أزمة المياه تتفاقم.. «إيران تدمر نفسها بنفسها»

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تشهد إيران أزمة مياه متصاعدة حظر منها عدد من المسؤلين، كان آخرهم أستاذ جامعي إيراني بارز قال إن إيران ستصبح "عبرة يذكرها التاريخ لأنها دمرت نفسها بنفسها رغم وجود الموارد"، في إشارة إلى سوء الإدارة في معالجة الأزمة المائية التي أصبحت حديث الشارع الإيراني خلال العامين الأخيرين.
ويصف علماء المناخ مستقبل إيران بالنسبة للجفاف وتأمين المياه للمدن والقرى في السنوات القادمة بـ"المظلم"، كما حذروا من أن هذا الوضع سيشهد تأزماً أكثر.

تخفيض منسوب المياه

أعلن النظام الإيراني عن تخفيض حجم منسوب المياه في البلاد بنسبة 32 في المئة، وأفادت وكالة ايسنا الحكومية قائلة: هذا الحجم من التخفيض يعتبر كارثة إلا أن الظروف بشأن مصادر المياه الجوفية أكثر سوء.
وأضافت هذه الوكالة الحكومية أن أزمة المياه وصلت إلى حد تتطلب معالجتها دخول مجلس الأمن القومي حيث كان من المفروض ان يتم إعادة الدراسة في هذا الأمر الخطير والحيوي في هذا المجلس.

بث تحذيرات وقوانين

وشرع التلفزيون الرسمي الإيرانى في بث تحذيرات للسكان من الإسراف في استخدام المياه، فالعاصمة الإيرانية طهران تحتوي على 5 سدود تغذيها بالمياه، وقد جف منها ثلاثة حتى الآن.
وأصدرت الحكومة أيضًا قانونًا يفرض غرامات مالية على المواطنين الذين يستهلكون معدلات عالية من المياه، وفي الآونة الأخيرة أصبحت معظم الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية مشغولة بالحديث عن أزمة المياه بشكل شبه يومي، ما يشير إلى أن الوضع يزداد سوءًا، وإلى الآن يبدو أن الحكومة فاشلة في حل هذه الأزمة أو التخفيف منها. وكان حميد رضا جنبار، مسؤول الشركة الوطنية لإدارة المياه، قد صرح للتلفزيون الإيراني بأن معدل الاستهلاك العالمي للمياه يبلغ 150 مليون لتر في اليوم، لكن الإيرانيون يستهلكون 250 مليون لتر يوميًا.

حرب حول المياه 

 وشهدت المدن الإيرانية الكبرى احتجاجات ضخمة بسبب أزمة المياه، وصلت إلى حد العراك، كما هاجر بعض السكان من محافظاتهم متوجهين لمحافظات أخرى بسبب الجفاف، مثل محافظة سيستان التي هجرها 25% من أهلها خلال السنوات الثلاث الأخيرة . وفي هذا الصدد، حذر النائب عن مدينة طهران في البرلمان الإيراني، غلام رضا، من اقتراب اندلاع حرب حول المياه في إيران، وصرح في إحدى جلسات البرلمان بأن 85% من الأراضي تقع ضمن نطاق المناطق القاحلة والجافة.

 وترجع أزمة المياه في إيران للأسباب التالية:

 1- سوء إدارة السدود وإهمال الحكومات المتوالية، فمثلًا يبلغ مجموع السدود في العاصمة فقط 149 سدًا، تعرض 77 سدًا منها للجفاف، ولم تفعل الحكومات شيئًا.

 2- في المناطق التي تعاني من قلة وانقطاع المياه لفترات طويلة، يلجأ الأهالي لحفر الآبار الجوفية، ما يؤثر على مخزون المياه بسبب عشوائية عمليات الحفر، كما أن مياه الآبار تكون أحيانًا ملوثة أو مخلوطة بالصرف الصحي، وما يزيد من عمق المشكلة هو عدم تنظيم الحكومة لعمليات حفر الآبار، أو حتى ردم المخالف منها.

 3- يعد النظام الزراعي واحدًا من أهم أسباب الأزمة، لعدم كفاءته وتحديثه من قبل الحكومة والجهات المختصة، حيث يستهلك القطاع الزراعي 92% من المياه في إيران.

 4- كشف بعض الخبراء أن إيران استهلكت 97% من مواردها المائية السطحية، في حين أن النسبة الدولية لاستخدام المياه السطحية يجب ألا تتعدى 40%.

 5- تعاني إيران من المناخ الجاف وانتشار الأتربة والرمال وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وبالتالي تتعرض البحيرات الكبيرة والمهمة للجفاف.