هل للإخوان المسلمين علاقة بالثورة الإسلامية في إيران؟ (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقب سقوط نظام الشاه بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران، آثرت تلك الثورة على العالم العربي بأسره في شتى النواحي، ومختلف التيارات، وبخاصةً الحركات الإسلامية، ويرصد "اليمن العربي"، في السطور بداية التقارب المفاجئ بين النظام الإيراني وحركات الإسلام السياسي، وأهم المحطات التاريخية التي شهدها ذلك التقارب.

 

تقارب مفاجئ

فبعد اندلاع تلك الثورة حدث تقارب مفاجئ بين نظام الثورة الإسلامية، وتيارات الإسلام السياسي في سبعينات القرن الماضي، وامتد أواسره حتى بداية القرن الحالي، والذي شهد اتساع الفجوة بين السنة والشيعة في العالم العربي، مع الاحتلال الأمريكي للعراق، وتفاقمت عند حدوث الأزمة السورية واندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، مما استدعى تدخل قوات إيرانية داخل الأراضي السورية (قوات الحرس الثوري الإيراني).

 

آواصر مشتركة

وبالرغم من اتساع الهوة بين إيران وتيارات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، إلا أن هناك آواصر مشتركة ومصالح، تجمع الطرفين ساعد في زيادة نفوذ دولة إيران بشكل مباشر.

 

بداية الود والحب

وفي أربعينات القرن الماضي، كانت بداية التلاقي والود والحب بين القيادات الإسلامية الإيرانية، وكبار رجالات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وذلك خلال إقامة رجل الدين الشيعي تقي الدين القمي في القاهرة وتأسيسه دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة في فبراير 1947م، والذي شارك في تأسيسها حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

 

محطة ثانية للتقارب

المحطة الثانية للتقارب، هي علاقة السيد "مجتبى نواب صفوي" زعيم حركة فدائيان إسلام الشهير بمواقفه التي تدعو إلى التقريب بين السنة والشيعة، بجماعة الإخوان المسلمين، حيث زار نواب صفوي القاهرة  عام 1954 م، والتقى هناك بسيد قطب، وأُقيم له حفل خطابي في جامعة القاهرة.

وبعد أن عاد "صفوي" إلى بلده "إيران" في بداية عام  1955م أقدم أتباعه على محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الوزراء الإيراني حسين علاء، أسفرت عن إصابته إصابة طفيفة في الكتف، وعلى إثر تلك المحاولة تم إلقاء القبض على "صفوي" وتم الحكم عليه بالإعدام، فيما قامت جماعة الإخوان المسلمين قامت بالعديد من المساعي لإنقاذ صفوي من حكم الإعدام.

 

تأثر إيران بفكر سيد قطب

ومن بين مظاهر التفاهم المبكر بين النخب الإسلامية الشيعية في إيران وبين جماعة الإخوان المسلمين، كانت أيضاً قيام علي خامنئي عام 1966 بترجمة كتاب المستقبل "لهذا الدين" لسيد قطب للغة الفارسية وكتابة مقدمته.

وكان فكر جماعة الإخوان المسلمين عموماً أحد أهم العوامل التي أثرت في آية الله علي خامنئي، وفي هذا الإطار، كان لسيد قطب تحديداً تأثيره الخاص على فكر الرجل، ولذلك عندما أصبح علي خامنئي مرشداً أعلى للثورة الإيرانية بعد وفاة الخميني، أصبحت مؤلفات سيد قطب تُدَرَّس في مدارس الإعداد العقائدي لـ"الحرس الثوري الإيراني"، وازداد نفوذ مرجعيات دينية مثل آية الله مصباح يزدي الأستاذ الروحي لأحمدي نجاد، الذي لا يخفي إعجابه بسيد قطب وتأثره به.

 

رد الجميل

ومن أبرز الدلائل علي حفاوة النخب الشيعية في إيران التي صنعت الثورة، برجالات الإسلام السياسي في العالم العربي كذلك، هو وضع أسماء وصور بعض رموز تلك الحركات على طوابع البريد، وتسمية أسماء الميادين والشوارع الكبرى في طهران على أسمائهم، بعد نجاح الثورة الإيرانية، وذلك كنوع من أنواع رد الجميل.

 

إطلاق لفظ "المرشد" في إيران

ومن أبرز مظاهر ذلك التأثر الواضح أيضًا هو استخدام وصف مرشد كمسمى لقائد االثورة الإيرانية، حيث يذكر المستشار الدمرداش العقالي القاضي المصري السابق والعضو السابق كذلك بجماعة الإخوان المسلمين والمتحول إلى المذهب الشيعي الاثنى عشري في سبعينات القرن الماضي، أن "الخميني" ترك جميع المسميات الحوزية في حوزيات الشيعة مثل كلمتي المرجع والغاية وحرص على كلمة مرشد الثورة تيمناً بالإمام البنا، الذي تم إطلاق اسمه على ساحة ضخمة في طهران هي ساحة الإمام الشهيد حسن البنا.