ماذا يُمثل التقدم الذي أحرزه الجيش ميدانيًا حتى الآن؟

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سيطر الجيش على مواقع عسكرية جديدة قرب الحدود السعودية كانت في قبضة مسلحي ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح.

 

وجاء هذا التقدّم الجديد كمظهر لتسارع الجهد العسكري المدعوم من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية باتجاه الحسم الميداني للصراع الدائر منذ سنتين، بعد أن سقط الرهان على الخيارات السياسية بفعل تشدّد المتمرّدين المدعومين من إيران في مطالبهم ورفضهم التنازل والاستجابة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة بالتعاون مع قوى إقليمية ودولية.

 

وأصبحت منطقة الساحل الغربي  أبرز عنوان لذلك الحسم منذ أن تمكّن التحالف العربي من انتزاع مدينة المخا المطلّة على البحر الأحمر والواقعة ضمن محافظة تعز والتي تضمّ أحد الموانئ اليمنية المهمّة، من أيدي المتمرّدين.

 

ويتّجه اهتمام التحالف في الوقت الحالي نحو محافظة الحديدية إلى الشمال من تعز، حيث لا يزال الميناء الواقع بتلك المحافظة يمّثّل آخر المنافذ البحرية للمتمرّدين وأهم شريان لتزويدهم بالسلاح الإيراني مهرّب.

 

وكانت مصادر مطّلعة أكّدت أن التحالف العربي في طريقه لتحرير الحديدة عقب تزايد عمليات الاستهداف التي طالت الممر الملاحي الدولي من قبل الحوثيين والتقارير التي تحدثت عن استخدام الانقلابيين الميناء التابع للمحافظة لتهريب الأسلحة وتمويل الحرب من خلال عائدات الميناء.

 

ويعتبر خبراء الشؤون العسكرية أن تحرير ميناء الحديدة سينعكس بشكل جوهري على مسار الحرب في اليمن وسيسهم في تجفيف منابع الدعم المالي والعسكري للحوثيين وسيعزلهم جغرافيا من خلال دفع مواقع النفوذ الحوثي إلى المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء وهو ما سيجعل تحالف الحوثي-صالح أمام خيار الاستسلام أو تلقي هزيمة مدوّية.

 

وبحسب الخبراء فإنّ ما يجري على الحدود مع السعودية لا ينفصل عن جهود تحرير الحديدية إذ أنّ استعادة مناطق محاذية لحدود المملكة وخصوصا تلك المطلّة على البحر، فضلا عن كونه يؤمّن أراضيها من اعتداءات المتمرّدين، فإنه يتيح للقوات الموالية للشرعية وضع قوات الحوثي وصالح بين فكّي كماشة من الشمال والجنوب بما يقرّب الحسم المنشود ضدّهم.

 

وأوضح المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابع للجيش اليمني في بيان أصدره، الأحد، أن” قوات الجيش توغلت في عمق مدينة ميدي التابعة لمحافظة حجة، قرب الحدود السعودية، وسيطرت على منطقة الحوض وتلتي الخنادق والحرورة من جهة جنوب شرق المدينة”.

 

وأضاف البيان أن “قوات الجيش تمكنت أيضا من السيطرة على المباني الواقعة جنوب غربي المدينة”.

 

وذكر أن “العشرات من عناصر الميليشيات سقطوا بين قتيل وجريح، كما تمّ أسر عنصرين أحدهما قناص”.

 

وأشار ذات البيان إلى أن “التحقيقات الأولية مع الأسيرين أظهرت تلقيهما تدريبات نوعية على أيدي خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله في دورات مختلفة”.

 

ومضى البيان بالقول إن “قوات الجيش فرضت حصارا محكما على المدينة من الاتجاهات الأخرى، كما استعادت أسلحة وذخائر كثيرة من تلك المواقع التي تمت استعادتها”.

 

وساهم طيران التحالف العربي في إضعاف المتمرّدين وفي تدمير قسم هام من آلتهم الحربية، ما أرخى قبضتهم على عدد من مناطق البلاد. وشنت مقاتلات التحالف، الأحد، سلسلة غارات على منطقة العرة في مديرية همدان شمال غرب العاصمة صنعاء.

 

وقال شهود عيان إن خمس غارات متتالية استهدفت مواقع وآليات لمسلحي الميليشيا الحوثية في منطقة العرة.

 

وجاء ذلك بعد أن استهدفت سلسلة غارات قاعدة الديلمي شمال العاصمة و معسكر ريمة حميد بجنوبها، ومنطقة الجايف في مديرية همدان في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

 

وتمثّل صنعاء الواقعة تحت سيطرة المتمرّدين الذين يتّخذونها عاصمة لسلطاتهم غير المعترف بها دوليا، هدفا للجيش اليمني الذي يتمركز على بوابتها الشرقية عند مديرية نهم. وقد أّدّت عملياته هناك إلى تثبيت قسم هام من قوات صالح والحوثي ما ساهم في تخفيف الضغط على جبهات أخرى.