موقع أمريكي: إذا لم يكن الحوثيون عملاء إيران في السابق فقد أصبحوا الآن

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكر موقع راديو وتلفزيون WLRN الأمريكي على الإنترنت أنه كثيرا ما كان يتحدث القادة في الرياض والمملكة العربية السعودية وواشنطن عن أن المتمردين الحوثيين في اليمن هم دمى من طهران، وكان يرى كثيرون ان هذه حجج مبالغ فيها، ولكن بدأ الآن يظهر صحة تلك الاتهامات.

 

وذكر الموقع أن فكرة الحرب بالوكالة في اليمن ليست جديدة،  وسبق أن اشارت السعودية ووزارة الخارجية الاميركية إلى العلاقة بين ايران والحوثيين لتبرير شن عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف الى طرد الجماعة من السلطة،  وقالوا إن إيران ستحول اليمن إلى معقل شيعي على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، مما يمكن طهران من ممارسة نفوذها كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق.

 

يستخدم الحوثيون، المعروفون في اليمن باسم أنصار الله، شعار "الموت لأمريكا" الذي نشأ في إيران وغالبا ما يحتج به حزب الله المدعوم من إيران في لبنان، ولكن ما وراء الخطاب المشترك، هناك بعض الأدلة على أن الحوثيين يهدفون إلى عرض القوة الإيرانية في شبه الجزيرة العربية.

 

الحوثيون هم يمني الأصل والمنشأ ، اسمهم يأتي من عائلة الحوثي، التي أطلقت حملة إحياء دينية في شمال اليمن. في التسعينات، عندما بدأ السلفيون في الوعظ على النهج السعودي ، قاد رئيس الأسرة حسين الحوثي حركة لإعادة تأكيد التقاليد الشيعية الزيدية التي كانت توجه الثقافة اليمنية لعدة قرون.

 

وقد رأت الحكومة المركزية في اليمن أن النفوذ المتزايد للحوثيين يشكل تهديدا أمنيا. تحت قيادة الرئيس آنذاك علي عبد الله صالح، شنت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من الحروب للتغلب على الحوثيين. في عام 2009، أرسلت المملكة العربية السعودية قواتها الخاصة للانضمام إلى القتال لإخضاع الحوثيين.

 

وبحلول عام 2011، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، انضم الحوثيون إلى جماعات مناهضة للحكومة في اليمن لتسريع سقوط الرئيس صالح، وقالوا إن قيادته قد أصبحت فاسدة، ودعوا إلى الإطاحة به.

 

وفي عام 2012، أجبر صالح على نقل السلطة التنفيذية إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. وفي العام نفسه، جاء الحوثيون إلى طاولة المفاوضات للمساعدة في صياغة اتفاق تقاسم السلطة مع الفصائل اليمنية الأخرى من خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة.

 

لكن مؤتمر الحوار الوطني جاء بتوصيات كان من شأنها أن تقلل سيطرة الحوثيين على الأراضي في الشمال.

 

وجد الحوثيون أنهم لم يحصلوا على شئ ، وفي خطوة سياسية لا تزال محيرة للمراقبين، شكلوا تحالفا سياسيا مع عدوهم اللدود منذ فترة طويلة، المخلوع صالح ، الذي كان يسعى بالفعل لاستعادة السلطة في عام 2013.

 

وتقول المراسلة أيونا كريج، التي كانت تعيش في صنعاء، أن الحوثيين، بفضل الصلات السياسية والعسكرية الهائلة التي يتمتع بها صالح، تمكنوا في عام 2014 من السيطرة على المدن اليمنية الشمالية بما فيها العاصمة صنعاء. وأضافت "بالتأكيد في بداية هذه الحرب كان صالح هو حقا القوة الدافعة وراء الحوثيين، نعم، كانوا متحالفين سياسيا مع إيران ولكن كان هناك القليل جدا من الأدلة، حول الدعم الإيراني للحوثيين".

 

في 2014 لم تكن هناك حاجة الى الأسلحة الإيرانية ، فعلى الرغم من أن صالح كان خارج منصبه إلا انه كان لا يزال يسيطر على معظم مخازن الأسلحة والموارد الأمريكية للترسانة اليمنية .

 

وبحلول مارس 2015، احتلت قوات الحوثي و صالح معظم المدن الرئيسية في اليمن وانقلبت على الحكومة الانتقالية للرئيس هادي، مما أثار قلق الحكومة السعودية التي دعمته.

 

في 26 مارس 2015، قادت المملكة العربية السعودية تحالفا عسكريا لإخراج الجيش الحوثي وأسلحته. كما فرض السعوديون حصارا بحريا يهدف إلى منع دخول الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.و تستمر تلك العمليات الجوية والبحرية حتى الآن.

 

وعلى الرغم من أن ادعاءات شحنات الأسلحة الإيرانية كان يبدو انها لا أساس لها من الصحة في الأشهر الأولى من حرب اليمن، إلا أن هناك أدلة على أن الإيرانيين يساعدون الحوثيين عسكريا.

 

وتقول كريج"في الأشهر القليلة الماضية هناك أدلة متزايدة على تورط إيران فيما يتعلق بالأسلحة". واضافت ان "الصواريخ البالستية قد تم تعديلها بشكل واضح وان صواريخ جديدة بنيت في اليمن لاطلاق النار على الحدود السعودية وهي الصواريخ البعيدة المدى التي لم تكن موجودة في الترسانة اليمنية قبل بدأ هذه الحرب".

 

إذا كان من الصعب الكشف عن نفوذ إيران في اليمن من قبل، فإنه لا يمكن تجاهله الآن. ففي الأشهر الأولى من عام 2017، تفاخر الحوثيون وطهران بقدرة جديدة على مهاجمة السعودية. ومع استمرار الحرب، قد ينمو النفوذ الإيراني.

 

وذكرت أيضا "هذا هو الخطر "، مضيفا "كلما امتدت هذه الحرب، فان احتمال التدخل الايراني يصبح اكثر وليس اقل". كما تقول كرايج، يمكن ان يدفع ذلك واشنطن الى تكثيف دعمها المادي واللوجستي للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية."

 

كما أضافت أيضا ان الأمر الأخطر الآن هو أن ذلك من الممكن أن يدفع إدارة الرئيس ترامب لحرب الحوثيين في اليمن كجزء من حربها ضد إيران.