تدهور النشاط الصحي في مناطق الانقلابيين والأطفال أكثر المتضررين (تقرير)

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

 

 

شهد النشاط الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين وفي المناطق التي يحاصرونها تراجعا كبيرا خلال الأشهر الماضية.

 

وأدى تدهور قطاع الصحة إلى ظهور بعض الأمراض الخطرة، كوباء الكوليرا، الذي انتشر في عدد من المحافظات.

 

وفي أواخر العام الماضي أعلنت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونسيف" عن رصد حالات إصابة بالكوليرا في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين منذ أواخر العام 2014م.

 

وقالت المنظمة إن الأطفال معرضون، بدرجة عالية، للإصابة بهذا المرض.

 

وبرغم هذه التحذيرات إلا أن الحوثيين رفضوا السماح للأدوية الخاصة بلقاح الأطفال بالدخول إلى مناطقهم، كما وقفوا ضد حملات التطعيم.

 

دعم الحرب

وتراجع دعم القطاع الصحي في مناطق سيطرة الانقلابيين لصالح دعم الحرب، وبسبب القيود التي يفرضونها على وصول الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات.

 

وتشير الإحصاءات إلى أن الدعم المخصص للحرب من قبل الانقلابيين أضر بمختلف القطاعات، بما فيها قطاع الصحة الذي يعد أهمها.

 

جرحى الحرب

وإلى جانب استخدام الدعم المخصص لقطاع الصحة في دعم الحرب، استخدم الانقلابيون عددا من المستشفيات والأدوية لعلاج جرحاها، وهو ما تسبب بأزمة أدوية في السوق.

 

وتشير المصادر إلى أن مئات الجرحى يصلون، بشكل شبه يومي، إلى عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء.

 

والأسبوع قبل الماضي اقتحم مسلحون من مليشيا الحوثي وصالح، مخازن التموين الطبي بمكتب الصحة في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، وقاموا بنهب شحنة أدوية مقدمة من الصليب الأحمر الدولي.

 

وبحسب مصادر مطلعة فقد تمن نقل الشحنة التي تتكون من 17 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية لمقاتلي الميليشيا في الجبهات المشتعلة.

 

وفي أواخر الماضي أعلن مركز الغسيل الكلوي في مستشفى الثورة بمحافظة إب، وسط اليمن، توقفه عن العمل.

 

وقالت إدارة مركز الغسيل في المستشفى إن توقف العمل جاء نتيجة انعدام مواد الغسيل للمئات من مرضى الفشل الكلوي في المحافظة.

 

وبحسب الإدارة فإن السبب في انعدام مواد الغسيل هو مصادرة المليشيا الانقلابية ميزانية الغسيل التابع لإدارة هيئة مستشفى الثورة العام الخاضع لسيطرة الحوثيين.

 

 

المناطق المحاصرة

وتعيش المناطق المحاصرة وضعا صحيا حرجا، بسبب منع الانقلابيين دخول المستلزمات الطبية والأدوية إليها، وبسبب القصف المستمر.

 

وفي أواخر العام الماضي احترق قسم الغسيل الكلوي في المستشفى العسكري بتعز جراء تعرضه للقصف من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.

 

وفي تعز أيضا سجل وقوع ثلاث وفيات من مرضى الفشل بعد إغلاق القسم في المستشفى الجمهوري بسبب نفاد المواد الأساسية للتشغيل، وعدم القدرة على إدخالها نتيجة للحصار الذي يفرضه الانقلابيون على المدينة.

 

 

لقاح شلل الأطفال

وفي العاصمة صنعاء منع الحوثيون أكثر من خمسة مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال أواخر العام 2015، بحجة أن فيها فيروسات أمريكية وإسرائيلية.

 

كما اشترطوا، للسماح بدخولها، إرسال عينات منها إلى إيران لفحصها والتأكد من خلوها من الفيروسات المزعومة.

 

والأسبوع قبل الماضي منع الحوثيون، وللمرة الرابعة خلال سبعة أشهر، دخول لقاح شلل الأطفال إلى صنعاء.

 

ومن شأن هذا الإجراء أن يتسبب في منع 5 مليون طفل من لقاحات شلل الأطفال.

 

وبحسب وزير الإدارة المحلية في الحكومة الشرعية، عبد الرقيب فتح، فقد طالب الحوثيون بإدخال علاجات خاصة بجرحاهم بدلا من اللقاحات الطبية لأطفال اليمن.

 

ويبدي كثير من المواطنين اليمنيين قلقهم على مستقبل أطفالهم الصحي نتيجة لمثل هذه الإجراءات.