تعرف على "الوجه الفاسد" بالنشاط الرياضي الإيراني

أخبار محلية

ارشيفية
ارشيفية

تمثل العقوبات القاسية التي يتعرض لها النشاط الرياضي بدولة إيران، وجها من الفساد الذي حل على جميع الأنشطة الرياضية، ونوع من الديكتاتورية في الرياضة.

وهنا تحضر مقولة لإبن خلدون مفادها : "إذا تدخل صاحب السلطة في السلطة فسدت وفسد صاحبها"، فما تزال السلطة الإيرانية تتدخل في الشأن الرياضي، مما سبب للاعبيهم الضغط النفسي، وممارسة أفعال، قد تضايق السلطة بشكل أكبر، بجانب المعارض الإعلامية، بظهور بعض اللاعبين في الفضائيات وإظهار الظلم الذي يعيشه الوضع الرياضي في إيران.

وتضغط إيران بحكم سياستها الرياضية على لاعبيها بعدة أشكال تتمثل في الملفات الآتية:

1- عقوبة أي لاعب يقوم بتصريحات لوسائل إعلامية معادية:
أصدر الاتحاد الإيراني لكرة القدم عقوبة لأي لاعب يتحدث مع أي وسيلة إعلامية معادية للنظام وهذا يعد جريمة ومخالفة يحاسب عليها القانون الإيراني.

وياتي مسعود شجاعي لاعب نادي بانيونيوس اليوناني ممن تم استدعائهم للتحقيق معه من قبل القضاء، بسبب تهجمه على النظام وتدخله في قضايا سياسية.

وجاء سبب استدعاء شجاعي عقب تحدثه لإذاعة الغد الإيرانية المعارضة، ووصفه للرياضة الإيرانية بالمتخلفة، قائلا : " لا يمكن لنا التحدث بوضوح لوسائل الإعلام عن الواقع الذي نعيشه داخل إيران، والذي لا يعلم به غيرنا".

ووصف اللاعب الإيراني القوانين الإيرانية تجاه المواطنين والأجانب بالمتخلفة، مضيفاً في معرض إشارته عن أوضاع الأجانب والمهاجرين إلى إيران، من بينهم الأفغان: "نحن نمنع اللاجئين والأجانب من حق الإقامة والدراسة والرياضة والعمل".

2- منع لاعبو إيران من "السيلفي" :

جاء هذا المنع من قبل علي أكبر محمد زاده المسؤول باتحاد الكرة الإيراني، بعدم السماح للاعبي منتخب إيران لكرة القدم، التصوير على وضعية سيلفي مع أي مشجعات خارج البلاد.

خرج هذا القرار عقب مشاركة المنتخب الإيراني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بروسيا 2018.
وبرهن زاده على خطورة الأمر، متوعدا في نفس الوقت بالتهديد لأي لاعب يلتقط صور على وضعية السيلفي، حيث قال : " ليس مسموحا للاعبين بإلتقاط صور السيلفي مع المشجعات، هؤلاء المشجعات قد يقمن باستغلال هذه الصور لاحقا في الابتزاز السياسي لدولتنا أو في مقاضاة اللاعبين بتهمة التحرش".

وفي لهجة شديدة قال : "إذا رفض اللاعبون الانصياع لتعليماتنا الواضحة فلن يتركوا لنا ثمة خيار سوى التعامل معهم كما يجب".

3- منع اللاجئين والأجانب المقيمين في إيران من حق ممارسة الرياضة مع الفرق الرياضية:

وتمنع إيران كل من يقيم داخلها من المقيمين الأفغان أو القادمين من أذربيجان من حقهم في ممارسة النشاط الرياضي، داخل الفرق الرياضية الإيرانية مثل مراكز الشباب وغيرها من الأندية.

4- منع اي لاعبة تمثل إيران خارج البلاد في اي رياضة بدون الحجاب:

يأتي قرار الشطب أو المنع لأي لاعبة إيرانية تمثل بلدها، دون لبس الحجاب، كونه الزي الرسمي للمرأة هناك، حتى لو كانت تلك اللاعبات ممن لديهم اللياقة أو المهارة العالية.

وفي هذا الشأن قرر الاتحاد الإيرانى للشطرنج فصل لاعبة الشطرنج درسا درخشانى (19 عاما)، بعد خلعها الحجاب أثناء مشاركتها فى بطولة جبل طارق للشطرنج مؤخرا حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.

كما تقرر فصل الشقيق الأصغر لدرسا، بورنا (15 عاما)، لعدم انسحابه من المباراة التى جمعته باللاعب الإسرائيلى ألكسندر خوزمان.

ويعيش كل من درسا وبورنا فى إسبانيا، وبعد حرمانهما من اللعب لمنتخب إيران مدى الحياة، فإنه ليس من الواضح إن كانا يستطيعان اللعب للمنتخب الإسبانى فى المستقبل من عدمه.

5- عقوبة الجلد أو السجن الغرامة المالية الكبيرة:
 
وتنتظر تلك العقوب أي لاعب أو لاعبة لم تمتثل للقوانين الإيرانية الرياضية.

أوقفت لاعبة كمال أجسام إيرانية واودعت السجن إثر نشر صور لها تظهر فيها اجزاء من جسمها على مواقع التواصل الاجتماعي ، على ما ذكرت وكالة "ميزان اونلاين" للأنباء القضائية في إيران.

وأوضحت الوكالة أن المرأة وضعت في السجن لأنه تعذر عليها دفع الكفالة التي فرضها القاضي بقيمة ملياري ريال (قرابة 50 ألف دولار).

شيرين نوباري تم القبض عليها بعد نشرها صور "عارية" لنفسها و هى تتمرن فى صالة الألعاب الرياضية، حيث يخضعن النساء الإيرانيات لزى إسلامى، الأمر الذي يتطلب منهن ارتداء الحجاب وملابس فضفاضة تغطي الجسم.

فكلمة "عارية" تشير لأى امرأة تخالف هذا القانون.
وفى عام 2013 وضعت السباحة الإيرانية إلهام أصغرى رقمًا إيرانيًا جديدًا حين سبحت 20 كم فى بحر قزوين فى تسع ساعات مرتدية حجاب كامل ،ومع ذلك، وفقا لفرنسا 24، لم يتم اللإعتراف برقمها من قبل السلطات الإيرانية لأن زى السباحة كان فاضحا للغاية.

وبات الاضطهاد الرياضي مشهودا في إيران بسبب تدخل السلطة، والوضع الديكتاتوي التي تعيشه الدولة، مما جعل بعض اللاعبين، يطلبون اللجوء لدول أخرى، والبعض الآخر يقضي نحبه في السجن بسبب التسلط في العقوبات.