جبهة تهديد لإيران من الداخل تفوق خطر الحرب الخارجية (تقرير خاص)

أخبار محلية

روحاني
روحاني

تضخم الفساد في النظام الإيراني وانتشاره بشكل أوسع يوماً بعد يوم، أصبح الخطر المحدق بإيران من الداخل والأكثر خطورة من الحرب الخارجية .


ويرى مراقبون لـ " اليمن العربي " ان انتشار الفساد في أروقة الحكم في إيران بشكل كبير مما سبق أصبح الخطر الأكثر تهديداً لإيران بخلاف الحرب الخارجية المستبعدة في الوقت الحالي الذي يعد فيه الفساد في إيران بلغ روته ما قد ينتج عنه انهيار للنظام الحاكم وقيام ثورات شعبية قد تطيح به أو قد تدخل البلاد في حرب مما يجعلها غير قادرة للتفرغ للانشغال بالحروب الخارجية في المنطقة .


وهنا يرصد " اليمن العربي " ابرز صور الفساد المالي والإداري في إيران كما استنبطها من مصادر إيرانية .


بيع الهوى


كتبت صحيفة كيهان في عددها الصادر يوم 4 ابريل الجاري، في مذكرتها اليومية تحت عنوان « تجريب المجرّب خطأ» تقول: «منذ أن أطلق رئيس الجمهورية والملتفون حوله أكثر من 1300 وعد بأشكال مختلفة للناس وقالوا بوسائل وألسنة واشارات مختلفة ممكنة أنهم سيفون بوعدهم تجاه الناس، إلا أنه قد انتهى الموعد بعد مضي 4 سنوات ولكن لا يوجد أي شيء لا محاصيل ولا منتوج !.

ان مزرعة الحكومة يابسة كأنه لم يكن هناك زرع وقد تم نسيان كل الوعود غداة يوم الانتخابات!.. لا أحد لم تصيبه اللامبالاة وعدم التدبير من قبل الحكومة الحادية عشرة وألا يشكو من الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب .

لقد صغرت الموائد وتوسعت البطالة أكثر من أي وقت آخر! تسبب الفساد الاداري والمالي الواسع والتطاولات الفريدة من نوعها على بيت المال خلال هذه المدة وبشكل متزامن وتشكيل عصابات تابعة لأبناء الذوات لاستيراد واسع وحتى توجيه السلع المهربة في كل مدينة ومحافظة قد جعل العديد من المواطنين عاطلين عن العمل بحيث طفح كيل صبرهم».     


التهريب يقتل الاقتصاد ويخلق البطالة


ارتفع مستوى الفساد في نظام الملالي إلى الدرجة التي يجبر مسؤولي النظام في المستويات الرفيعة وفي مختلف المناسبات على الإعتراف به خاصة في  الصراعات الفئوية حصولاً على كرسي الرئاسة .

استيراد عشوائي للسلع وتهريبها حيث أدّى إلى تدمير الإنتاج المحلي هو أحد مجالات ظهور هذا الفساد الممنهج في إقتصاد نظام الملالي.

ففي الوقت الحاضر قلما توجد سلع استيرادية لا يأتي جزء كبير منها من قبل المؤسسات الرسمية  عبر التهريب  الممنهج عن طريق القنوات الرسمية . السلع الإستهلاكية مثل سماعات هواتف النقالة ، الملابس ، القماش، المواد الصحية والأدوية و...تستورد بهذه الطريقة.


حسب الإحصاء الرسمي  يبلغ  سعر المواد المستوردة الى البلاد  خمسون مليار دولار حيث 25 ملياراً منها عن طريق التهريب غيرأن الإحصاء غير الرسمي يشير إلى أن مبلغ  الإستيراد عدده أكبر. وأكد أكبر بذرباش أحد البيادق التابعة لزمرة خامنئي قائلا :“ لم يكن قرارنا ان نشاهد ركوداً اقتصاديا لم يسبق له مثيل خلال الـ 50 عاماً الأخير. إذ تبلغ  المواد المهربة 100الف مليار دولار  حيث نتمكن به من توفير400 الف فرصة عمل سنويا . ويتم امحاء25 مليون طنا من المحاصيل الزراعية كل سنة  وهذه الكمية تعادل الغذاء لـ 15 مليون نسمة...


