تسعة عناوين حول دور الإمارات في اليمن: محطات وأدوار ومواقف (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ينظر الكثير من المتابعين لدور الإمارات العربية المتحدة باعتباره محورياً عكس حضوراً إقليمياً غير مسبوق من جهة، واهتماماً استثنائياً من جهة أخرى، كما كان له بصمة في مختلف التطورات التي شهدتها، الأمر الذي لا يعدم وجود أصوات تحاول لأغراض سياسية التعريض بهذا الدور. 

دور تاريخي ومكانة خاصة 

وتؤكد مصادر يمنية لـ"اليمن العربي"، أن حضور الإمارات ودورها في  اليمن، يبدأ منذ عقود تأسيسها، على يد المرحوم، زايد بن سلطان آل نهيان، إذ تعود أصول مؤسس الإمارات، والتي كان يفخر بها، إلى اليمن وإلى أصول اليمنيين الأولى (قحطان). 
 وساهمت الإمارات، في عقود سابقة بإعادة بناء "سد مأرب"، الذي يكتسب مكانة تاريخية، وقد جعل كل ذلك، من قادة الإمارات مكانة خاصة لدى اليمنيين، مثلما كان للإمارات وما يزال اهتماماً استثنائياً باليمن، بلدهم الثاني. 

التحرير من الانقلابيين

كانت عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية والتي بدأت في مارس2015، ضد الانقلابيين بعد اجتاحهم لعدن،  متركزة على العمليات الجوية، بينما كانت هناك مخاوف كبيرة تُثار من قبل الخبراء والمحليين تحذر من التدخل البري. 

لم يستمر الأمر طويلاً، إذ ووفقاً لقيادات ميدانية للمقاومة وأخرى سياسية تحدثت لـ"اليمن العربي"، جاءت الإمارات لتكسر كل التحديات، بعد ما يزيد عن شهرين من العمليات العسكرية، وكانت حجر الزاوية في أول نصر ميداني تحقق للتحالف في مدينة عدن ومحيطها، إذ أن الإمارات وباعتراف الجميع، قادمت العمليات العسكرية وما سبقها من إعدادات في الأشهر يونيو ويوليو وأغسطس2015، وبذلك فقد كانت السبب المباشر في أول نصر عملي للتحالف على أرض الواقع. 

ولا يختلف الأمر كثيراً في مأرب، التي كان الدور الأول في تحريرها للقوات الإماراتية، وقدمت ما يقرب من 50 شهيداً بالحادثة الشهيرة التي وقع فيها القصف الصاروخي من قبل الميليشيات الحوثية تجاه أحد المعسكرات في مأرب. 

إعادة البناء

بعد تحرير أغلب المحافظات الجنوبية والشرق وأغلب مناطق محافظة مأرب، كانت الإمارات وبلا منافس، في مقدمة المرحلة التالية وهي مرحلة البناء، حيث تولت الإشراف على إعادة بناء الأجهزة والعسكرية وتجنيد رجال المقاومة في العديد من المحافظات. 

تشغيل المرافق الخدمية 

تسبب الحرب التي أشعلتها الميليشيات، بدمار واسع للبنى التحتية والمرافق الخدمية في محافظات عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة، ووفقاً لشهادت مصادر محلية لـ"اليمن العربي"، فإن الإمارات ومنذ الشهور الأولى كان لها الدور الأبرز في إعادة أدنى مقومات الحياة لمدينة عدن، وهي مهمة كانت من الصعوبة بمكان، بعد مرحلة الحرب. 

محاربة القاعدة 

بسبب الحرب وانهيار الأجهزة الأمنية سيطر تنظيم القاعدة على العديد من المدن وفي مقدمتها المكلا ومدن أبين والحوطة وغيرها في محافظة لحج وحتى بعض الأحياء عدن. 


ولأن الإرهاب ليس ملفاً محلياً فقط، بل تهديد متعلق بالمنطقة والعالم، فقد كانت مسألة محاربته تحدياً كبيراً، تولت الإمارات وفقاً لخبراء لـ"اليمن العربي"، قيادته وحققت نجاحاً باهراً بطرد تنظيم القاعدة ابتداءً من أحياء في عدن كالمنصورة، مروراً بلحج وأبين وشبوة، وصولاً إلى المكلا في حضرموت، وقد تم ذلك بفترة قياسية خلال العام 2016 ولكن بجهد كبير مرتبط ببناء الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستقرار السياسي. 

النشاط الإغاثي 


كان ولا زال النشاط الإغاثي للإمارات وعبر الهلال الأحمر الإماراتي، من أبرز شواهد الدور الإماراتي في اليمن، إذ تولى الهلال الأحمر إغاثة العديد من المناطق بالمواد الغذائية وإعادة تأهيل العديد من المرافق الحيوية التعليمية والخدمية في المحافظات المحررة من الانقلابيين. 

مراقبة الأدوار المشبوهة 


تميز الدور الإماراتي، بالعديد من النقاط، وكان في مقدمتها، أن أبوظبي وعلى الرغم من التحديات الجمة التي واجهتها، ومن المعركة التي خاضتها على أكثر من صعيد، لم تغفل عن التنظيمات ذات الأهداف المشبوهة والمتهومة بالارتباط بالإرهاب أو بأهداف غامضة، ولذلك سعت الإمارات إلى منع استغلال تنظيم "الإخوان المسلمين"، المتهم من قبل العديد من الدول بـ"الإرهاب"، من استغلال الأوضاع. 
ولهذا السبب، واجهت الإمارات ولا تزال حملة إعلامية وانتقادات من قبل الإخوان ومن ناشطين وسياسيين مسحوبين على الجماعة. 

دعم الحل السياسي 

على الرغم من دورها العسكري، والذي كان في آخر صوره بمنطقة المخا، إلا أن الإمارات في الوقت الذي تشارك فيه ضمن التحالف، فإنها تدعم ودون تردد بمختلف المراحل الجهود السياسية، ومن ذلك مواقف أكد عليها أكثر من مرة، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ووزير الخارجية الذي يشارك في اجتماعات الرباعية، عبدالله بن زايد، وكذلك وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، والعديد من المسؤولين، الذين يؤكدون أن الحل في  نهاية المطاف يجب أن يكون سياسياً. 

حملات مُغرضة 

بحسب مراقبين لـ"اليمن العربي"، واجهت الإمارات ثلاثة أنواع من الحملات والاتهامات في اليمن، الأولى من أصحاب المصالح المتضررين، كالإخوان، والثانية، من شخصيات أو أطراف حاولت أن تبسط نفوذها على المحافظات المحررة، بطرق استغلالية، أو لا تخلو من ملفات فساد، كما حدث من قبل بعض الشخصيات في عدن. 

أما النوع الثالث، بحسب المراقبين، فهو من يحاول ربط تصرفات شخصيات محلية في عدن أو قيادات أمنية بالإمارات، ومع الأخذ بالاعتبار وجود العديد من التصرفات الأمنية أو السياسية المستنكرة، يغفل المنتقدون أنها تعبر عن تصرفات واجتهادات خاطئة، لأصحابها، وليس للإمارات،  التي تدعم اليمن بشكل واضح. 


ومن خلال ما سبق، يبدو واضحاً أن الإمارات كانت حجر في أهم التحولات الإيجابية لصالح الشرعية والمحافظات المحررة منذ عامين، وهو دور يتحدث عن نفسه، بعيداً عما يُثار هنا أو هناك، فمن الطبيعي مع أي نجاح أن يكون هناك حاسدون وأن يكون هناك سوء فهم لدى أوساط محدودة.