«الذكرى الثانية لعاصفة الحزم ».. ماذا حقق التحالف العربي في اليمن ؟(تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تقترب الذكرى الثانية لانطلاق عاصفة الحزم، وبالتحديد في الـ 26 من مارس الجاري، وبعد مرور عامين من انطلاقه.

 

البداية

 

وجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في 26 مارس 2015، ببدء عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين ،وأعلنت العملية أجواء اليمن "منطقة محظورة"، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية، بعد طلب من الحكومة اليمنية بالتدخل.

 

وبدأت العملية بمشاركة 10 دول، من بينها دول مجلس التعاون الست، في حين رحّبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية.

 

اجتماع الملك سلمان

 

بحسب ما نشرته قناة "العربية"، اجتماع الملك سلمان بن عبد العزيز مع القيادات الخليجية في قصر "العوجا" بالرياض، في 21 مارس 2015، كان لبحث خطر الحوثيين وبقية الجماعات الإرهابية، وكان بمثابة شرارة البدء في عمل التحالف.

 

وجاء انطلاق العمليات بعد تحذير أطلقه وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، للحوثيين؛ من مغبّة الاقتراب من مدينة عدن، وهو ما لم يكترث به الطرف الآخر، ليدفع المملكة للرد سريعاً.


ما حققة التحالف

 

حسبما ذكر المتحدث باسم التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، أن   أبرز ما حققه التحالف العربي من نتائج هو "تأسيس دولة يمنية من الصفر.

 

وأكد اللواء "عسيري" أن تأسيس جيش يمني منظَّم تمكّن من استعادة العديد من المدن ويطرق حالياً أبواب العاصمة، هو أحد أهم إنجازات التحالف، فضلاً عن وجود رئيس وحكومة تعمل بشكل منتظم من العاصمة المؤقتة عدن، كما أنه أكد استمرار عمليات التحالف إلى "حين إخضاع الانقلابيين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة لحل سياسي".

 

وكان المتحدث باسم التحالف، أوضح منتصف فبراير 2017، أن عاصفة الحزم "حقّقت أكثر من 85% من أهدافها"، مضيفاً أن "الحوثيين لا يملكون نفوذاً إلا في صنعاء وبعض مناطق صعدة "معقل الحوثيين" شمالي البلاد".

 

وفي 21 أبريل 2015، أعلنت قيادة التحالف انتهاء "عاصفة الحزم" في اليمن، والبدء بعملية "إعادة الأمل"، بعدما تم تدمير الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة التي تشكّل تهديداً لأمن المملكة والدول المجاورة، والتي كانت بحوزة مليشيا الحوثي، حسب بيان لوزارة الدفاع السعودية.

 

وبالتزامن مع العمليات العسكرية، قادت الأمم المتحدة عملية تفاوضية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب التي خلَّفت ظروفاً إنسانية صعبة، ووضعت 80% من السكان في ظروف طارئة، وأودت بحياة أكثر من 10 آلاف، وفق تقارير أممية.

 

واحتضنت الكويت مفاوضات الطرفين، التي انتهت عملياً في يونيو 2016، بعدما أعلن الحوثيون تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، ضاربين بالجهود الدولية والإقليمية عرض الحائط، ما دفع الحكومة للانسحاب من المفاوضات.

 

ومع أن القوات الحكومية الشرعية تمكّنت بدعم من التحالف من استعادة السيطرة على عدة مدن هامة، إلا أن عدم تحريرهم للعاصمة صنعاء يبقي على القتال في اليمن؛ إذ إن السيطرة على العاصمة تعني الكثير سياسياً وعسكرياً، لكن هذا لا ينفي حقيقة تراجع الحوثيين أمام القوات الحكومية حتى في معقلهم "صعدة"، رغم ما يتلقّونه من الدعم الإيراني.

 

كما نجحت الحرب الجوية في تدمير قسم كبير من قوة الصواريخ التي كان الحوثيون وصالح يمتلكونها، وألحقت ضرراً كبيراً بالآلة الحربية للحوثيين وصالح، ووفّرت إسناداً جوياً قريباً مؤثراً جداً، وفعالاً للهجمات البرّية، الأمر الذي سمح بنجاحها بكلفة أقل.

 

أدّت الحرب البرّية لتحرير عدن وتعز، أي المدينتين الثانية والثالثة في اليمن من حيث عدد السكان، كما أن الحملة البرية لم تنتهِ بعد، وهي تعمل على تحرير صنعاء، فضلاً عن السعي لتحرير ميناء الحديدة، بعدما تمكّنت من استعادة ميناء المخا على شواطئ البحر الأحمر، وقد استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على حقول النفط والغاز الرئيسية في مأرب وشبوة.

 

كما أعلن التحالف العربي مؤخراً إسقاط كافة الصواريخ التي استهدف بها الحوثيون مدن المملكة المتاخمة لليمن، وكذا بعض الصواريخ التي استهدفت المدن اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية، في حين بدأت القوات الحكومية التوغل في معقل الحوثيين بصعدة.