لماذا لا يشارك روحاني وخامنئي في "التطبير واللطم والمشي على الجمر"؟

تقارير وتحقيقات

خامنئي وروحاني والتطبير
خامنئي وروحاني والتطبير

التطبير أو الإدماء أو اللطم.. هو شعيرة دينية عند المسلمين الشيعة الاثني عشرية  - بعضٌ منهم يرفضونها - ضمن الشعائر المسمية بالشعائر الحسينية التي تقام من أجل استذكار معركة كربلاء والقتلى الذين قتلوا في هذه المعركة كالإمام الحسين بن علي وأخيه العباس.

 

ويتم "التطبير" عبر الضرب على الصدور للتعبير عن الحزن، وتترافق عادة مع ما يسمى باللطمية وهي أناشيد شيعية حزينة تترافق مع أجواء عاشوراء

 

و"اللطمية" هي شعيرة من شعائر الحسينية تمثل طريقة من طرق إحياء أمر أهل البيت ومراسم عاشوراء لدى كل الموالين لآل محمد على اختلاف ألوانهم وألسنتهم يعبرون من خلالها عن حزنهم وتألمهم لمصائب العترة لاسيما حسين بن علي، على حد معتقداتهم.

 

لماذا لا يقوم روحاني وخامنئي بالتطبير؟

 

ورغم أن الشيعة وخاصة في إيران يدعون أن التطبير والمشي على الجمر واللطمية استذكار لمعركة كربلاء وشهداء الذين ارتقوا في هذه المعركة كالإمام الحسين بن علي وأخيه العباس، رغم ذلك لم نجد أية الله علي خامنئي المشرد العام للثورة الإيرانية أو الرئيس الإيراني حسن روحاني يقوما بهذه العادة البعيدة كل البعد عن الإسلام.

 

عدم تطبير المسؤولون الإيرانيون البارزون يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن التطبير والمشي على الجمر يتم استخدامه في إيران فقط للعب على المشاعر الدينية للشعب الإيراني.

 

تطور ظاهرة التطبير

 

تطورت ظاهرة "التطبير" في مراسم العزاء الإيرانية بشكل خاصة والشيعية بشكل عام، حتى صارت لها أعراف خاصة، وأنماط معينة، وزاد من تطورها تخصص البعض في إنشاد الشعر الرثائي، ولا سيما الشعبي منه.

 

وتحتل فقرة "التطبير" موقعا لافتًا في مراسم إحياء عاشوراء وما يتلوها، كما تبرز واضحة في مجالس إحياء ذكريات وفيات وشهادة أهل البيت عليه السلام، في المراكز التقليدية لهذه المجالس وهي المدن الشيعية المقدسة والتجمعات الشيعية الأخرى.

 

وبعد تراكم أساليب وطرق اللطم المرتبط بمراسم عاشوراء، تميزت بعض البلدان والمناطق، بنحو خاص وأسلوب معين من أساليب وطرق اللطم، فللشيعة الهنود أسلوب أخاذ وعاطفي جدا في نمط لطم متواصل سريع ومثير، كما يتميز أهل البحرين بنمط خاص من اللطم، ذي النوبات الكثيرة المتواصلة بحماس وإيقاع خاص، بينما تجد البرود والهدوء سمة ظاهرة في اللطم الإيراني، كما وتجد طرق اللطم واضحة بين مدينة وأخرى، وحتى في البلد الواحد، فهذا لطم كربلائي، وهذا أسلوب نجفي وهكذا.

 

إن اللطم أو التطبير يعتبر ظاهرة جديدة غير بعيدة الجذور في بعض المناطق، كما في لبنان وبعض القرى الشيعية بسورية، إذ برزت مع نجاح الثورة الإسلامية في إيران انعكاساتها المتنوعة الجوانب ومنها ما يخص واقعة كربلاء، ولاسيما في كثرة المجالس الحسينية وبروز ظاهرة اللطم الذي اتسم بالسرعة والحماس.