أسباب جديدة تجعل اليمن أقرب للدخول في مجاعة (التفاصيل الكاملة)

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يقول مسؤولون في مجالي الشحن البحري ومساعدات الإغاثة إنه في الأشهر الأخيرة انتشر استخدام صواريخ كروز وألغاما عائمة وزوارق يتم التحكم فيها عن بعد لمهاجمة السفن في اليمن مما يغير القوى المحركة للحرب الدائرة منذ عامين ويقرب البلاد من السقوط في براثن المجاعة.

 

واستهدفت تلك الأسلحة سفن عسكرية تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية ويحارب قوات الحوثيين المدعومة من إيران.

 

وقد أدى الصراع في اليمن الى جعل أربعة أخماس سكان اليمن في احتياج للمساعدات. ويقول مسؤولو الإغاثة إن الاحتياطيات الغذائية ستنفد خلال ما بين شهرين وأربعة أشهر.

 

وتسبب زيادة الهجمات قرب مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب من الصعوبات الشديدة في توصيل المساعدات والإمدادات التجارية إلى اليمن الذي يستورد 90 في المئة من غذائه ومن وقوده عن طريق البحر.

 

وقال فيليب بلشر المدير البحري لدى رابطة انترتانكو التي تمثل أغلبية أسطول الناقلات في العالم إن "احتمال إصابة السفن التجارية دون قصد في هذا السياق مرتفع."

 

وأضاف "حدثت عدة هجمات على سفن عسكرية في مناطق قريبة من السفن التجارية."

 

وحيث أن ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا من النفط ينقل بحرا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا بالإضافة إلى البضائع التجارية التي تمر عبر المضيق لإان المخاطر تزداد على السفن التي تبحر عبر المضيق والسفن التي تتوقف في موانئ يمنية.

 

إصابة فرقاطة سعودية

 

ذكرت وسائل إعلام أن فرقاطة سعودية تعرضت لهجوم في 30 يناير كانون الثاني بالقرب من ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر وقتل اثنان من أفراد طاقمها وأصيب ثلاثة آخرون واتهمت وسائل الإعلام الحوثيين بشن الهجوم.

 

وقالت البحرية الأمريكية إن زورقا موجها عن بعد ومحملا بكمية من المتفجرات اصطدم بالفرقاطة السعودية في أول هجوم معروف من نوعه بزورق دون قائد وأضافت أن الحوثيين على الأرجح هم المسؤولون عن الهجوم باستخدام تكنولوجيا زودتهم بها إيران.

 

وترفض إيران الاتهامات التي وجهتها لها السعودية وحلفاؤها في المنطقة بأنها تقدم دعما ماليا وعسكريا للحوثيين في اليمن وتحمل الرياض مسؤولية الأزمة المتفاقمة.

 

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز "الرياض وحلفاؤها مسؤولون عن سفك الدماء في اليمن."

 

وأضاف "كل تلك المزاعم عن تورط إيران لا أساس لها وأخبار ملفقة."

 

ولم يصدر تعليق فوري من الحوثيين أو الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن تشغيل مئات من الزوارق الحربية الصغيرة.

 

وقال جيمس بيرنل نوجنت القائد العام السابق للبحرية الملكية البريطانية إن استخدام زوارق بلا قائد يمثل وجها جديدا في تعقيد الأمن البحري في المنطقة.

 

وقال بيرنل لرويترز "يعبر الكثير من السفن الصغيرة ،والتي تكون مسرعة في كثير من الأحيان ، من مضيق هرمز وباب المندب. وأغلبها سفن غير معادية تحمل سلعا مهربة مثل السجائر. ووسط حركة المرور المتواصلة هذه من الصعب للغاية على البحريات الآن أن تميز من هو معاد ومن ليس معاديا."

 

ويقول متخصصون في الأمن إن تنظيم القاعدة ربما يكون قد نفذ أيضا أول هجوم له قبالة سواحل اليمن منذ أكثر من عشر سنوات.

 

ففي 25 أكتوبر، أطلق مهاجمون مجهولون النار على ناقلة الغاز جاليسيا سبيريت بالقرب من باب المندب، وقال مالك السفينة إن المهاجمين كانوا يحملون أيضا كمية كبيرة من المتفجرات.

 

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن ذلك الهجوم.

 

وقال جيري نورثوود من شركة ماست للأمن البحري وضابط سابق بالبحرية الملكية البريطانية وله خبرة في قيادة السفن الحربية في المنطقة إنه يشتبه أن الهجوم يظهر قدرة تنظيم القاعدة على توجيه ضربات بحرية للناقلات.

 

- صواريخ كروز

 

تشمل الحوادث الأخرى هجوم وقع في الأول من أكتوبر على سفينة تابعة للإمارات بما قال بعض الخبراء الغربيين إنه صاروخ كروز مضاد للسفن. وقال الحوثيون إنهم هاجموا السفينة لكنهم لم يعلقوا على السلاح المستخدم.

 

ونفى الحوثيون أنهم وراء سلسلة من الهجمات الصاروخية الفاشلة التي وقعت في أكتوبر على المدمرة ميسون التابعة للبحرية الأمريكية وأدت إلى رد انتقامي تمثل في ضربات أمريكية بصواريخ كروز على مواقع رادار ساحلي في مناطق تحت سيطرة الحوثيين.

 

وتقول مصادر صناعة الشحن البحري إن شركات الشحن تمتنع على نحو متزايد من توصيل البضائع إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وكذلك ميناء الصليف المجاور له على البحر الأحمر.

 

وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة توقفت عن استخدام ميناء الحديدة الذي يعد من أهم البوابات التي تدخل منها البضائع إلى اليمن.

 

وقال مارديني هذا الأسبوع "لا أحد يريد الذهاب إلى الحديدة من موردينا. وذلك يعد مشكلة." وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها لم تستخدم هذا الميناء منذ أسابيع.

 

ويعمل هذا الرفض على تفاقم ما يتردد منذ أشهر عن التأخر في توصيل المساعدات. وقد قالت الأمم المتحدة إن الجانبين يتسببان في عرقلة توصيل المساعدات.

 

وينفي التحالف عرقلة توصيل المواد الغذائية أو استهداف البنية التحتية ويقول إن الحوثيين يحتجزون شحنات المساعدات ويحولون الموارد لحساب المجهود الحربي. وينفي الحوثيون تلك الاتهامات.

 

وإلى الجنوب على امتداد الساحل اليمني أصبحت مدينة المخا محور الانزعاج بعد أن قالت الإدارة البحرية التابعة للحكومة الأمريكية في أواخر يناير إن لديها من الأسباب ما يدعوها للاعتقاد أن المقاتلين الحوثيين وضعوا ألغاما بالقرب من مدخل الميناء، ولم يعلق الحوثيون على هذه الاتهامات.

 

وقال مصدر بحري على دراية بالمنطقة إن من المحتمل أن تنجرف أي ألغام عائمة حرة الحركة إلى أعالي البحار في منطقة قريبة من باب المندب .

 

وقد لقي أكثر من عشرة آلاف شخص مصرعهم في الحرب التي تقول الأمم المتحدة الآن إنها أصبحت أكبر مصدر لانعدام الأمن الغذائي في العالم إذ يبلغ عدد من يحتاجون لمساعدات فورية بسببها ما يقدر بنحو 7.3 مليون نسمة.