"مؤمنون بلا حدود" تكشف أسماء الدول الراعية للإرهاب بالاشتراك مع "الإخوان"

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد يونس قنديل رئيس مجلس أمناء مؤسسة مؤمنون بلا حدود، أن النصوص الدينية لم تخضع للتأويل المنفتح على القيم الحامية للإنسان، ولذا استمرت في تزويد المخيال العنفي بقنابل حارقة وناسفة لحساسية الضمير ضد الإكراه، والواقع السياسي الاستبدادي عمق أزمة الخروج من ربقة الاعتماد على خلاص غيبي موهو، وحركات الإسلام السياسي ليست بريئة من التوطئة لانتشار الاقتناع بجدوى العنف..

وتابع: "بل إنها مسؤولة، وعلى رأسها مدرسة الإخوان المسلمين، عن تزويد الجماعات الجهادية بالذخيرة الأيدلوجية التي تستسهل قتل الإنسان من أجل إيصال الإسلاميين للحكم. ويكفي رصد شعار الإخوان الأول: (الجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) لكي نعرف مدى مسؤولية هذا الشعار عن تعويم شعار الجهاد خارج حدود الدولة، وضد الدولة، في نهاية الأمر هذا شعار جماعة من المسلمين، تتعالى عليهم، وليس شعار جماعة المسلمين القادرة على تحديد مصالحها العامة ضمن آليات جمعية لا تحتكرها جماعة جزئية".

واستطرد: "في المجمل الكلي هنالك فرق جوهري بين داعش والإخوان وحزب الله وهذا الفرق يتعلق باختلاف توقيت الانقضاض على السلطة وسيادة العالم، كما يتعلق بأولوية الخطوات التي ينبغي لمشاريع التمكين أن تتدرج من خلالها. داعش كتنظيم تمتد وتتجذر في التنظير التعبوي والممارسة الجهادية لحركات الإسلام السياسي التي تبلورت في أفغانستان".

وواصل: "كان الإسلام السياسي مشرفا على صناعة راية الجهاد ضد الدولة وخارج الدولة، وحشد الجماهير نفسيا لقبول جهاد الجماعات كفعل ديني شرعي، وتزويدها بالوقود الأيدلوجي والبشري تحت رعاية استخباراتية دولية وإقليمية. ولكن المفارقة الآن أن الإسلام السياسي ممثلا بحركته الأكبر الإخوان المسلمين لا يتبرأ من داعش، ولم يقدم موقفا ولو شكليا يندد بأفعالها، ولم يقدم عبر كافة مؤسساته أي تفنيد لأطروحة داعش ترفع عنها الشرعية الدينية، وهذا موقف تشترك فيه جماعات راديكالية مع مؤسسات رسمية دينية ما زالت تطبق معايير فقهية للحكم على خطر مثل خطر داعش، وهذه المعايير تتعلق بتلبية أركان الشهادة و الإسلام، ولا ينقضها قتل المسلمين!!".

وقال: "أين المنطق عندما نتهم الغرب باختراع داعش كما يفعل الإسلامويون، ولكن في الوقت نفسه نوجه الاتهام للغرب بأنه صنع داعش من باب المؤامرة على الإسلام!! إذا كانت داعش لا تمثل الإسلام والمسلمين فكرا وممارسة فإن الذين لا يحاربونها يتواطؤون معها انطلاقا من اعترافهم بأنها تنفذ أوامر الإسلام. الذين غذوا داعش وأمثالها بالفكر والعتاد والطاقات البشرية معروفون للجميع، وما زالوا لم يفعلوا أي شيء لنقض أطروحتها، ولا لسحب بساط الشرعية عنها، وكل هؤلاء لا يمكن نعتهم إلا بأنهم إرهابيون كداعش، واستبداديون كنظام الأسد الذي نفخوا في استبداده باسم المقاومة حتى ارتد سيفه نحرا في السوريين. ويصور أن انفجار داعش في وجه الغرب هي عقوبة مستحقة لأنه يحصد ما زرعه بنفسه. المفارقة الأكبر من كل ذلك هو أن ما اصطلح على تسميته بأيدلوجيا الإسلام السياسي قد أصبحت إسلاما إجتماعيا؛ أي أنها أصحت مقبولة بين شرائح كبيرة من المجتمع بحيث أن أفكار الإخوان المتطرفة والإرهابية قد أصبحت أكبر من حجم المنتسبين للإخوان والتنظيم الدولي، وباتت تلقى رواجا وتعاطفا من قبل شرائح تنظر لداعش على أنها فعل انتقامي شرعي من المتآمرين على الإسلام".

وتابع: "ما يحصل على الصعيد السني الآن هو تراكم فشل جمعي في مسار منع الفكر الجهادي من احتلال الرغبة الإسلامية في الاحتجاج على قضايا كبرى مثل احتلال العراق من قبل أمريكا، تصدر الفكر الجهادي الاحتجاج على اكتساح المشروع الإيراني للمنطقة أيدلوجيا وعسكريا، ولذا يبدو وكأنه هذا الفكر يقاتل منفردا ضد التبعات التي خلفها تدمير العراق وضد احتلاله إيرانيا".

وأضاف: "معركة الشيعة في المنطقة بدأت بأطروحات مشروعة تحمل مطالب المشاركة في الوجود السياسي مع الطائفة السنية ولكنها تحولت إلى مشاريع تفكيك للمنطقة والهيمنة عليها باسم ولاية الفقيه".

وأوضح: "المشكلة الكبرى في ذلك أن الإخوان المسلمين كانوا القنطرة التي عبرت من خلالها إيران للمنطقة عبر تقمص شرعية تولي قيادة تيار المقاومة والممانعة بالاشتراك مع الإخوان وحلفائهم السياسيين في المنطقة محور هذا التحالف ضم تركيا وقطر والإخوان من جهة وإيران وسوريا وحزب الله من جهة. الغريب في هذا الأمر أن النظام السوري المستبد والمجرم بحق شعبه كان قد قمع الإخوان في الثمانينات، ولكنهم عادوا عبر حماس إلى دمشق وأعطوا نظام الأسد صك براءة من كل جرائمه لأنه انخرط معهم في حلف المقاومة".

وأشار إلى أن معارك المنطقة الآن هي نوع من الانفجار المدوي لهذا الحلف الذي انقسم على ذاته بطريقة مخزية ومدمرة، حيث يظهر أنه كان قائما على تحالف ضمني يسعى إلى التحكم في مسارات الواقع العربي ووراثة إسرائيل الكبرى بدلا من إسقاطها.

واختتم: "ما يحدث في سوريا هو نوع من اقتتال شركاء الأمس من المستبدين وتناحرهم على الوقوف فوق جثث المواطنين. المهم في كل ذلك هو أن تظل راية مقاومة إسرائيل مرفوعة ولو فوق ملايين الجثث. ولذا فإن الذين منحوا حزب الله ونظام الأسد مشروعية سياسية، رغم أنهما منظومة استبدادية فتاكة، لا تقل جريمتهم عن الذين يرون إسرائيل ضحية للفلسطيني. هناك انتقال من ثيولوجيا الجهاد إلى جيوسياسية الجهاد. فهم التطرّف يحتاج إلى مقاربة تاريخية من خلال اعتماد تاريخ المدد الطويلة لفهم العالم المعاصر".

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية التي تنظمها مؤسسة مؤمنون بلا حدود بالشراكة مع معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا وبتعاون مع معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بعنوان "التطرف الديني في أوروبا الأسباب والتداعيات والحلول".