من القبلات إلى العري.. ضحايا "الملالي" في النشاط الرياضي

رياضة

مشجعة إيرانية
مشجعة إيرانية

أصبحت التدابير التي تنتهجها "لجنة الأخلاق" باتحاد كرة القدم الإيراني، أو القوانين الصارمة بحكم الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية، أمرا مألوفا في المجتمع الرياضي الإيراني.

وعلى الرغم من كل ما تقوم به تلك القوانين من فرض القيم والمبادئ على مذهب ولاية الفقيه الملالي، إلا أنها فشلت في ترويض النشاط الرياضي داخل البلاد.

وتسببت تلك القوانين الرادعة إلى القيام بأعمال مخالفة للقانون قد يعاقبون عليها بالسجن والغرامة، إلا أن الواقع يؤكد أن القمع والكبت والحرمان يؤدي إلى تحدي القانون وانتهاك المحرمات، مما جعلها تحت طائلة الانتقاد المحلي والدولي المستمر.

ويستعرض "اليمن العربي" صورا من انتهاك بعض ضحايا اللاعبين الإيرانين لتلك القوانين الرادعة، التي أوقعت بهم في أمور محرمة شرعا، نتيجة الكبت الذي تقوم به الدولة، من التدخل في شئون اللاعبين الشخصية، والتي غاب عنها التحكم في إدارة الوضع الاجتماعي وانفلاته بأمور فاسدة.

ولم تترك القوانين الأمور الشخصية التي تتعلق باللاعبين، مما جعل منهم ضحية إلى تعدي الحدود الشرعية التي تقيمها إيران.
نتيجة بحث الصور عن أشكان دجاغه

أشكان دجاغه، لاعب المنتخب الإيراني الذي يحمل الجنسية الألمانية، تم استدعائه للمسائلة القانونية بسبب قيامه بتصرف غير أخلاقي.

وكان اللاعب قد نشر صورة له على حسابه الشخصي على موقع "إنستجرام" مع زوجته دون حجاب وأطفاله وهو يقوم بتقبيل زوجته خلال مشاركته في احتفالات رأس السنة الميلادية في العاصمة برلين.

نتيجة بحث الصور عن أشكان دجاغه

وفي واقعة أخرى انتقل الأمر إلى التقاط ثلاث لاعبين صورة مع فتاة لم ترتدي بنطالا في أرمينيا، قررت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإيراني لكرة القدم، في مطلع ديسمبر الماضي، حرمان ثلاثة لاعبين في نادي استقلال طهران، بينهم حارس المنتخب الإيراني مهدي رحمتي من اللعب لمدة شهر واحد بسبب التقاطهم صورة مع فتاة لم ترتدِ بنطالا في أرمينيا.

نتيجة بحث الصور عن مهدي رحمتي مع امرأة

وكشفت لجنة الاخلاق الإيرانية وقتها ، إن قراراً صدر اليوم غير قابل للطعن ضد اللاعبين الأربعة في نادي استقلال طهران هم مهدي رحتمي حارس المرمى، وميثم مجيدي، ومحمد حسين كنعاني، وميعاد يزداني.

وأوضحت اللجنة أن الصورة التي نشرها حارس المرمى مهدي رحمتي تم التأكد من صحتها وقد التقطت خلال إقامة معسكر تدريبي لنادي استقلال طهران في ارمينيا مطلع نوفمبر.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي ينتهك فيها حارس طهران قوانين الانضباط والأخلاق الإيرانية في النشاط الكروي، بل كشفو مسئولو اللعبة أنه قام بمثلها في موقفين سابقا، وتعرض على إثرها للعقوبة لعدم احترامه لقوانين الانضباط والأخلاق التي يفرضها الاتحاد الإيراني لكرة القدم، يأوامر من ولاية الفقيه.

كما تعرض سوشا مكاني حارس المنتخب الإيراني وفريق برسوبوليس لأزمة بسبب صورة، بعد أن انتشرت له صورة في يناير بصحبة امرأة، ما تسبب في القبض عليه واقتياده إلى السجن، في ظل القوانين التي تمنع اختلاط الرجال والنساء دون صلة قرابة تربطهما.

نتيجة بحث الصور عن حارس منتخب مصر للسيدات

وانحدر الأمر إلى تحذير علي أكبر محمد زاده، الذي ترأس سابقاً المكتب الرئاسي لميثاق الأخلاقيات، وكان محققاً في المحاكم في طهران، لاعبي منتخب بلاده الذين شاركوا في نهائيات كأس آسيا 2015 التي استضافتها استراليا، من التقاط سيلفي مع المشجعات الإناث، بعد أن جرى تداول مثل هذه الصور في وسائل الإعلام الاجتماعية.

كما أصدر التحذير ذاته للاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل.

ومن الواضح أن مثل تلك القرارات بان عليها بشكل شديد على مراقبة المبادئ الأخلاقية الإسلامية نظرا لتوليه منصب رئيس اللجنة الأخلاقية للميثاق الرئاسي التي وضعته الدولة سابقا.

وكما تقدم فإن المجتمع الرياضي الإيراني يعتقد أن هذا الدور الصارم الذي يقوم به، هو باب لتأسيس الأخلاق، إلا أن هذا الوضع الأخلاقي الفاسد الذي يقوم به لاعبوهم، يؤكد أنهم غير مدركين بأن هذا الامر يفتح عليهم أبواب الجحيم وليس نظاما لتأسيس الأخلاق.