حقيقة تورط حزب الله وإيران في اغتيال القيادي "ذو الفقار"

أخبار محلية

اليمن العربي

منذ إعلان مقتل مصطفى بدر الدين، أعلى مسؤول عسكري في حزب الله، حتى انطلقت القراءات والتأويلات لتعويض قلة ما رشح من معلومات.
حيث أن  الحادثة وقعت في منطقة خاضعة للنظام السوري ومؤمنة بالحماية الإيرانية والروسية، كما أن حزب الله أحجم عن اتهام إسرائيل بالاغتيال، جريا على ما كان يفعل دوما في مواقف مماثلة، ويمثل بدر الدين آخر مطلوب للعدالة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ويرى مراقبون أن اغتياله يعتبر أكبر ضربة عسكرية لأعلى مسؤول عسكري في الحزب وتستوجب تحضيرا لرواية تقنع "الجمهور الشيعي". 

من هو مصطفي بدر الدين؟

مصطفى بدر الدين قيادي بارز في حزب الله اللبناني، يعتبر من الأسماء المؤسسة للحزب، اتهم بتنفيذ تفجيرات في الكويت ولبنان، وأسس حزب الله بـالعراق، واتهم بالمشاركة في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، لقي مصرعه في دمشق عام 2016.
المولد والنشأة
ولد مصطفى بدر الدين يوم 6 أبريل 1961 بمنطقة الغبيري بلبنان، واشتهر بلقب "ذو الفقار"، وهو شقيق زوجة القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية.

التجربة القتالية

تذكر المصادر اللبنانية أن مصطفى بدر الدين دشن تجربته القتالية في صفوف قوات 17، وهي جزء من حركة فتح في بيروت، غير أنه سرعان ما غادر التنظيم وانضم إلى الخلايا الأولى لحزب الله قبل تأسيسه رسميا.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من جنده برفقة مغنية قبل تأسيس حزب الله.
اعتقل عام 1983 في الكويت وحكم عليه بالإعدام عام 1984 بتهمة المشاركة في تنفيذ هجمات ضد سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا والمطار في البلاد، وظل معتقلا إلى حدود عام 1990 عندما فر من السجن، بعد غزو العراق للكويت.
كما اتهمه خصومه بالمشاركة في تنفيذ تفجير الخبر في السعودية عام 1996، وبتنفيذ عدة اغتيالات ضد قيادات سياسية وأمنية في لبنان.
وقد وجهت له المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تهمة التورط في اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وقالت إنه شارك في "مؤامرة هدفها ارتكاب عمل إرهابي، وارتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة، وقتل الحريري عمدا باستعمال مواد متفجّرة، وقتل 21 شخصًا آخرين عمدا باستعمال مواد متفجّرة، ومحاولة قتل 231 شخصًا عمدًا باستعمال مواد متفجّرة".
وبدر الدين عضو بمجلس شورى حزب الله، ورئيس وحدة العمليات بالخارج، وبعد مقتل مغنية اعتبر رقما عسكريا مهما لحزب الله، ومستشارا للأمين العام حسن نصر الله.
ويُعد مصطفى بدر الدين من قيادات حزب الله التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات، وتشير كثير من المصادر إلى أنه مؤسس حزب الله العراقي.

الوفاة

أعلن حزب الله يوم الجمعة 13 مايو 2016 مقتل مصطفى بدر الدين بالقرب من مطار دمشق الدولي، وسط أنباء تحدثت أنه قتل قبل ذلك بثلاثة أيام.
وأصدر الحزب بيانا قال فيه إنه "وبعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة، يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء القادة رضوان الله عليهم، ومنهم رفيق دربه وجهاده وحبيب عمره الشهيد القائد الحاج عماد مغنية".
وكان لافتا إصدار الناطق باسم الحشد الشعبي في العراق أحمد الأسدي بيانا نعى فيه بدر الدين بقوله "هكذا تكون خاتمة رجال الله شهادة في سبيله، وسجل حافل بالعمل والعطاء والتضحيات الجسام من أجل رفعة رايته" متوعدا فيه قتلته بالانتقام.
غير أن مصادر إعلامية لبنانية ذكرت أن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري لا تعتبر مصطفى بدر الدين شخصا متوفيا ما لم يثبت لديها بالدليل الملموس ذلك، وتحدثت عن أن هناك مطالبات بفحص الحمض النووي للجثة التي دفنها حزب الله، وذلك حتى يتم التأكد من أنها فعلا جثة مصطفى بدر الدين.

حقيقة تورط حزب الله وإيران

شكك خبراء عسكريون في رواية حزب الله عن مقتل قائده العسكري في سوريا مصطفى بدر الدين. فقد قال حزب الله إن قذيفة مدفعية سقطت فوق بدر الدين فقط، في منطقة لا تملك المعارضة مدافع قادرة على إصابتها.
من جهته، شكك المرصد السوري لحقوق الإنسان في رواية حزب الله، حيث إن منطقة المطار التي قال الحزب إنه قتل فيها لم تتعرض للقصف منذ أكثر من أسبوع، بينما قتل بدر الدين الثلاثاء.
وتقول رواية حزب الله إن بدر الدين كان في مركز عسكري قرب المطار، وإن قذيفة مدفعية أطلقت من مناطق المعارضة استهدفت المركز.
ووفقاً للرواية، فإن القذيفة سقطت فوقه مباشرة فهو فقط من قتل بينما المقاتلون حوله أصيبوا بجروح رغم كون هذه الأسلحة أساساً عشوائية وليست موجهة.
أما الأكثر غرابة فهو أن أقرب نقطة تسيطر عليها المعارضة هي بلدة نولة في الغوطة الشرقية وهي تبعد بين 8 إلى 10 كيلومترات.
وهي مسافة تحتاج لمدافع ثقيلة من عيار 130 فما فوق لا تملكها المعارضة بل تملك فقط ما يعرف بالهاون وأبعد مدى قد يصل إليه أربعة كيلومترات.
وظهر الإرباك جلياً في تعامل حزب الله مع مقتل بدر الدين، فنائب الأمين العام نعيم قاسم تحدث بعد إعلان مقتله مباشرة عن انفجار ضخم استهدف موقعاً لحزب الله، في حين عاد الحزب وبعد انتهاء تحقيقاته للحديث عن القذيفة.
سيناريوهات أخرى غير مؤكدة يتم تداولها، فسوريا شهدت أكثر من حادثة لتصادم بين النظام وحزب الله، لاسيما أن تسريبات من داخل النظام تتحدث عن صراع بين أركانه وتحديداً بين أولئك المقربين من روسيا كـ"علي مملوك" ومن هم مقربون من إيران.
بينما يذهب آخرون لاتهام حزب الله نفسه بتصفية بدر الدين لأسباب قد تكون المحكمة الدولية واحدة منها، حيث إن بدر الدين أحد المتهمين باغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري.