تدخل الحوثيين حوّل دور عقال حارات صنعاء من مسهلي خدمات إلى مُخبرين (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعرف عن عقال الحارات في صنعاء، عن أنهم كانوا يمثلون حلقة الوصل بين الجهات الحكومية والساكنين في الأحياء،كما كان لهم دوراً هاماً وإيجابياً لتسهيل وسرعة قيام تلك الجهات في تنفيذ إجراءاتها بحق المواطنين.


وتعتمد الجهات الرسمية على ما يوفره عقال الحارات من البيانات الشخصية للمواطنين إلى جانب دورهم في المساهمة في حل القضايا والنزاعات بين المواطنين.


لكن هناك القليل جداً من عقال الحارات الذين ينظرون إلى هذه المهنة الهامة بمسؤولية، وعدم تأدية واجبهم على أكمل وجه.

وتتوافر أسباب لهذا متمثلة بعدم وجود معايير لاختيار عقال الحارات التي يجب مراعاة الأولوية لذوي المؤهلات والكفاءات.

أبرز أعماله

 وتعد أبرز الأعمال التي يقوم بها عقال الحارات تكمن في متابعة توفير متطلبات سكان الحارة من البنية التحتية الأساسية كالمياه وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والإنارة والسفلتة ونظافة الحي وتحسينها، بالإضافة إلى الأعمال الموسمية خلال شهر رمضان المبارك وتوزيع المساعدات على كافة المحتاجين بعد عملية الحصر.

 وحل أي مشاكل قد تحدث في الحارة سواء ما بين المواطنين أو مشاكل أخرى، والتعاون مع الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية لما يخدم أمن الوطن والمواطن.


بيع المساعدات واسطوانات الغاز 

المواطنة "أم راكان" أبدت استيائها من أداء عاقل حارتها الذي وصفته بالمحتال والاستغلالي تجاه أهالي الحي قائلة في تصريح لـ"اليمن العربي"، : عاقل حارتنا كان يأخذ المساعدات وأسطوانات الغاز ويذهب لبيعهن في المطاعم، فيما يعاني المواطن ويذهب للطابور الكبير أمام محطات التزود بالغاز".

 وأضافت، أنه ظل لشهور عديدة يبيع اسطوانات الغاز والمساعدت الإنسانية ليستفيد من أموالها هو شخصياً، فيما المواطن لا يصله شيء من الخدمات التي من المفترض أن يقوم بها عاقل الحارة".

وبينت، أن عاقل الحارة رغم أنه كان يسجل أسماء العديد من أبناء الحي؛ إلا أنه لم يوصل لهم أي شيء من المساعدات.


اختلاق أزمات


من جانبه،  شكا المواطن محمد ناجي، سلوك عقال الحارات ودورهم في تفاقم الأزمة التموينية واختلاق الأزمات، وتعمدهم إخفاء الكميات المتوفرة وتوزيعها لأنصار الحوثي أو بيعها بضعف أسعارها بشكل سري كما هو شائع.

وبين، ان الحوثيين تعمدوا اختيار عقال حارات موالين لهم ليعملون على رفع الأسماء المعارضة لكي يتم اختطافهم أو اتخاذ إجراءات بحقهم.


وأشار إلى أن الحوثيين انحرفوا بمهام عاقل الحارة من توصيل خدمات للمواطن ليتحول إلى دور المخبر لصالح المليشيا، حد وصفه.

معايير أختبار عاقل 

وتوجد معايير مشددة لا يمكن تهميشها في اختيار عاقل الحارة أبرزها أن العاقل يجب أن يكون يمني الجنسية ولأبوين يمنيين، ولا يشترط المؤهل الدراسي الأهم أنه يقرأ ويكتب على اقل تقدير، وأن يكون حسن سيرة وخلق ولم يرتكب أي قضية مخلة بالشرف والآداب العامة وان يكون مستقيماً ذا أخلاق عالية ومؤدياً للفرائض يتمتع باحترام الناس متعاوناً وعنده حب العمل التطوعي, وأن لا يكون هدفه السعي من أجل فائدة المعقلة بل لخدمة المجتمع.

ويتم اختياره عن طريق التزكية الخطية من مواطني أهالي الحارة الساكنين الذين يعنيهم الأمر، ورفع تزكية المواطنين للعاقل الذين يرغبون به إلى المديرية التي تقوم بإخطاره عن طريق أمانة العاصمة، وفي لجنة شئون الأحياء يتم العرض وتدارس الموضوع فإذا لم يوجد منافس يتم إقراره مباشرة في أول اجتماع إذا توفرت لديه كل الشروط، وإن وجد المنافس لذلك العاقل فانه يتم تشكيل لجنة مصغرة للنزول وتقصي الحقائق حول من يرغب به الناس.