كيف يجسد إيمان الإمارات حكومة وشعباً ببث الأمل لليمنيين؟

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تتبنى دولة الإمارات مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصاديا وإنسانيا ولوجستيا، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية.

ويأتي هذا من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار.


وتدرك الإمارات أن نجاح عملية استعادة اليمن من الحوثيين وحلفائهم ينبغي أن تسير بالتوازن مع عمليات البناء وإعادة الإعمار وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل.

عمل حكومي وشعبي 

وفي إطار إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 الخاصة باليمن من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم عمل الأمم المتحدة.


وأشار إلى أن المجهود الإغاثي للإمارات في دعم اليمن هو عمل حكومي وشعبي تشارك فيه مختلف مؤسسات الدولة الإنسانية والخيرية كهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة.

ويؤكد عبيد سالم الزعابي أن الإمارات ستظل داعما قويا لليمن بالتعاون مع الأمم المتحدة وكل الفاعلين الإنسانيين من أجل الاستجابة لاحتياجات اليمنيين ومساعدتهم على إعادة بناء بلدهم ودعم استقراره وأمنه.


دعم المرأة

مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن، حيث تتضمن المبادرة توفير الدعم اللازم لـ 15 مشروعا في عدن والمحافظات المجاورة تشمل المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمياه والكهرباء والطاقة.

 إلى جانب دعم المرأة وتأهيل ذوي الإعاقة وتحسين خدمات المأوى في المناطق النائية، ومنها دعم مركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء وكلية علوم المجتمع والمعهد التجاري في خور مكسر والمعهد المهني الصناعي إضافة إلى إطلاق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أكبر حملة لإغاثة 10 ملايين متضرر يمني.



عدة حملات

وضمن الجهد الإماراتي المتكامل لدعم اليمن، أطلقت عدة حملات منها حملة «عونك يا يمن» من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والتي تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني لتمكينه من التغلب على الأوضاع الصعبة التي يعيشها بسبب الأزمة التي تمر بها بلاده.

وتم تسيير جسر مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني، حيث أرسلت العشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر لتوفير المواد الإغاثية للشعب اليمني تم تأمين توزيعها ووصولها إلى المحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وتوفير طرود غذائية للأسر والتي يقدر عددها بالعشرات من الآلاف.

لا يقتصر الدور الإنساني الإماراتي في اليمن فقط على تقديم المساعدات من أغذية وأدوية، وإنما ينصرف أيضا إلى مساعدة اليمن في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب، ضمن رؤية متكاملة تتحرك على مسارات متوازنة تنموية واقتصادية وسياسية واجتماعية وإنسانية.

وتبلور هذا الدور بوضوح بعد استعادة عدن، حيث تم التركيز على إمداد المدينة والمناطق المجاورة بكل الاحتياجات العاجلة لليمنيين، حتى أصبحت عدن محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

ويعمل الهلال الأحمر على ترميم 154 مدرسة في المحافظة اليمنية، ضمن مشاريع المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية، وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه، باعتبارها من القطاعات الرئيسية المهمة للشعب اليمني.

وتم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظة الجنوبية بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية والأجهزة التعليمية والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي، لتستقبل الطلاب الذين انتظموا في صفوفهم الدراسية بمختلف المراحل التعليمية على مستوى مدارس محافظة عدن ومديرياتها.



أدوار متعددة

في القطاع الصحي حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمسة مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليونا و500 ألف درهم.

ورصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى إلى جانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. واستقبلت مستشفيات الإمارات عددا كبيرا من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.

أكد مشرف مشاريع الهيئة في حضرموت أهمية هذه المساعدات في تخفيف معاناة النازحين وتوفير المستلزمات اليومية التي تتطلبها طبيعة الظروف الاستثنائية التي تعيشها هذه الأسر .

ولفت إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تسعى بكل جهودها الخيرية للتخفيف من حدة معاناة النازحين والفقراء وتوفير المواد التموينية الأساسية اللازمة والأدوية والمستلزمات الطبية لعشرات الآلاف من المتضررين من الأحداث السابقة التي مرت بها البلاد.

وساعدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أهالي أبين اليمنيه وتسليمها ناموسيات مشبعة بالمبيد في اطار مشروع مكافحة الملاريا في المحافظة.

تأتي هذه المساعدات بالتوازي مع العمل العسكري الميداني، وفي قلب المناطق التي تشهد تصعيدا في الضربات العسكرية؛ من ذلك تواجد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المكلا من محافظتي شبوة وأبين على مدى الأيام الماضية، حيث شهدت هاتان المحافظتان تصعيدا خصوصا بعد زيادة الضربات الجوية الأميركية بالطائرات دون طيار.


مساعدة نازحين 

قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات غذائية إغاثية عاجلة للأسر النازحة من شبوة وأبين التي دمرت الحرب عددا كبيرا من المنازل وقطاع الخدمات الأساسية فيها مما اضطر هذه الأسر إلى النزوح إلى مخيم منطقة خلف في مديرية المكلا.

وتأتي المساعدات الإغاثية استجابة من هيئة الهلال الأحمر لاستغاثة عاجلة أطلقتها الأسر النازحة في المكلا.

وفي إطار مساهمة الهيئة في التخفيف من آثار النزوح عن كاهل الأسر الفقيرة التي اضطرت إلى ترك مناطقها بسبب الأحداث الجارية فيها وزع فريق الهلال معونات إغاثية تحتوي على المواد التموينية الضرورية على الأسر النازحة.

وفي شبوة دشن الهلال الأحمر المرحلة الثانية من قوافل الإغاثة الموجهة إلى سكان المدينة اليمنية وقراها التي يعاني أكثر من 80 ألف نسمة في سكان مديرية ميفعة التابعة لها من تردي الأوضاع الإنسانية جراء الحرب. وتهدف هذه المرحلة إلى إغاثة 10 آلاف أسرة وتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء لسكان وسط المديرية ومنطقتي جول الريدة والحافة الحجور.


ومن شبوة إلى عدن وتعز والمكلا وأبين ومأرب وغيرها من مدن اليمن ومحافظاته وقراه، تمتد الأيادي الإماراتية بالأمل والحياة لدعم اليمنيين في حرب تدفع الإمارات بدورها ثمنها من أبنائها وجنودها الذين يقاتلون في صفوف التحالف العربي؛ حيث فقدت الإمارات إلى اليوم خمسة من أبنائها.