تردي الوضع المعيشي بالحديدة وتفشي المجاعة يُحتم على الشرعية تحريرها (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تردت الأوضاع الاقتصادية في اليمن مع اندلاع الحرب مطلع العام الماضي، وتُشير تقارير إنسانية إلى أن 80% من اليمنيين بحاجة للمساعدة في عدة محافظات.


ويحتاج أكثر من 21 مليون يمني (من أصل 26.6 مليون نسمة) للمساعدة، ويعانون انعدام الأمن الغذائي منهم 7.6 مليون يعانون انعدامًا غذائيًا شديدًا، هذا فضلًا عن معاناة 300 ألف طفل من سوء التغذية.

16 ألف طفل 

وتأتي محافظة الحديدة على رأس القائمة حيث يعاني أكثر من 16 ألف طفل من سوء التغذية في مدينة الحديدة، وكان هؤلاء يتلقون العلاجات اللازمة عبر مشروع صحي تنفذه عدد من المنظمات الدولية.

 لكن مع تدهور الأوضاع في اليمن واندلاع الحرب مطلع العام الماضي، سُحب المشروع، وبات هؤلاء الأطفال مهددون بالخطر.

ويضرب الجوع عشرات القرى في الشريط الساحلي على البحر الأحمر جنوب مدينة الحديدة.

أولويات 

ولعل أهم المناطق التي انتشرت فيها المجاعة بشكل كبير في منطقة التحيتا الساحل الغربي لمحافظة الحديدة.
 

وبحسب تقارير حقوقية، فإن فجوة الاحتياجات للمساعدات المنقذة للحياة تشكل 90 بالمائة من الاحتياجات وتتطلب المزيد من الجهود والتفاعل مع نداءات الاستجابة لتقديم المساعدات للسكان في المنطقة.

وحددت التقارير أولويات ملحة علي تقديم المساعدات العاجلة المنقذة للحياة غذائيا ودوائياً ، ومنها إيجاد مراكز خاصة بالتغذية لتقديم العلاجات والأغذية المنقذة للحياة والتي يسهل الوصول لها من قبل السكان،بالإضافة الى دعم قدرات المجتمع المدني في تنفيذ برامج صحية وتقديم مساعدات إنسانية للسكان ،والعمل على تنظيم المساعدات من خلال بيانات ومعلومات ميدانية يتم من خلالها تحديد الأولويات ومستويات الخطر.

 
وتروى الكثير من القصص جراء معاناة الأطفال المصابين بسوء التغذية والحالة الإنسانية التي تعيشها الأسر التي تفتقر إلى مقومات الحياة الإنسانية من غذاء ودواء وصحة وغيرها.

إنها المعاناة 

ومن هذا المنطلق، رأت قوات التحالف والشرعية بضرورة تحرير الحديدة من قبضة المليشيا التي تسببت بتفاقم الكارثة الإنسانية.

وبدأت فعلياً عمليات عسكرية لتحرير الحديدة من أجل تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحتاجة في المحافظة والمناطق المجاورة لها، التي بدأت مؤشرات المجاعة تظهر فيها، نتيجة منع الانقلاب لوصول تلك المساعدات إليها، واستمرارها في نهب واستغلال هذه المناطق الزراعية ومصائد الأسماك.


وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، عبده مجلي، أكد أن الحوثيين يتخذّون من ميناء الحديدة مركزا لتهريب الأسلحة والصواريخ، لافتا إلى أن المعلومات الاستخباراتية تؤكد أنهم يستخدمون سفنا بحرية وزوارق ويجعلون من الميناء مركزاً لاستقبال تلك الأسلحة بعدما حولوه إلى ثكنة عسكرية.

وستودي عملية تحرير الميناء ستؤدي إلى وقف عمليات التهريب وتأمين سواحل اليمن.


ويحرز الجيش تقدماً على الأطراف الجنوبية لمحافظة الحديدة.

وتحدثت مصادر عسكرية عن أن سيناريو تحرير عدن الخاطف قد يطبق في معركة الحديدة، وسيكون أكثر حذراً من تعرض المدنيين في المدينة إلى خسائر، جراء تمترس الميليشيات في الأحياء السكنية، واتخاذ المدنيين دروعاً بشرية.


وكانت الحكومة اليمنية، قد عرضت على الأمم المتحدة الإشراف على ميناء الحديدة من أجل ضمان عدم استخدامه من قبل الانقلابيين في تهريب الأسلحة، ولضمان إيصال المساعدات الى الشعب اليمني، إلا أنها رفضت.

وفهم هذا الرفض  على انه تقاعس من جانب الأمم المتحدة، وهو ما يفرض على الشرعية استعادة المحافظة وميناءها بكل الطرق المتاحة.