ارتفاع مبيعات القات في اليمن مع استمرار الحرب

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عاش أنور عيسى حياة تعد مريحة بشكل كبير ، فقد كان يعمل كممرض في مستشفى خاص ويعيش مع زوجته ووالديه.

 

وخلافا لمعظم الرجال اليمنيين، لم يكن لدى أنور البالغ من العمر 30 عاما عادة مضغ القات، وهي عشبة مخدرة خفيفة تحظى بشعبية في البلدان حول البحر الأحمر ودول القرن الإفريقي، لكن ضغوط الحرب والحزن والاكتئاب جعلته مدمنا له منذ عامين.

 

مضغ القات هو تقليد في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي يمكن أن يعود إلى آلاف السنين، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، ما يقدر 90 في المائة من الرجال اليمنيين يقومون بمضغه ثلاث إلى أربع ساعات كل يوم.

 

ويقول بائع القات أسامة منصور، الذي هو في الأربعينات من العمر ويعمل في هذا المجال منذ نحو 20 عاما ، لم أبيع قط كميات من القات مثل تلك التي بيعت خلال العاميين الماضيين.

 

وقال منصور لصحيفة ذي ناشيونال "عندما اندلعت الحرب، ظننت أنني سأترك العمل لأن الناس لن يتمكنوا من شراء القات بعد الآن".

 

وأضاف "لقد صدمت بسبب الكمية العالية من القات التي باعناها، لست سعيدا بالحالة السيئة في بلدي ولكني لا أستطيع أن أنكر أنه جلب بعض الفائدة لنا نحن باعة القات".

 

بدأ أنور الإدمان عندما قتل ابن عمه، 28 عاما، برصاصة طائشة في فبراير 2015، خلال اشتباكات مدنية في سوق تعز.

 

وكان الشابان قريبين جدا و أصيب أنور بالحزن الشديد.

 

"لقد بحثت عن أشياء لمساعدتي في نسيان حزني". "لم أمضخ القات من قبل لأنني اعتقدت أنه مضيعة للوقت والمال، وكنت أحاول ان أجعل أخي يتخلى عن مضغ القات ، لكنني كنت أعرف منه أنه يجعلك تشعر بالسعادة، لذلك قمت بتجربته".

 

وكانت مليشيات الحوثي المتمردة قد استولت على صنعاء من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في سبتمبر 2014، وبعد ستة أشهر، دخل التحالف الذي تقوده السعودية الصراع لإعادة الحكومة الشرعية ، ووقعت تعز تحت حصار المليشيات المدعومة من إيران.

 

في مايو 2015، فر أنور مع زوجته وطفلين إلى قريته الأصلية بني عمر، على بعد حوالي 30 كيلومترا من المدينة، وفي مقابل الحصول على سلامته في تلك المنطقة فقد كل شئ أخر.

 

ويقول أنور "لقد اضطررنا إلى ترك كل شيء وراءنا حيث لم يكن لدينا الوقت ولا المال لشحن الأثاث ، وعندما تمكنا من الاستيطان في قريتي، وجدت نفسي فقيرا لا أستطيع دعم أسرته، ولم يكن لدي أي مصدر رزق على الإطلاق ".

 

"لقد فقدت ابن عمي الذي أحببته كثيرا، ثم فقدت وظيفتي لأننا اضطررنا للفرار من القتال في المدينة، ولم أكن أعرف أحدا لأنني تركت أصدقائي وأقاربي أيضا.

 

"كان القات هو الشيء الوحيد الذي جعلني أشعر بالسعادة، وكانت الطريقة الوحيدة التي أتمكن بها من الهروب من وضعي إلى حياة خيالية".

 

وقد صنفت منظمة الصحة العالمية القات على أنه "تعاطي عقاقير يمكن أن ينتج عنه استقلال نفسي متوسط إلى معتدل"، مضغ القات يمكن أن يؤدي إلى أعراض جسدية مثل الهلوسة والاكتئاب وتسوس الأسنان، ولا توجد إحصاءات عن عدد اليمنيين الذين يمضغون القات بصورة معتدلة، وليس من غير القانوني القيام بذلك، وباقة من الأوراق يمكن أن تكلف من دولار واحد إلى 100 دولار، اعتمادا على الجودة.

 

ويعد مضغ القات عادة شعبية ومنتشرة في التجمعات والمناسبات في اليمن مثل الأفراح.

 

وفي مايو من العام الماضي، حظرت السلطات في عدن من استخدام القات في المدينة في أيام العمل، والسماح ببيعه يوم الخميس والجمعة فقط - في عطلة نهاية الأسبوع اليمنية. لكن هذا الحظر لم يعد مفروضا.

 

ويظل الطلب على القات مرتفعا، ويستفيد مزارعو القات من ذلك.

 

شهد أحمد جميل ارتفاع في دخله منذ بدء الحرب. وقال "خلال العامين الماضيين، قمنا بسحب شجيرات القهوة لدينا وزرعنا القات بدلا منها لاننا نستطيع ان نكسب ثلاث مرات من القات اكثر من المحاصيل الاخرى".

 

يشعر أنور الآن أنه لا يستطيع العمل بدون القات، ويقبل بأنه مدمن.

 

وقال: "عندما أمضغ القات، أشعر أنني أستطيع أن أعمل كمدير لمؤسسة وأحيانا أضع خططا للعمل كمتاجر". "في تلك اللحظة، أشعر بالسعادة، ولكن بعد ساعات قليلة يختفي مزاجي الجيد".