إن الإستيراد العشوائي للقرطاسيات من قبل مافيات التهريب الحكومية سبّب الركود في الإنتاج وتوقف المصانع.


وأعلن داوود خليلي  عضو إتحاد القرطاسيات عن إستيراد  تتراوح نسبته بين 85 الى 90 في المئة من القرطاسيات من خارج القطر. وأمّا بشأن توقف وحدات إنتاج القرطاسيات فقد أكد محمود رضا صنعتكار أحد مسؤولي النظام قائلا : “إن الوحدات الانتاجية تعمل بـ20% من استيعابها  والسبب هو تهريب القرطاسيات  والإستيراد  العشوائي “ إذ إن كثيراً من القرطاسيات تستورد عن طريق التهريب عبر القنوات الجمركية“.


فمن الواضح أنّ المؤسسات الحكومية وعلى رأسها قوات الحرس المعادية للشعب هي العامل الرئيسي لتهريب  السلع من المبادئ الرسمية مثل الجمارك والمراسي بحيث أن المؤسسات الخاصة لمكافحة التهريب لاتتمكن من  ايقاف تلك النشاطات.


وكتبت صحيفة “وطن امروز “ التابعة لزمرة خامنئي  ما يلي :« في الوقت الحاضرهناك اكثرمن عشرين  منظومة تعمل في مجال مكافحة السلع المهربة ولكن لاتوجد هناك تنسيقات فيما بينهم ولاتوجد لديهم برامج مدونة قابلة للرصد. وتدخل السلع سنوياً نسبتها تتراوح بين 18 الى 25 مليار دولار ولهذا السبب يزول سنويا مليونا فرص للعمل».


إن عجز أجهزة مكافحة التهريب هو أمر واضح  لأنّ 60% من مراسي البلاد سواء العسكريه أو الأمنية أو النفطية  أو حتى الخاصة لصيد الأسماك  في البلاد تعمل خارج القانون وغير مسموح بها.

وظهر مرات عديدة آثناء تفاقم الصراعات فيما بين الزمر المتنافسة دور قوات الحرس في مجال التهريب  ( الاخوان المهربين)


إن الإعتراف بتهريب واسع النطاق وتدمير الإقتصاد الداخلي بنسب نجومية يتم طرحها منذ سنوات من قبل بيادق او مسؤولي النظام على مضض . الحل الوحيد لهذه المشكلة يكمن في إنهاء النظام بكامله ولايوجد حلّ آخر.


تراشق الاتهامات


شن الحرسي احمدي نجاد يوم الاربعاء 22 مارس الماضي هجوما شديدا على روحاني وقال: «ظهر مؤخرا بعض الأشخاص ينفعلون عندما نذكر اسم الربيع. وما إن نقول نحن ربيعيون، فيقولون انكم منحرفون. هل نحن منحرفون؟ نحن منحرفون أم أنتم الذين تبتلعون رواتب 80 مليون ايراني لملء جيوبكم؟».


