اعتراف حوثي باستخدام الصبية في القتال

أخبار محلية

اليمن العربي

عرض في ندوة الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة بجنيف فيلم وثائقي يكشف عن تأثير الطائفية على حقوق المرأة والطفل في اليمن.

ويصور الفيلم، وهو بعنوان «عمران: مدينة الأطفال الحالمين»، مآسي تجنيد الحوثيين للأطفال في القتال، في انتهاك صارخ لحقوق الطفل. وتكشف التفاصيل أن الحوثيين يستغلون الأوضاع المالية الصعبة لإغراء الأطفال بالمال للتجنيد في ساحات القتال. واعترف نشطاء حوثيون، في الفيلم، بتجنيد الأطفال بدعوى «الجهاد في سبيل الله». 

ورداً على سؤال عن سبب تجنيد الأطفال، قال قائد عسكري حوثي، «نحن في معركة، و50 دولة تستهدف اليمن ويجب أن نستخدم أولادنا في المعركة». وفيما يتعلق بالمدى الزمني لاستخدام الصبية في القتال، قال العسكري الحوثي، «لا يهم متى تنتهي الحرب. وسوف يعود الأطفال إلى المدارس بعد الحرب».

وروت سيدة تدعى أوضاح قصة اختفاء ابنها. وقالت «أخذه الحوثيون كما يأخذون الأطفال إلى القتال». وأضافت «لا نعلم حتى كيف تم تجنيده ولا في أي مكان يقاتل، ولم نوافق أبداً على ذهابه وهو طفل إلى القتال».

وأثار الفيلم، الذي أعدته الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، صدمة للمشاركين في الندوة. وعلق عبد الرحمن المسيبلي رئيس المركز الاستشاري للحقوق والحريات قائلاً «جريمة تجنيد الأطفال خاصة في شمال اليمن من أخطر الجرائم التي يعتبرها المجتمع المدني أسوأ انتهاك لحقوق الإنسان والطفل». وكشف عن أن كل التقارير الدولية بشأن تجنيد الأطفال في اليمن قاصرة عن أن تعكس حجم المآساة». 

وقال إن أعداد الأطفال الذين يجندهم الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح هم بعشرات الآلاف. وأشار إلى أن منظمة اليونيسيف أقرت أخيراً بأن ثلث المجندين في صفوف الحوثيين وقوات صالح هم من الأطفال.

وحول وسائل الحوثيين في تجنيد الأطفال، كشف المسيبلي عن أن العادات القبلية تلعب دوراً رئيسياً، إذ إن القبيلة تعتبر أن سن بلوغ الطفل هو 12 عاماً، ولذا فإن زعماء الحوثيين يغذون في الأطفال وهم الرجولة والإيمان بشعارات مثل «الموت لأمريكا و«إسرائيل»» لتشجيعهم على القتال وهم أنفسهم لم يقاتلوا الأمريكيين ولا«الإسرائيليين» يوماً».

ويضيف أن الحوثيين يغرون أطفال المدارس بالمال وبالنجاح بتفوق وضمان وظيفة بعد انتهاء الحرب، لكن الحال ينتهي بأن يعاد الأطفال جثثاً مشوهة أحياناً إلى أهاليهم. ولفت إلى أن ملاجئ اليتامى أحد مصادر تجنيد الأطفال للقتال إلى جانب المتمردين الحوثيين.

ومن جانيه، قال صدام أبو عاصم، الناشط الحقوقي الذي فر من اليمن قبل عامين، إن المرأة أكثر فئات المجتمع اليمني معاناة من كارثة تجنيد الأطفال. وأشار إلى تقرير صدر أخيراً كشف عن أنه في عام 2016 وحده، قتلت 459 امرأة، وإصابة 1206 أخريات. وأضاف أن الحوثيين اعتقلوا أيضاً 21 امرأة، وهو أمر غير مسبوق في اليمن ذي المجتمع القبلي الذي يعتبر اعتقال المرأة عاراً.