المتحولون جنسيًا في إيران.. تفاصيل جلسة الخُميني مع متحولة

أخبار محلية

الخميني وصورة أرشيفية
الخميني وصورة أرشيفية

رغم عدم وجود بيانات رسمية محققة، إلا أن إيران تتصدر الترتيب العالمي من حيث عدد عمليات تغيير الجنس التي تم القيام بها على أراضيها، علمًا أن الحكومة الإيرانية تتكفل بدفع حوالي نصف تكلفة هذه العمليات، وعلى أرض الواقع، إيران، الدولة الدينية الشيعية، شرعّت قانونًا تقدميًا للغاية "من المفهوم الغربي"، بخصوص حقوق المتحولين جنسيًا.

 

يجد هذا القانون جذوره في سبعينات القرن المنصرم، عندما بدأت مريم مولكارا، وهي امرأة متحولة جنسيًا ترغب بالخضوع لعمل جراحي، بالاستفسار عن موقف الإسلام من تغيير الجنس، وبعد ثورة عام 1979 في إيران، مارست الحكومة الإيرانية الجديدة حملات تصفية أخلاقية قاسية، وحينها شعرت مولكارا بأنه يتوجب عليها أن تدافع عن حقوق المتحولين جنسيًا، لذا التقت بهاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس النواب، الذي وعد بعرض القضية على آية الله الخميني.

 

جلسة الخميني مع متحولة جنسيًا

 

لم يكن الرد الذي تلقته مولكارا مرضيًا، لذا قررت مواجهة المرشد الأعلى بنفسها؛ فذهبت إلى منزله، وبعد مناقشة قصيرة، أصدر الإمام فتوى تفيد بجواز عمليات تغيير الجنس، وكون الخميني أعطى لنفسه بعد الثورة السلطة العليا في الجمهورية الجديدة، أصبحت مولكارا، جنبًا إلى جنب مع الآلاف من المتحولين الجنسيين الآخرين، يتمتعون بحق قانوني لتغيير جنسهم.

 

نقابة للمتحولين جنسيًا

                                        

 يُعد وجود نقابة للمتحولين جنسيًا معترف بها رسميًا بموجب القانون أمرًا مفاجئًا للكثيرين خارج إيران، حيث تمنح الحكومة الإيرانية المتحولين جنسيًا شهادة تضمن حق الحصول على التأمين في تغطية نفقات العملية، كما تعفي إيران المتحولين جنسيًا من الخدمة العسكرية فضلاً عن حقهم في استخراج وثيقة هوية جديدة.

 

اختلاف حول موضوع التحول الجنسي

 

يختلف عُلماء الشيعة أيضًا حول موضوع التحول الجنسي، فالكثير منهم يعارضون عمليات التحول، ما لم تُظهر الأعضاء التناسلية ميلًا واضحًا لكون الشخص إما ذكر أو أنثى، وعلاوة على ذلك، يؤمن عدد لا بأس به من الأطباء النفسيين بأن التحول الجنسي هي حالة يمكن أن تشفى من خلال الدواء، أو الصدمات الكهربائية، أو من خلال العلاج الإسلامي، الذي يتضمن ممارسات روحية ودينية تهدف إلى تثبيط الميل للجنس المخالف.

 

لا تقتصر مشاكل المتحولين جنسيًا على وصمة العار

 

رغم ما تقدم، لا تقتصر مشاكل المتحولين جنسيًا على وصمة العار الاجتماعية المحيطة بعمليات التحول الجنسي، فالجراحة بحد ذاتها غالبًا ما تكون الجزء الأكثر صعوبة في العلاج، فضلًا عن عدم تمتع المتحولين بأي دعم أثناء وبعد الجراحة، وفي حال فشل عملية التحول، لا يوجد مرجع مختص للشكوى، "لا أحد يسمعنا" يقول حيدر، ويتابع، "يجب أن يُخصص بعض الدعم لنا في الفترة التي تعقب الجراحة، فضلًا عن الخضوع للمعالجة النفسية".