هل مولت بريطانيا الإخوان المسلمين لمواجهة جمال عبد الناصر؟

أخبار محلية

البنا وجمال عبد الناصر
البنا وجمال عبد الناصر

القراءة المُتأنية في السياسة البريطانية في ملف جماعة الإخوان، قد تبدي للوهلة الأولى أن ثمة تعارضا في توجهات الحكومة في التعامل مع ملف الجماعة، حتى الآن، إلا أن هذه النظرة سرعان ما تتلاشى إذا ما نظرنا إلى طبيعة العلاقات بين الطرفين وتاريخها.


وعن طبيعة العلاقات بين الإخوان وبريطانيا فجر عمدة لندن السابق «كين لفنجستون» وأحد قيادات حزب العمال في مارس 2008، فجر مُفاجأة حينما كشف في تصريح نشرته مختلف وسائل الإعلام الغربية عن تمويل المخابرات البريطانية للجماعة ضد النظام الناصري في خمسينات القرن الماضي.


وجاء على لسان لفنجستون أن: «الجماعة مثلت تهديدًا وخطرًا حقيقيين لنظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حقبتي الخمسينات والستينات بما تلقته من تمويل مالي من المخابرات البريطانية (MI6)» على حد قوله.


 إلا أن هذه الاتهامات انتقلت من مستوى التصريحات والادعاءات غير المسندة بأدلة كما تقول الجماعة إلى مستوى الدلائل والقرائن التي عززتها الوثائق المنشورة ولعل كتاب «العلاقات السرية.. تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد»، للباحث والصحافي البريطاني المستقل «مارك كيرتس»، يأتي في هذا المضمار.


حيث تضمن قراءات عميقة ومتأنية لوثائق بريطانية رسمية سرية (أفرج عنها تباعًا في السنوات الأخيرة) تفضح التعاون الكبير بين الإخوان المسلمين وبريطانيا، فمن بين ما جاء فيها: «إنه في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم، بدأت بريطانيا تنظر لجماعة الإخوان باعتبارها معارضة مفيدة لسياسة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ذات التوجهات القومية العربية، وأنها أفضل وأقل ضررًا من التيارات القومية رغم أصوليتها الشديدة.


 ومن ثم عقد مسؤولون بريطانيون اجتماعات مع قادة الإخوان المسلمين من أجل العمل كأداة ضد النظام الناصري الحاكم أثناء مفاوضات إجلاء القوات العسكرية البريطانية من مصر، وكذا من أجل خلق موجة من الاضطرابات تمهد لتغيير النظام في بلاد النيل.


ومع اندلاع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قامت بريطانيا بإجراء اتصالات سرية مع قيادات الجماعة وغيرهم من الشخصيات الدينية كجزء من خططها للإطاحة بعبد الناصر أو اغتياله».