«جمعيات إيران الخيرية».. غطاء لنشر التشيع في العراق

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

ينفق النظام الإيراني كثيرًا من الأموال في سبيل تحقيق أهدافه التوسعية والتخريبية وتصدير ثورته المزعومة إلى أي مكان يستطيع الوصول إليه، مستغلا جميع الظروف التي تمر بها المنطقة دون ذمة أو ضمير.

وصلت الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والأمنية في العراق بسبب الحروب المتتالية التي تعرض لها ومايزال، إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة من ناحية أعداد الفقراء والمشردين واليتامى والأرامل وغيرهم من الفئات التي تحتاج مختلف أنواع الدعم والمعونة، ولم تفوت إيران الفرصة فاستغلت هذه الأوضاع المتردية تحت غطاء الجمعيات الخيرية لنشر لغتها وأفكارها ومنهجها التابع لنظام الولي الفقيه ناهيك عن المدارس والمؤسسات التي باتت مسمياتها تابعة لإيران بشكل علني وتحمل أسماء المرشد والشخصيات الهامة الإيرانية دون أي احترام لسيادة العراق ومشاعر العراقيين خاصة في المناطق ذات الزخم الشيعي في العاصمة العراقية.

عمل هذه المدارس يتجاوز التعليم والتأهيل فهي في الظاهر جمعيات تعمل على تأهيل النساء وتعليمهن، وينتسب إليها المئات من العراقيات اللواتي يتم جذبهن بحجة التعليم والتأهيل والدراسة بالإضافة إلى حصولهن على مخصصات مالية تشجيعية، خاصة في ظل الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها المواطن العراقي عامة والنساء خاصة واللواتي لا يهمهن إلا تعلم مهنة تعينهن على العمل وتوفير لقمة العيش، في حين أن هذه المؤسسات في الحقيقة تهتم بالجانب التعبوي بما ينسجم وسياسة طهران والترويج لولاية الفقيه، وإن هذا يعني أن كل الشيعة وفي مقدمتهم شيعة العراق يجب أن يخضعوا لسلطة ولاية الفقيه علي خامنئي ويطيعوا أوامره.

وتركز هذه المدارس في المقام الأول على تعليم اللغة الفارسية للمدرسات والمنتسبات، كما أنه من شروط العمل فيها إجراء المدرسات زيارات إلى طهران والتي لم تتضمن أي مراكز أو مؤسسات خيرية بل كانت مقابلات مع سياسيين ورجال دين وزيارات لأماكن شيعية مقدسة، وتم التركيز على تدريبهن على كيفية توعية وتعبئة المرأة العراقية وتحويل المجتمع العراقي إلى النموذج الإيراني، والتركيز على أن العراق يتبع إيران، وأن إيران هي العمق الاستراتيجي للعراق وليس الدول السنية التي لا تريد للعراقيين خيرًا.