حقيقة شراء السعودية لجزر في المالديف.. ولماذا التخوف الهندي الشديد؟

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

أعلنت السلطات فى جمهورية جزر المالديف، في 3 مارس الحالي، أنها يمكن أن تقوم بتأجير إحدى جزرها المرجانية للمملكة العربية السعودية، وأشارت صحيفة "تايمز أوف إنديا"، التى نقلت الخبر، أن تأجير الجزيرة للمملكة العربية السعودية يثير قلقاً فى نيوديلهى.

تخوف هندي

عبرت مصادر في المعارضة المالديفية قلقها من أن السيطرة السعودية على آتول فآفو المتكون من 18 جزيرة مرجانية يسكن فيها قرابة 6 آلاف شخص، ستؤدي لتنامي النزعات الراديكالية في الآتولات المالديفية الـ26، التي تعد من أهم المناطق المصدرة للمسلحين المتطرفين إلى سوريا (انطلاقا من نسبة هؤلاء المسلحين إلى عدد سكان الجزر). وتعتقد الهند أن ذلك سيزيد من تأثير الرياض فى هذه الدولة "جزر المالديف" الاستراتيجية سياسياً فى المحيط الهندى وأن تنامي النفوذ السعودي في هذه المنطقة يهدد أمنها القومي أيضا، حسب الصحيفة.

مشروع مشترك

من جانبه أكد الرئيس المالديفي، عبد الله يمين، قبل ذلك، وجود مشروع مع العربية السعودية حول إحدى جزر المالديف، لكنه لم يخوض بالتفاصيل، منوهاً إلى أن الأرض لن تباع إلى الرياض، وأن غياب المعلومات الرسمية المفصلة حول الموضوع عائد لكونه ما زال فى مرحلة المباحثات.
وقالت وسائل الإعلام المالديفية إن المشروع يقترح بناء بنى تحتية فى الجزر وتحويلها إلى منطقة سكنية راقية، تجذب للإقامة والاستجمام فيها أغنياء العالم ،وأعرب ممثل الحزب المالديفى الديمقراطى المعارض، وزير الخارجية السابق للجمهورية أحمد نسيم، تعليقاً على " تايمز أوف إنديا" عن حيرته، بسبب أن الحكومة لم تهتم برأى الشعب بخصوص آفاق تأجير الجزيرة، وأكد نسيم، على أن "بيع الأراضى للأجانب، والتى هى قليلة فى المالديف، كان يعتبر سابقاً خيانة عظمى عقوبتها الإعدام".

الحكومة ترد على المعارضة

وردا على ما أعلنته المعارضة، قالت حكومة المالديف إن مشروعا استثماريا مزمعا إقامته في سلسلة جزر بتمويل سعودي سيركز على السياحة الفاخرة، ورفضت ما تردده المعارضة من أن الجزر ستباع للحكومة السعودية.
ويرى حزب "نشيد" المعارض أن المشروع سيعطي لقوة أجنبية فرصة للسيطرة على أرخبيل "فافو". وشهدت البلاد احتجاجات عامة على المشروع.
وقال مكتب الرئيس عبد الله يمين في بيان أمس الثلاثاء إن "فافو" هي جزء من "برنامج كبير متعدد الأوجه لتمويل مشروع استثماري رئيسي بمليارات الدولارات يتضمن تطوير العديد من المنتجعات السياحية والمطارات".
وأضاف "ترفض الإدارة جملة وتفصيلا المزاعم بأن الأرخبيل بيع لكيان أجنبي"، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل مع مجموعة من المستثمرين الدوليين لتنفيذ خطهها للتطوير الاقتصادي.
وذكرت صحيفة "مالديف إندبندنت" على موقعها الإلكتروني أن الشرطة فضت احتجاجا قام به سكان أرخبيل "فافو" الجمعة، واحتجزت بعض المحتجين، الذين كانوا يطالبون بمعرفة تفاصيل المشروع.
وقالت وسائل إعلام الشهر الماضي إن حكام السعودية مهتمون بشكل خاص بأرخبيل "فافو"، الذي يقع على بعد يزيد عن 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة ماليه ويتألف من 26 جزيرة في سلسلة طولها حوالي 30 كيلومترا وعرضها 25 كيلومترا.
ومن المقرر أن يزور العاهل السعودي الملك سلمان هذا الشهر المالديف، التي تشكل سلسلة من الجزر الصغيرة بالمحيط الهندي.
ويقول مسؤولون من المعارضة إن سكان "فافو" تعهدوا بالاحتجاج على زيارة الملك سلمان اعتراضا منهم على أي استحواذ على أراضيهم.

الجزر المرجانية "فافو"

هذا ويدور الحديث، عن الجزر المرجانية "فافو" وهى عبارة عن مجموعة من 18 جزيرة يصل إجمالى عدد سكانها إلى 6 آلاف شخص. ويمكن تأجير هذه الجزر، وفقاً للقانون الذى أقر عام 2014 حول المناطق الاقتصادية الخاصة، الذى يسمح بتأجير الأراضى للشركات الأجنبية لمدة 99 عاماً ولفترات غير محدودة، إذا تم تسجيل الشركة المالكة فى البلاد وكانت مملوكة من قبل مواطنيها بنسبة 51 بالمئة ،وحتى الآن لم يتم تأكيد هذه الخطة من قبل السلطات المالديفية أو السعودية.