عيد اليمنيات.. ملامح بائسة ووعود متجددة

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتفلت مؤسسات حكومية ومنظمات مدنية في اليمن بعيد المرأة، حالها حال كل دول العالم، هذا تقليد سنوي، لكنه بالنسبة لليمنيات مختلفا.

إذ تبقى الشكوى في مناسبات كهذه مستمرة حول تدني أوضاع النساء اليمنيات صحيا وتعليميا، وغيرهما، وينمو معها بالمقابل وعودا عمرها عقود بإيجاد حلول جذرية لمشاكل ساهمت الحرب الأخيرة والمستمرة حتى اللحظة في زيادة حجمها، لتكون النساء هن المتضرر الأكبر.

وعلى سبيل المثال فقدت عديد نساء حياتهن بسبب عدم حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة في وقتها بخاصة في حالات الولادة.

الأمهات يدفعن الثمن أولا

وذكر بيان صدر عن منظمة أطباء بلا حدود أن حدة الاشتباكات وتعرض بعض الأماكن للخطر حرم النساء من الحصول على الرعاية الصحية في وقتها فكثير من الأمهات يبدو في ظروف صعبة وتفقد بعضهن حياتهن بسبب تعقيدات الحمل أو بسبب أمراض كان من الممكن علاجها إذا وصلت إلى المستشفى في الوقت المناسب.

البيان الذي صدر أمس ترافقت مع الاحتفال بالمناسبة أشاد بالنساء اليمنيات لمقاومتهن ظروف الحرب ومحاولة إيجاد حلول للتأقلم معها اعتبرهن الأكثر تضررا من الحرب بخاصة  بعد تدمير الكثير من المرافق الصحية وانعدام الأطباء والأدوية والخدمات الصحية نتيجة للحرب ( ).

من جانب آخر ومع ارتفاع معدلات زواج القاصرات الذي لم تفلح القوانين ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني في الحد منه، فإنه تقارير للأمم المتحدة ذكرت أن نسبة الإنجاب لدى القاصرات بلغت 47%، ولم يغفل التقرير ماتكابده هؤلاء وأطفالهن جراء الولادة في سن مبكرة.

التعليم الوجع المستمر قبل وبعد الحرب

 وأن كانت هذه لمحة عن حال الصحة، فإن تعليم الفتيات في اليمن معاناة أخرى اتسعت فجوتها بعد حرب مستمرة منذ عامين ويزيد.

إذ زادت معدلات تسرب الفتيات من المدارس، بل وامتنع العديد من الأباء من تسجيل فتياتهم في مدارس تزامنا مع تعرض مدارس الفتيات في عديد محافظات لاعتداءات استهدفت حياة الطالبات، ناهيك عن التهديدات التي أطلقتها مليشيات الحوثي ضد النساء بصورة عامة.

إلى ذلك طالما وصفت التقارير اليمن بأنه بلد فشل في توفير فرص لتعليم النساء بدءا من المدرسة الابتدائية، وحتى المراحل العليا الأمر الذي يقود بالضرورة إلى فجوات في العمل والذي يسيطر عليه الرجال بنسبة 80%. وعلى المشاركة السياسية أيضا والتي تستبعد النساء من مناصبهم البارزة.

واستنادا إلى تقرير صادر عن مؤشر عدم المساواة بين الجنسين من هيئة الأمم المتحدة لعام 2014 أي قبل الحرب بعام واحد، احتلت اليمن المركز 154 على قائمة الدول ال187 التي رصدها التقرير.

طموحات سياسية وأدتها الحرب

وسعيا للتخفيف من هذا السواد كافحت النساء اليمنيات ولا زلن لتغيير واقعهن، وطمحن هؤلاء في أعقاب ثورة فبراير 2011 وبعد الإنجازات التي خرج بها مؤتمر الحوار وأهمها  كوتا 30% للنساء في مؤسسات الدولة.
نقول طمحن لواقع سياسي مغاير ينطلقن عبره لتأسيس واقع جديد للمرأة في اليمن، إلا أن الحرب جاءت لتأد كل تلك الطموحات، ووقعت النساء في دائرة مفرغه من الصراعات السياسية التي ساهمت في مضاعفة معاناتها.

نتيجة لذلك 

لجأت النساء مجددا وخلال العام الأول من الحرب إلى تنظيم المظاهرات والمسيرات النسائية المناهضة لما يجري في البلاد، بخاصة بعد أن أصبحت ضحية أولى للحرب، إلا أنه وبمرور الوقت خفتت تلك الأصوات.
واليوم من نجت من نساء اليمن من القتل والإصابة، فهي نازحة تمر بأسوأ الظروف المعيشية اللانسانية، في المخيمات أو لاضطراها لمغادرة مدينتها بأخرى بعد أن دمر منزلها.

ناهيك عن أوجاع الفقد، فتلك قتل زوجها وأخرى يحتجز شقيقها، وتلك جند طفلها رغما عنها، وغير ذلك من معاناة يومية تتجرعها النساء بصمت وجلد.

خاتمة

لأجل ذلك ستمر الاحتفالات بعيد المرأة في اليمن على جل نسائه دون أدنى اثر، فهن يعلمن تمام العلم انها فرصة للجميع لمواساتهن وحسب، ومساحة إضافية لإطلاق الوعود والإشادة بصبرهن وتحملهن، مع التأكيد بأن الفرج قريب، فهل هذا ما تحتاجه النساء في اليمن؟!.