الأخضر شعاره خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، والذي دأب أنصاره على رفع الرايات والشارات الخضراء، خلال التظاهرات التي تلت إعلان فوز الرئيس، محمود أحمدي نجاد، آنذاك بالانتخابات.

ولم تكتفي إيران بإرغام إعتزال اللاعبين، بل وضعت كل لاعب تحت طائلة المسائلة القانونيةـ إذا ما تحدث عن القوانين التي ينصبونها، بشكل غير لائق أو معارض.

فعلى سبيل المثال اللاعب مسعود شجاعي الذي ترك إيران، ليلعب في أحد الفرق الرياضية ، والذي تحدث في أحد القنوات المعارضة الإيرانية عن الفساد الذي تتعرض له الدولة في شتى الانشطة، كاشفا وقائع جنسية تؤثر اجتماعيا، الامر الذي جعله تحت قائمة الترقب والوصول.

ومن جانبها فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" على إيران، مدى إصرار النظام الطائفي فيها، على تصدير شعاراته وثورته إلى كل الميادين، بما في ذلك المجال الرياضي.

فعلى النقيض مما فعله الأربعة من دعم مرشح رئاسي في احد المباريات، إلا أنها لا تمانع في نفس الوقت الدعم الكامل لولاية الملالي من خلال المدرجات الرياضية.

وفرض فيفا عقوبات على إيران بسبب شعارات طائفية في المباراة الأخيرة لمنتخبها ضمن تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتغريمه 45 ألف فرنك سويسري.

ولا تشي العقوبات التي فرضتها "فيفا" على إيران إلا بحقيقة النهج الذي تسلكه ثورة الملالي والقائم على تأجيج نيران الطائفية المذهبية من أجل تنفيذ مشروعها وغلغلة سرطان "الفكر" الملالي في جسد المنطقة.