كيف سخر النظام الإيراني وسائل الإعلام في التستر على "الفساد"

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

يسعى النظام الإيراني حاليا على تأسلم الأحداث وتحويل المنطقة إلى صورة للصراع بين المقاومة الإسلامية بقيادة نظام الولي الفقيه وقوى الاستكبار العالمي المتمثلة في "الولايات المتحدة وإسرائيل"، ليغطى عن ممارساته وأهدافه التوسعية في عقول الشعوب العربية والإسلامية، وهذه الخطوة تعتبر الأخطر في التخطيط الإيراني الحالي، ومن خلال القنوات الروحية التي أسسها نظام ولاية الفقيه منذ استيلائه على ثورة 1979 ومدها إلى عقول الشعب الإيراني، يحاول الآن توسيعها إلى شعوب المنطقة، ويسعى قادة طهران عبر هذه القنوات إلى خداع مشاعر المسلمين وجلب تأييدهم بالترويج إلى أن ما يجري في المنطقة من اقتتال وتدخل هو حرب بين المسلمين والكفار.

ادعاءات باطلة

تتضح هذه المحاولات من خلال ما صرح به رئيس مجلس الشورى الإيراني ”علي لاريجاني“خلال كلمة له في مؤتمر تكريم الإيثار والتضحية، من أن المنطقة تحولت إلى مسرح للصراع بين المقاومة وأعداء المقاومة مؤكدا أنه في المرحلة الحالية تشكلت محاور من المقاومة في المنطقة لمواجهة الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة والكيان الصهيوني وداعميه، بينما تقود إيران محور المقاومة ضد هذا الاستكبار، كما ويسعى الإعلام الإيراني إلى الترويج بادعاءاته الباطلة لوجود علاقات بين الأنظمة العربية التي وقفت في وجه المشروع الصفوي المدمر وبين الكيان الصهيوني محاولا
خلق فتنة بين الشعوب وهذه الأنظمة من جهة، والتستر على تحالفه مع أعداء الأمة الإسلامية من جهة أخرى.

شهد شاهد من أهله

هذه الصورة التي يحاول قادة طهران الترويج لها وخداع الشعوب بها عبر ماكينته الإعلامية، يتبناها بشكل مباشر تيار المحافظين والحرس الثوري والأجهزة الأمنية الاستخباراتية، للنيل من عقول بعض الجهال والمتبرطلين وتجنيدهم لخدمة المشروع الإيراني، بحيث أصبحت وسائل الإعلام الإيرانية وعلى رأسها الإذاعة
والتلفزيون تحت هيمنة التيار المتشدد والحرس الثوري، ما جعل الإيرانيين يعرضون عنها ويتحولون إلى الفضاء الإلكتروني للتوصل إلى الحقائق بعيدا عن زيف الإعلام الإيراني، وهو ما أكده الناشط السياسي الإصلاحي ”داريوش قنبري“ الذي انتقد بشدة هيمنة المحافظين على التلفزيون الإيراني، مشيرا إلى أن
التلفزيون تحول إلى منبر لطرح البرامج الانتخابية للتيار المعارض للحكومة الإيرانية، وهو ما جعل رغبة الشعب تتحول إلى الفضاء الالكتروني لسماع الحقائق.
وتنشر وكالة أنباء فارس ووكالة أنباء تسنيم واللتان أصبحتا تمثلان إعلام الحرس الثوري وجهازه الاستخباراتي، مراسليها وعملاءها في بعض الدول العربية لسرقة تصريحات من قبل بعض الكتاب والباحثين والناشطين العرب والتي تصب في مصلحة وخدمة المشروع الإيراني التوسعي وضد أنظمة الدول العربية،
ومن ثم يتم تناقل هذه التصريحات والمقابلات من قبل الصحف ووكالات الأنباء الإيرانية على أنها ”شهد شاهد من أهله“ ضد الأنظمة والشعوب العربية التي رفضت وتصدت للمشروع الصفوي المتأسلم.


التأثير على الرأى العام 

إن نشاط الإعلام الإيراني الحالي مبني على مقولة ”اكذب ثم اكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة!“ وهي مقولة "جوزيف غوبلز" وزير الدعاية السياسية في حكومة أدولف هتلر، وهو نهج إعلامي تتبناه الأنظمة الديكتاتورية وغير الشرعية كالنظام الإيراني في تسخير وتوظيف وسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام, والثقافة الجماهيرية من خلال التخطيط والتكتيك، لذلك فإن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لا تتبع أي جهة حكومية، بل تعتبر من الهيئات والمؤسسات التي يشرف عليها المرشد الإيراني مباشرة، ويعتمد عليها كثيرا في تثبيت حكم الولي الفقيه في طهران.