الحديدة.. لهذا أصبحت المرحلة الثانية من الرمح الذهبي (تقرير خاص)

أخبار محلية

عملية الرمح الذهبي
عملية الرمح الذهبي

باتت مختلف المؤشرات والتصريحات الحكومية والصادرة عن التحالف تكشف بوضوح عن استعدادات لقوات الشرعية بدعم التحالف لمرحلة جديدة من عملية الرمح الذهبي في الساحل الغربي، وتهدف إلى تحرير مدينة الحديدة. 

ووفقاً لمراقبين لـ"اليمن العربي"، فإن التوجه بالنسبة للتحالف العربي نحو تحرير الحديدة بات محسوماً تقريباً، بعد التقدم الذي حققته قوات الجيش الوطني مدعومة من التحالف في المخا وذوباب القريبتين من باب المندب، غرب محافظة تعز الشهرين الماضيين. 

وتؤكد التصريحات أن توجه التحالف في الحديدة بما يبدو أنه عملية "الرمح الذهبي2"، أو المرحلة الثانية من "الرمح الذهبي"، أصبح يحظى بعدم دولي وإقليمي، بعد أن أكد التحالف أكثر من مرة، على قيام الحوثيين باستخدام الميناء لتهريب الأسلحة وكمنطلق عمليات عدائية ضد التحالف والملاحة في البحر الأحمر، كما حصل في فبراير  الماضي باستهداف الفرقاطة السعودية قرب سواحل محافظة الحديدة. 

وكان المتحدث باسم التحالف، اللواء احمد عسيري، أعتبر في حوار صحافي مؤخراً أن  ميناء «الحديدة» لم يصل منه إلى اليمنيين إلا السلاح، أما المساعدات الإنسانية فمصيرها مجهول، إما تباع في السوق السوداء أو تستخدم لابتزاز بعض القبائل أو تباع وتستخدم لتمويل ما يسمى «المجهود الحربي». وأشار إلى أنه تم إبقاء الميناء في الفترة الماضية بطلب "بريطانيا من طلبت والأمم المتحدة ثم الولايات المتحدة والهدف من طلبهم كان لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية"، ويضيف "في كل مرة نقول لهم يجب أن تضعوا مراقبين داخل الميناء. اليوم ثبت قطعياً أن الميناء لم يأتِ منه إلا تهريب السلاح والتخريب. لكننا وضعناهم مؤخراً في الصورة كاملة بما يتعلق بهذا الشأن". 

ومزيداً من التأكيد يوضح عسيري "العمليات العسكرية اليوم في شمال المخا، في الخوخة، متى تم الانتهاء منها فسيتم التقدم إلى الحديدة. وحتى إن توقف تهريب الأسلحة الإيرانية، الميناء جزء من الأراضي اليمنية ويجب أن يعود تحت سيطرة الشرعية لا الميليشيا". 

أهمية الحديدة 

تعتبر الحديدة أهم محافظة في الساحل الغربي، وتتميز بشريطها الساحلي الطويل، وبكونها الميناء الأبرز في اليمن. 

ويقول مراقبون لـ"اليمن العربي"، إن من شأنه سيطرة التحالف والشرعية على المحافظة أن تحاصر الحوثيين وتمنع وصول الإمدادات إليهم عبر البحر الأحمر، حيث يتهم التحالف ايران بتزويدهم بالأسلحة عبر السواحل اليمنية. 

موافقة أممية

وفي موقف اعتبره متابعون ضوءاً أخضر للحكومة الشرعية والتحالف، أعلن مسؤولون أمميون الأسبوع الماضي أن الأمم المتحدة تبحث عن بدائل لميناء الحديدة، وقد رحبت الحكومة اليمنية بهذه الخطوة. 

وأكدت الخارجية اليمنية في بيان منذ يومين، أن ميناء الحديدة، (غرب البلاد)، ما يزال يستخدم من قبل ميليشيات الحوثي لتهريب السلاح وتهديد الملاحة الدولية ونهب المساعدات الإنسانية.

