كيف ساهمت جماعة الإخوان المسلمين في نشأة الحركات المتطرفة؟

تقارير وتحقيقات

أرشفية
أرشفية

يعاني الغرب والشرق من ظاهرة التطرف الديني التى زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وخاصة مع صعود التيارات الدينية اليمنية إلى كراسي السلطة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، حيث  ظهرت في المجتمعات الغربية أحزاب وجماعات يمينية متطرفة اختلطت في مفاهيمها الأفكار العنصرية والدينية والسياسية، مستغلة تَطَرُّف بعض الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان وأعمالهم الإرهابية للترويج لأفكارها وتحقيق مكاسب سياسية.

 

الإخوان والتعصب الديني

تبنت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها فكر متطرف ساعد في ظهور العديد من الجماعات الإرهابية والمتعصبة دينيا في مصر ودول الشرق الأوسط ثم انتقل بعد ذلك إلى باقي دول العالم، تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الديني منها، الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، فكثيرون من تابعي الجماعة يؤمنون بالدين بشكل بعيد عن تحكيم العقل، أيضا التصور التآمري للآخر والذي يجعل الشخص يرى الآخر على أنه العدو أو الخصم المخالف دائماً.

وهناك أيضاً وسواس الفرقة الناجية، ومؤداها أن المتعصبين دينياً، أينما كانوا، يؤمنون قطعياً أن فئتهم هي الفئة الناجية من دون البشر، ما يؤدي بالضرورة إلى إلغاء الحوار والاختلاف والاجتهاد، بل تعطيل فعالية العقل، لأن الأمر في منطق المتعصبين منتهٍ، وله أجوبته الحاسمة والجاهزة.

كذلك من بين أسباب ظاهرة التعصب الديني لدى الجماعة، عدم التفرقة بين النص الإلـٰهي وأقوال العلماء، حيث يعتبر البعض أن أقوال العلماء ديناً غير قابل للخطأ أو المناقشة، فتراهم يدافعون عن أقوال العلماء مثلما يدافعون عن النص الإلهي.

 

الإخوان والجماعات الإرهابية

 

ومع ارتباط فكر الجماعة بالتنظيمات الإرهابية، صدرت تقارير عن تاريخ ووضع جماعة "الإخوان المسلمين" وعلاقتها بالجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش إلى أنصار بيت المقدس وبوكو حرام.

 ورصدت التقارير تاريخ الجماعة منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي في مصر وأهمية "التنظيم السري" المسلح الذي كان الذراع العسكري للجماعة والملهم لكل التنظيمات والجماعات المسلحة حتى الآن.

وتستند التقارير إلى مصادر علنية رسمية وأكاديمية موثقة، مركزا على أهم الشخصيات في تاريخ الجماعة ومنها سيد قطب، الذي كان أخوه محمد قطب من سهل التحاق عبد الله عزام (الفلسطيني المعروف بأبي المجاهدين العرب في أفغانستان ومعلم اسامة بن لادن) بجامعة في السعودية كان محمد يعمل بها.

ويرصد التقرير بدقة شبكة العلاقات التي تربط تنظيمات التكفير والإرهاب بالجماعة الأم: الإخوان، وكيف أن المسألة تتجاوز التوافق الأيديولوجي لتمتد إلى المساعدة العملية المستمرة حتى الآن.

كذلك زعيم تنظيم القاعدة، الذي خلف بن لادن، أيمن الظواهري المتأثر بخاله محفوظ عزام محامي الإخوان وأحد قيادتهم.

أما بوكو حرام، فمؤسسها محمد يوسف كان عضوا بجماعة إخوان نيجيريا ثم الحركة الإسلامية النيجيرية.

وجماعة الشباب الصومالية، كانت في البداية الذراع العسكري لاتحاد المحاكم وأمينه العام أحمد عبدي غوداني مؤسس تنظيم الشباب الذي بدأ مع إخوان الصومال.

ويعدد التقرير أمثلة كثيرة موثقة عن علاقة قادة تنظيم الدولة في العراق وسوريا وجماعة الشباب في الصومال بتنظيم الإخوان وأفرعه.