خبراء: الحادث الإرهابي يجبر بريطانيا على تغيير سلوكها في التعامل مع "الإخوان"

أخبار محلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بينما كان نواب مجلس العموم البريطاني منشغلين في مناقشات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ظهر، أمس الأربعاء، شق أزيز الرصاص الصمت حول مبنى البرلمان، شخص يقود سيارة رباعية الدفع دهس المارة على جسر وستمنستمر أعلى نهر التايمز بوسط العاصمة البريطانية لندن ثم صدم سيارته بحاجز الطريق وخرج منها وهو يركض نحو أسوار مقر البرلمان فطعن شرطيا، فأطلق عناصر آخرون من الشرطة النار عليه حين كان يستعد لمهاجمة شرطي آخر، ما ادى الى مقتله وأسفر الاعتداء عن مقتل أربعة بالإضافة لمنفذ الهجوم وإصابة 40 آخرين.

عدد من المحللين تساءلوا هل يكون الحادث بداية لتغير بريطانيا مواقفها تجاه دعمها لبعض الجماعات المتطرفة التى تتخذ من لندن مقرا لها وتقوم بتمويل الإرهابيين، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين؟.

العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية بالقاهرة، استبعد إن تغير بريطانيا موقفها أو سياستها تجاه بعض الجماعات الإرهابية ومنها جماعة "الإخوان" التى طالبت مصر مرارا وتكرار بإدراجها ضمن التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أنها ترى أن حادث الدهس الذى وقع بلندن أمس جاء فى إطار العمليات التى شهدتها عدد من البلدان الأوروبية عامى 2015 و2016.

وأضاف عكاشة أن المؤشرات الأولية لحادث لندن والتى أفصحت عن نفسها تشير إلى تنفيذه عن طريق ذئاب منفردة وخلايا صغيرة، كما حدث فى حادثي نيس بفرنسا وبرلين بألمانيا مؤكدا أن بريطانيا ستظل متمسكة باستراتيجيتها، كما هى ولن تتغير بصورة جذرية مشيرا إلى أنها توجه الاتهامات إلى داعش وجبهة النصرة وهذه الحركات مصنفة فعليا كجماعات إرهابية.

وأكد مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، أن بريطانيا مثلها مثل دول أخرى تسعى لوضع جماعة الإخوان الإرهابية فى مكان غير المكان الخاص بهذه الجماعات.

وحول الإجراءات التى ستتخذها أوروبا عقب حادث أمس وتأثير ذلك على العرب والمسلمين بهذه الدول أشار عكاشة إلى أن الدول الأوروبية ستشدد من إجراءاتها الأمنية، خاصة المتعلقة بمواجهة الإرهاب أما بالنسبة لتأثير الحادث على العرب والمسلمين فسوف يكون عاديا لأن التحريات كشفت أن منفذ الحادث إنجليزي المولد ومن أصول جاميكية، مؤكدا أن الحادث لن يأتى بجديد.

من جانبه قال عادل عبد الصادق؛ الخبير في الحركات الإسلامية، إن حادث الدهس الذى شهدته العاصمة البريطانية لندن أمس، الأربعاء، يأتى فى إطار تعرض أوروبا بوجه عام لموجة من موجات التهديدات الإرهابية الناتجة من عدة مصادر، منها المنتمون للجماعات الإسلامية المتطرفة الذين يحملون الجنسية البريطانية، وهم الأخطر على الأمن البريطانى والأوروبى.

وأضاف عبد الصادق، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المصدر الثانى يتعلق بالمهاجرين الذين جاءوا من بلدان محل صراعات مثل سوريا والعراق وأصبحوا وسيلة لنقل عمليات التطرف لداخل أوروبا، وهناك مصدر يتعلق بعملية استخدام الجماعات الإرهابية كأداة للسياسة الخارجية لدول معينة، لافتا إلى التوتر الذى تشهده العلاقات التركية الأوروبية الأخيرة وتهديدات تركيا لأوروبا بأنها لن تكون بمنأى عن الإرهاب.

وأوضح أن هناك مصدرا آخر مرتبط بالصراع على الأرض، حيث تقوم الجماعات الإرهابية الموجودة بسوريا والعراق عقب انكماشها وانهيارها بنقل الصراع للدول الأوروبية، ومنها بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية لتؤكد هذه الجماعات أنها لاتزال قوية، كما أن هناك مصدرا يتعلق بالخلايا النائمة التى تتعاطف مع التنظيمات الإرهابية، وتستخدم هذه الخلايا للقيام بعمليات هدفها الضغط على أوروبا لتبنى سياسات معتدلة تجاه التنظيمات المتطرفة.

وأشار إلى أن الرسالة الأساسية من حادث أمس، تؤكد أن خروج بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبى لا يعنى أنها بمنأى عن العمليات الإرهابية، وأن الأمر لا يتعلق بمسألة خروجها من الاتحاد الذى يمثل عبئا عليها كما تقول، بل يتعلق بسياساتها عامة فى التعامل مع الجماعات المتطرفة.

وقال "عبد الصادق" إن حادث أمس ربما يجعل بريطانيا تقبل بالحل السلمى للصراع فى سوريا والعراق ومحاولة الدفع بأطر للتسوية السلمية والضغط على المعارضة السورية للقبول بالتسوية السياسية، كما قد يجعلها الحادث تدعم الاستقرار فى جنوب المتوسط بدول مثل مصر وليبيا، مشددا على أن الحادث سيدفع بريطانيا لزيادة تشديداتها الأمنية كما فعلت الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالسفر.

وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن الحادث قد يجعل بريطانيا تعزز الرقابة على المهاجرين من العرب والمسلمين، كما يعزز مصعود اليمن المتطرف فى أوروبا ونمو السياسات العدائية تجاه المسلمين، كما قد يكون أداة لزيادة سياسة الاعتقالات والتدخل فى شئون بعض الدول من أجل الحصول على معلومات عن الإرهابيين ومعرفة الخلايا النائمة.