وفي كلمة ألقاها في جامع في الآهواز أمام عدد من أتباعه أكد احمدي نجاد: «اولئك الذين ينظنون ان الشعب الايراني لا يفهمون هم أغبى الأغبياء على الكرة الأرضية». وقارن احمدي نجاد، روحاني بالشاه وقال: «80 مليون لا يفهمون ولكنك تفهم؟ ما هذه العنجهية والفرعونية التي ظهرت في وجودكم. 97 بالمائة من الشعب يجمعون ويطلبون مطلبا واحد وهو سيء ومتهمون بأنهم قد دمروا الاقتصاد، هل يمكن أن تأتي بدليل واحد بأنك تفهم أكثر من الشعب؟ حشّدت كل الطاقات وهاجمت من جانب واحد لتقول للشعب ان الدعم الحكومي أمر سيء ولا تختاروه. بينما هناك 97 بالمئة من المواطنين يقولون لا ليتم تطبيق ذلك. ثم أنت تقول لا لا! من أنت ومن أين أتيت؟ ما هذه الصلاحية التي تمتلكها وجلست في القمة؟ من الذي منحك هذه الصلاحية؟ ألم يمنحك الشعب؟ يقول لا. السيد يقول نحن نفهم أفضل والشعب لا يفهم! يا سيد ان الشعب قد ثار لكي لا يرى مثل هؤلاء الأفراد. وان كان من المقرر أن يرونك أمامهم  فكان ذلك الرجل من قبلك (الشاه)!».


ثم أضاف بلسان التهديد : اذا لا يتكلم الشعب فهذا ليس معناه لا يعلم شيئا . بل انهم أناس نجباء ويسامحون ويعطون فرصة. ولكن عندما يتخذ الشعب قراره في يوم ما فيأخذونك ويرمونك الى الخارج».


وهدد احمدي نجاد روحاني بأنه لن يسكت بعد الآن وسوف يدلي بكلامه. وأضاف: «... هل يمكن أن تجري عواصف ترابية وانقطاع الكهرباء والهاتف والماء ثم يسيطر  البعض على الوضع عن البعد؟! انك لم تعش هنا لكي ترى ماذا يحصل هنا. ثم يقولون ان الظروف المناخية هي عذاب الهي. بالله العذاب الهي هو وجودكم. عندما تعيشون في فيلا بمساحة 5 آلاف متر مربع في أفضل مناخ شمال طهران، لا تفهمون معنى العيش في الايجار؟ ولا تفهمون معنى انقطاع الكهرباء؟ ولا تفهمون معنى البطالة؟ ولا تفهمون معنى فقر المواطن لكي يأخذ بقرص خبز الى العائلة؟ يا ليت هذه الثروة التي حصل عليها البعض فكان حصيلة عمره ولكنكم جئتم وجلستم على المناصب ثم فجأة أصبحتم آغنياء».


اعترافات


أكد الحرسي «زاكاني» عضو برلمان النظام السابق ومن مرشحي زمرة «جمنا» لمهزلة الإنتخابات الرئاسية في الهجوم على حكومة روحاني قائلا : «هيكل الجمهورية الإسلامية لم يتمكن من مواكبة الثورة نتيجة عدم كفاءة المسؤولين التنفيذيين... إذا تقدمت الجمهورية الإسلامية في الحكومات المتلاحقة القادمة بشكل عادي لا تستطيع تعويض تخلفها».


وفي سياق ذي صلة أكد بيدق آخر من نفس الزمرة المدعو«بذرباش»: «اليوم التهديد الرئيسي الأكثر الذي يهدد كيان الجمهورية الإسلامية هو تهديد عدم اللياقة. بنينا حوزات علمية ومؤسسات ثقافية كثيرة الا اننا بعيدين للغاية عن طموحات الثورة والحلقة المفقودة فيها هي الإدارة غيرالكفوءة... اليوم الأزمة الرئيسية الأكثرفي البلاد وجود البطالة لدى الشباب» مضيفا :« أبسط تداول للنقود يتم دراسته في مصارف البلدان الأخرى بينما المصارف في بلادنا  هي مصدر للفساد الإقتصادي».


وفي هذا الإطار حذر«جلالي بور» بيدق آخر من زمرة روحاني من أنه اذا وقع العمل بيد الزمرة المنافسة سيتدهورالوضع بأسرع ما يمكن. وأكد يقول:« سعيد جليلي يحول إيران إلى فنزويلا خلال 4 سنوات».


كما حذر بشكل تلويحي جناح خامنئي  فيما يخص زج الملا رئيسي عضو لجنة الموت في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 في الساحة قائلا «اذا جاء رئيسي واصيب بالفشل فتحصل مشكلة».