وأشار البيان إلى أنه «على الرغم من تدفق المساعدات الإغاثية خلال الفترة الماضية عبر ميناء الحديدة، إلا أن الميليشيات المسلحة واصلت ممارسة الابتزاز وفرض الإتاوات على التجار والمنظمات الإنسانية وفرض توزيع المساعدات وفقا لأجندتها والمتاجرة بها لتمويل آلة القتل والحرب».

وأضاف البيان أن «ميناءي عدن والمكلا (جنوب وشرق البلاد) والمنافذ البرية مع السعودية بكامل الجاهزية لاستقبال الواردات الإغاثية والتجارية، وتعمل الحكومة وبالتعاون مع دول التحالف العربي لإعادة تأهيل ميناء المخا ليتمكن من استقبال المساعدات أيضا الإغاثية» وأكد  أن الحكومة الشرعية ستعمل بكل جهد لضمان المرور السلس للمساعدات من الموانئ المذكورة إلى المناطق المتضررة.

* لكن الأمم المتحدة ترفض الإشراف أو المشاركة في الرقابة عليه؟ ما هو الإجراء المقبل؟
- تستطيعون سؤال الأمم المتحدة، وأتوقع أنه بسبب تقاعسهم عن القيام بدورهم في اليمن وتجنباً للدخول في إشكاليات مع الحوثيين. لم أرَ تقريراً للأمم المتحدة يتحدث عن الأعمال الإغاثية ومصيرها، حديثهم عام. لم يتحدثوا مثلاً عن وضع ميناء الحديدة لا سيما إذا ما علمنا أن الشرعية وقوات التحالف لا وجود لها في الميناء؟ إذن من يعيق العمل الإنساني؟ معروف ولكننا لا نقرأ ذلك في تقارير الأمم المتحدة.

* السعودية متهمة بتدمير اليمن، يطرح هذا السؤال كثيراً. وهناك منظمات حقوقية وصفتموها أنها «الأقل عملاً والأكثر إزعاجاً». هل يمكن تسمية بعضها؟ وكيف يمكن الرد على مسألة أن السعودية تسعى للتدمير هناك؟
- لا أعتقد أن من سياسة المملكة المنة بما تفعله وتقدمه، فما بالك بذلك تجاه جارة عزيزة مثل اليمن.

 كلمة تدمير مبالغة، هناك عمليات عسكرية قائمة وضرورة العمليات اتخاذ إجراءات ضد بعض البنى التحتية. ولو كان هناك نيات تدميرية كما يقول البعض ويردد لما كان مطار صنعاء ومطار عدن وميناء الحديدة والمخا وعدن مفتوحة جميعها. هذا اتهام لا محل ولا قيمة له.

 نحن بشر لدينا أخلاقيات وقيم لا نعاقب المواطن بسبب الميليشيا، نحن في اليمن لمساعدة اليمنيين ضد هذه الميليشيا. ومهم جداً أن أغلب هؤلاء الناشطين المتباكين على اليمن يتباكون من منازلهم في لندن أو برلين أو جنيف، وأعني المنظمات الحقوقية، ومن ينزل على الأرض ويشاهد الواقع يكتب الواقع وهذا مرحب به. للأسف أغلب من يكيلون الاتهامات إما من خلال ما يكتبونه أثناء وجودهم في مكاتبهم أو غرف الفنادق، تقارير عن بعد لا تمت للواقع بصلة.

حتى الأمم المتحدة، حين طلبنا وضغطنا لإرسال ممثل لهم لرصد الواقع الميداني ونقل الحقيقة، أرسلوا ممثلاً لهم التقط صورتين على الرصيف وغادر في اليوم نفسه. ونحن نتابع هذا الأمر ولا أظن أن أحداً يهتم باليمن ويتعامل معها كدولة جارة وشقيقة مثل السعودية. كثير من السعوديين من أصول يمنية، وهناك علاقات يمنية لا يمكن أن يفهمها ناشطو المنظمات