بعد صمت على جرائم الانقلابيين.. لماذ يصرخ العالم مع اقتراب تحرير الحُديدة؟

تقارير وتحقيقات

تحرير الحُديدة
تحرير الحُديدة

مع اقتراب "قوات الشرعية" من تحرير ميناء الحديدة، أصبح للعالم صوت مما يحدث في اليمن، ليس من أجل الحصار التي تفرضه ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح على اليمنيين وتجويعهم وقتلهم مرضًا وعطشًا، وليس من أجل الأطفال الذين يقتلون يويميًا من جراء قذائف الميليشيا العبثية، وليس من أجل سرقة الميليشيات للمساعدات الإنسانية الموجهة للموطانين الواقعين في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيا.

 

العالم لم ينتفض من أجل كل هذا، ولكن ينتفض اليوم مع اقتراب قوات الشرعية بدعم قوي من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، اقترابهم من فك الحصار على الشعب اليمني في الحديدة ومينائها، حيث تفرض ميليشيا الحوثي سيطرتها على ميناء الحديدة مما يتيح لها نهب مقدرات الشعب اليمني والمساعدات المقدمة له وفرض حصار لتجويع الشعب.

 

صراخ "العالم" مع اقتراب الشرعية من تحرير الحديدة ومينائها بدأ من الأمم المُتحدة متمثلة في مندوبها في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مرورًا بالولايات المُتحدة ثم روسيا.

 

ولد الشيخ يفوق من ثباته العميق

 

حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من اي عمل عسكري داخل وحول ميناء الحديدة الذي يمر منه أكثر من 70 بالمئة من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية.

 

وقال المبعوث الدولي انه يشعر بقلق عميق بشأن احتمال قيام دول التحالف العربي بتنفيذ عملية عسكرية في الميناء قريبا.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي حذر في وقت سابق من أن محافظتي تعز والحديدة تواجهان خطر الانزلاق إلى المجاعة إن لم تصلهما المزيد من المساعدات، حيث تفرض الميليشيا حصار خانق على المدينتين.

 

لجنة الإنقاذ الدولية

 

قال لجنة الإنقاذ الدولية إن أي هجوم على الميناء سيعطل منشآته وسيكون له أثر كارثي على الشعب اليمني، ولم نسمع لهذا اللجنة أو غيرها صوت مما ترتكبه ميليشيا الحوثي والمخلوع من حصار تسبب في اقتراب المناطق التي يسيطر عليها الميليشيا من الانزلاق لمجاعة حقيقية.

 

القلق الروسي

 

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلق موسكو من خطط التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لاقتحام أكبر مرفأ في اليمن، وحذرت من أنه سيقطع العاصمة صنعاء عن وصول المساعدات الإنسانية إليها.

 

وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن خطط اقتحام ميناء الحديدة ستؤدي إلى هروب السكان، على حد زعمهم.

 

الولايات المُتحدة والموقف الرمادي

 

قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس من البيت الأبيض في مذكرة لمُستشار الأمن القومي هر ماكماستر إن "الدعم المحدود" للعمليات التي تقوم بها السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن بما في ذلك الهجوم المخطط لاستعادة ميناء رئيسي على البحر الأحمر سيساعد على محاربة تهديد مشترك.

 

أهمية تحرير الحديدة أثرها على الانقلابيين

 

يؤكد الصحافي محمد مساعد صالح، في تعليق على اقتراب تحرير الحديدة ومينائها أن "معركة الحديدة لا تقل أهمية عن معارك باب المندب والمخأ، فهي تعد ضمن الشريط الساحلي الهام، وكلما خسر الانقلابيون هذه المواقع زاد اقتراب انهيارهم الكلي واستسلامهم"، لافتاً إلى أن معركة الحديدة وتحرير الميناء الهام سترسم نهاية الانقلاب الوشيكة".

 

موقعاً هاماً

 

ويعد ميناء الحديدة من ناحية استراتيجية موقعاً هاماً، فمن خلاله يسيطر الانقلابيون على سفن الإغاثة ويستقبلون النفط وغيره، لذا فحسم الشرعية لهذا الميناء كان يجب أن يكون منذ زمن.

 

الشريان الرئوي للانقلابيين

 

ويعد ميناء الحديدة الشريان الرئوي للانقلابيين، وتحريره يعني كتابة وفاة الانقلابيين ووضعهم في أضيق وضع، ولن يكون أمامهم سوى الاستسلام إذا لم ينتحروا طمعاً في البقاء فيه".

 

شريان مواصلات حيوي

 

يربط الحديدة شريان مواصلات حيوي منها إلى صنعاء وآخر منها إلى تعز وطريق ثالث إلى ذمار وسط اليمن، وأيضاً الطريق الدولي من عدن إلى الحديدة ثم جيزان في المملكة العربية السعودية، ويوجد فيها مخزون الغذاء ومطاحن الغلال التي تمون معظم محافظات اليمن بالدقيق، وفيها كثير من الصناعات الغذائية مثل المعلبات والألبان وغيرها".


قطع كل منافذ المدد والتهريب

 

تحرير الحديدة سيمنع الحوثي وصالح من الاستفادة من مينائها، وإيقاف عمليات تهريب الأسلحة والوقود عبر هذا المينا الحيوي، ورغم تأخر الخطوة إلا أنها ستؤثر كثيراً على معنويات الحوثي وأنصاره وصالح، وستجعل الشعب يعيد حساباته مع الانقلابيين، لأن سقوط مدينة الحديدة يعني سقوط وسيطرة قوات التحالف والشرعية على كامل الساحل الغربي لليمن، وقطع كل منافذ المدد والتهريب، وقطع طرق تسلل عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، هذه العناصر التي تأتي باستمرار لتقديم يد العون والخبرات العسكرية والتكتيكية والفنية للحوثي ومليشياته.