قطر تُهاجم السعودية.. فهل سحب "تميم" قواته من التحالف العربي؟ (تحليل)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في خطوة مفاجئة، هاجمت قناة الجزيرة المملكة العربية السعودية، عقب تحطم مروحية تابعة للقوات المسلحة السعودية في المشاركة ضمن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، أثناء تأدية مهامها العملياتية في محافظة مأرب الذي أسفر عن استشهاد اثني عشر عسكريًا وهم يؤدون واجبهم الوطني.

 

وهنا تجاهلت القناة وصف شهداء الرياض بالشهداء واكتفت بالتعبير بكلمة قتلى، فضلًا عن اتهام السعودية بأنها مثل الكيان الصهيوني، مما اعتبره البعض خطوة تصعيدية قد تنهي العلاقات السعودية القطرية خاصة وأن القناة تدار بعلم أمير قطر.

 

وتأكيدًا على أن محاولة الجزيرة لترسيخ فكرة أن السعودية مثل إسرئيل، سأل مذيع في قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية مندوب السعودية في الأمم المتحدة قائلا: "ماذا تقول لمن يتحدث هذه الأيام أن أعمالكم في اليمن ليست مختلفة عما حدث في غزة"، الأمر الذي أثار حفيظة متابعي القناة لأن السعودية تقدم أرواح الشهداء الذين يقاتلون جمباً إلى جمب مع القوات اليمنية، وكان آخرها استشهاد 12 عسكرياً جراء سقوط طائرة في مأرب.

 

ورغم ذلك الهجوم تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء من الأمر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر, إثر ضحايا حادث سقوط طائرة عمودية تابعة للقوات المسلحة السعودية، سائلاً المولى تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

 

التصرف المفاجئ لقناة الجزيرة القطرية، يبدر إلى الأذان أنه قد يكون راجعًا إلى محاولة القناة للرد على تصالح مصر والسعودية، وتجاهل كل من الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي لكلمة أمير قطر في القمة العربية، حيث تركا الاثنان القاعة أثناء كلمة "تميم" وإجتمعا لأول مرة بعد خلاف دام عدة أشهر.

 

فيعتبر هجوم القناة على السعودية، ما هو إلا ردًا على ذلك التصرف ومكايدة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة وأن هناك عداوة واضحة من قناة الجزيرة للدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين، والتي تقوم دولة قطر، بتمويلها ماليًا من أجل نشر الإرهاب في مصر بحسب ما أكدته عدة وسائل إعلام محلية هناك.

 

ولكن بعد ذلك الهجوم القطري، على السعودية، شكك بعض المراقبون في موقف القطريين من وجود قوات تابعة لهم في التحالف العربي، مما جعل البعض يطرح تسائل هل انسحبت "قطر" من قوات عاصفة الحزم.

 

سنترك الإجابة للقارئ للحكم بنفسه على ذلك، كما أن الأيام المقبلة ستكشف الكثير من المفاجئات حول الموقف القطري، وبخاصةً في ظل عدم صدور آية بيانات سعودية رسمية لإدانة ما فعلته قناة الجزيرة.

 

وفسر محللون الموقف السعودي الصامت من ما قامت به قناة الجزيرة القطرية، بأن المملكة تنتظر صدور بيان قطري رسمي حول ذلك الشأن، ولكن سينتظر "تميم"، ما ستُسفر عنه الأيام المقبلة، من ذهاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرياض.

 

وأكد المحللون، أن قطر تنتظر أوامر الإدارة الأمريكية، في هذا الشأن فالتعاون بين الاثنين واضح ومعروف للجميع.