الإمارات.. من الموقف مع الحراك للدور الواحد من الجنوب إلى الشمال (تقرير خاص)

أخبار محلية

اليمن العربي

ازداد دور الإمارات في اليمن على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها جهود إعادة الأعمار والمساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية والعسكرية والخدمية للمحافظات المحررة، ما يجد أصداء محلية واقليمية لا تعدم الأصوات التي تحاول تحوير هذا الدور لأبعاد سياسية هنا وهناك.

ويقول مراقبون لـ"اليمن العربي"، إنه وفي ضوء الدور الإماراتي في مختلف الجوانب الإنسانية والاقتصادية والأمنية، تعد العلاقة مع الحراك الجنوبي وقياداته المختلفة، واحدة من النقاط التي تثير اهتماماً في الذكرى العاشرة لتأسيس الحراك الذي انطلق في العام 2007.

ويصور البعض العلاقة، بكون الإمارات ومن خلالها دورها في المحافظات الجنوبية سمحت بدور أكبر لقيادات الحراك الجنوبي سابقاً، ومنها على سبيل المثال، محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن شلال علي شائع، ومحافظ لحج ناصر الخبجي، بالإضافة إلى قيادات مختلفة في مناصب مواقع العسكرية والسياسية.

وتؤكد مصادر"اليمن العربي"، أن الإمارات ومن موقعها في التحالف والدور الريادي لها في المحافظات الجنوبية بدءاً من تحريرها من الانقلابيين ثم إعادة الأعمار والدعم الإنساني والأمني والعسكري، ساهمت بإحتواء الحراك الجنوبي ومناصريه، من خلال دعمه بالانضواء في أجهزة الدولة الأمنية والقوات العسكرية المتعددة.

وعلى عكس ما تحاول بعض الأحزاب السياسية ترديده   في هذا الجانب وإنه يدعم للانفصال، ترى المصادر ن ما يتردد في هذا الإطار، من قبل  قوى واطراف تمارس "الابتزاز"، ومنها ما يحسب على الانقلابيين وعلى جماعة الإخوان المسلمين الذين تُوضع حوله العديد من الشبهات. 

ويفسر مراقبون لـ"اليمن العربي" العلاقة بين الإمارات والحراك، بأنها جاءت في سياق التنسيق والدعم للمقاومة  ضد الانقلابيين وأن "الحراك الجنوبي" ليس تنظيماً سياسياً، لكنه أُطلق على قطاع واسع من القيادات الجنوبية تعرض البعض منها للإقصاء والتهميش من النظام السابق، فخرجت للمطالبة بالحقوق وكذلك بعضها للمطالبة بالانفصال أو الاستقلال عن الشمال.

وتضيف أن قيادات الحراك تمثل جزءاً فاعلاً وكبيراً في الجنوب، وانضوت تحت تشكيلات المقاومة وكانت من أوائل من واجه الانقلابيين، وتعاونت مع التحالف العربي، فكان من الطبيعي أن يكون لها بارز في المحافظات المحررة.

وبينما يحاول البعض تصوير أن الاقتراب من الحراك يدعم الانفصال، ترد مصادر أخرى، أن الدعم للحراك السلطة الشرعية يصحح المظالم ويعالج الأخطاء وينبثق من الواقع.

ويعتبر الحراك كما هو معروف، مسمىً يُطلق على الفعاليات الاحتجاجية التي بدأت في 2007، وكان في مقدمتها قيادات عسكرية وأمنية وسياسية ومسؤولون سابقون ما جعل العديد منهم في مقدمة المساهمين في تلك المحافظات بعد تحريرها من الانقلابيين.

وبرأي كثيرين، فإن دعوات الانفصال في الحقيقة ناتجة عن سياسات سنوات طويلة من التهميش والإقصاء وعن حرب 94 التي شنها النظام السابق، ثم انقلاب الحوثيين واجتياحهم للجنوب في 2015.

 

الإمارات في كل اليمن

على عكس ما يحاول البعض حصر دور الإمارات في الجنوب، فإن دورها منذ بدء عمليات التحالف أكد على وحدة العمل في اليمن، ومن المعروف، أن الإمارات قدمت عشرات الشهداء في تحرير مأرب وكان لها الدور الأبرز، مثلما كان لها الدور الأساسي في تحرير المخا غرب محافظة تعز، وهو ما يؤكد أن هذا الدور لا يرتبط بشمال وجنوب فقط كما تحاول بعض المزاعم تصويره.

 

تحرير محافظات الشمال

من بين مئات التصريحات والشهادات التي يقدمها المسؤولون من مختلف المحافظات حول الدور الإماراتي، يؤكد محافظ تعز، في تصريح صحافي له، إن "الدور الاماراتي الكبير في التحالف العربي الداعم للشرعية ، ودعم اليمن على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية". ويشير إلى دور الإمارات في معارك تحرير تعز والعمليات العسكرية الجارية في المحافظة،  ويؤكد أن الإمارات تقف إلى "جانب اليمن حتى دحر الانقلابيين واستعادة الدولة ومؤسساتها المختطفة".

من جانبه يقول محافظ مأرب سلطان العرادة، في تصريح سابق، إنه "قام التحالف بقيادة السعودية والجهود الكبيرة للإمارات بدور كبير وهام جداً، ولولاه لما تم دحر المتمردين من مأرب، مشيرا إلى أن "المساندة العسكرية للشرعية عززت عرى الأخوة العربية ووقفت أمام المد الإيراني في اليمن".

 

إعلام الإصلاح

يحاول إعلام حزب الإصلاح (جماعة الإخوان في اليمن) وبعض ناشطي الحزب، تزييف الحقائق حول الدور الإماراتي، سواء فيما يتعلق بالجنوب أو بالموقف في المحافظات الشمالية.

ومن أبرز ما يردده هذا الإعلام، الزعم أن الإمارات تقوم بدور يثير غضب الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن الرئيس أكد في مختلف المناسبات على دور الإمارات، ويقول في أحد التصريحات الدامغة التي ترد على تلك المزاعم إن "مواقف الإمارات، قيادة وشعباً، التي سُطرت بأحرف من نور في محراب العزة والكرامة، مع أشقائهم اليمنيين، في الدفاع عن الأرض والعرض والمصير المشترك، لوضع حد للميليشيا الانقلابية وأجندتها الدخيلة على اليمن". 

وحول أسباب ما يروج له الاصلاحيون، يقول مراقبون إن الدافع الأساسي يأتي في إطار سعيهم للاستخواذ على السلطة في المحافظات المحررة، في حين أن دوره يكاد يكون غائباً، أو وفقاً لما وصفه البعض بأنه "يغيب عند المعركة ويحضر لحظة السعي لجني الثمار".