اوكسفام: حرب اليمن دفعت 7 ملايين شخص إلى حافة المجاعة

أخبار محلية

اليمن العربي



حذرت منظمة اوكسفام من ان المتقاتلين اليوم الخميس، وداعميهم الدوليين يدفعون باليمن الى حافة المجاعة بشكل متعمد وذلك قبل الذكرى السنوية الثانية لتصعيد الحرب.
وقالت في تقرير صادر عنها اليوم الخميس، إنه "تم دفع قرابة سبعة ملايين شخص نحو حافة المجاعة بينما ٧٠ في المائة من السكان بحاجة إلى المعونة الإنسانية".
ودعت المنظمة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على جهتين: الاولى؛ الاستئناف الفوري لعملية السلام والثانية؛ ان توفر الجهات المانحة مبلغاً إضافياً قدره ٢,١ مليار دولار أمريكي قالت الأمم المتحدة بإنه مطلوب للاستجابة الإنسانية. حيث ما تم تمويله إلى الآن سبعة في المائة فقط من المبلغ المطلوب.
ويقول سجاد محمد ساجد، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن: "إذا استمرت أطراف النزاع - وتلك التي تغذيها بمبيعات الأسلحة - في تجاهل أزمة الغذاء في اليمن، فكلهم سيتحملوا مسؤولة المجاعة".
وأضاف "إن الشعب اليمني يتضور جوعاً حتى الموت، وقد لا يبقى على قيد الحياة اذا استمر الوضع بهذا الشكل. فالاستجابة الإنسانية وتمويلها بالكامل هو أمر اساسي لمنع وفاة اعداد لا تحصى من الناس بدون داع، فجلً ما يحتاجه اليمنيون هو إنتهاء الاقتتال. على جميع اطراف النزاع ان تستوعب بأن المجاعة هي العدو الحقيقي لليمن، وأن منع المجاعة يجب أن يكون لها الأولوية على الأهداف العسكرية لأي طرف لا يمكن للعالم ألا ينتظر الإعلان عن المجاعة في اليمن والتحرك قبل فوات الأوان".
وطبقاً للتقرير كانت الغارات الجوية والقتال الدائر قد أسفر عن مقتل أكثر من ٧٦٠٠ شخص، من بينهم أكثر من ٤٦٠٠ مدني، وإجبار أكثر من ثلاث ملايين شخص على الفرار من منازلهم، وجعلت ما يقرب من ١٨,٨ مليون شخص - ٧٠ في المائة من إجمالي سكان اليمن - في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، وهو أكبر عدد في أي بلد في العالم. وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد دمر الموانئ والطرق والجسور مراراً وتكراراً، إلى جانب المخازن والمزارع والأسواق، مما أدى إلى استنزاف مخزونات الأغذية في البلاد. كما وان سلطة الحوثيين تؤخر تقديم الإغاثة المنقذة للحياة، وفي بعض الأحيان تحتجز العاملين في المجال الانساني. وقد أدى ذلك، مقترنا بالاقتصاد الهش إلى هاوية الجوع وساق ٦,٨ مليون شخص إلى حافة المجاعة.
وقال التقرير: لقد تم فرض الحصار على اليمن، مما حال دون وصول الأغذية إلى البلاد. وفي حين يتم تخفيف هذا الحصار جزئيا، فإن القيود الجديدة المفروضة على الشحن وتدمير العديد من مرافق الموانئ، مثل رافعات ميناء الحديدة في أغسطس / آب ٢٠١٥، عبارة عم معاقبة للشعب اليمني، لاسيما و ان إمدادات الغذاء في البلاد تنخفض بشكل حاد. وقد تصاعد القتال على الساحل الغربي لليمن في الشهر الماضي، خاصة حول موانئ الحديدة والمخا، مما يشكل خطورة بقطع إمدادات حيوية للملايين من الناس. وفي أسوأ السيناريوهات حيث تنخفض الواردات الغذائية بشكل كبير أو حيث يمنع الصراع نقل الإمدادات في جميع أنحاء البلاد، فقد أصبحت المجاعة تدق على أبواب البلاد.
وأضاف التقرير: ان اسوأ ما يمكن ان يحدث, هو ان تنخفض الواردات الغذائية بشكل كبير او ان يمنع الصراع القائم الامدادات من ان تنقل الى كافة انحاء البلاد.
وقد أظهر مسح غذائي أجرته منظمة أوكسفام شمل ٢٠٠٠ اسرة أجبرت على الفرار من منازلها في شمال غرب اليمن، بين تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الأول / ديسمبر ٢٠١٦، والذي أفاد بأن ٨٥ في المائة من الناس جائعين، وان الخيارات الوحيدة لديهم هي التقليل من كمية الطعام الذي يأكلونه أو اعطاء اطفالهم ما يملكون من طعام والبقاء جائعين، لينتهي بهم المطاف بشراء طعام ذا جودة أقل، وغالباً عن طريق الدين. فبعض الاسر لا يوجد لديها مصدرا للغذاء على الإطلاق ولا يتمكنوا من النجاة إلا بفضل المساعدات الإنسانية وسخاء الناس.
ومن أجل إنقاذ حياة الملايين من الناس الذين يعانون من الجوع، حثت منظمة أوكسفام الأمين العام للأمم المتحدة على الضغط على جميع أطراف النزاع لاستئناف محادثات السلام والتوصل إلى اتفاق سلام يتم التفاوض من اجله وتحسين الحالة الاقتصادية في البلاد.
وتدعو منظمة أوكسفام الى ان تظل جميع الطرق البرية والبحرية والجوية إلى اليمن مفتوحة وأن الهجمات التي تستهدف أهدافا عسكرية تتعلق بطرق الإمداد والبنية التحتية الا تؤثر بشكل غير متناسب على المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي.