بعد عامين من الحرب.. الأحزاب السياسية تعيش أسوأ مراحلها "تقرير خاص"

تقارير وتحقيقات

أرشفية
أرشفية

تراجع دور الأحزاب السياسية بشكل حاد منذ أن سيطرت مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وصادرت القرار السياسي حتى أصبح دور الأحزاب السياسية ثانوي فيما ارتفع صوت السلاح في الجبهات.

ومنذ أن سيطرت المليشيا على العاصمة صنعاء في سبتمبر عام 2014م أجهضت مشروع الحوار الوطني الذي كان يحتضن أغلب القوى السياسية والمدنية التي كانت تمثل الشريحة الاكبر من المجتمع وأصبحت قوة السلاح هي المسيطرة على المشهد وهو ما أثر بشكل كبير على دور الاحزاب السياسية وتراجعها منذ ما يقارب العامرين.
 
تراجع الاحزاب بفعل الحرب

ويقول محللون لـ "اليمن العربي" إن مليشيا الحوثي بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء اغتالت الاحزاب السياسية وحولتها المشهد إلى ألغام عسكرية، ورغم محاولة المليشيا ايجاد بيئة سياسية مع الاحزاب إلا أن الحوار معهم كان تحت رحمة البندقية التي قدمت بها جماعة الحوثي.

وحين جاءت عاصفة الحزم في مارس 2015م لجأت الأحزاب السياسية إلى دعمها لانقاذ اليمن من مصير دولة أصبحت مخطوفة بيد المليشيا وأصبح الوضع في اليمن هو منطق حربي بين معسكر الشرعية ومعسكر الانقلاب.
وبحسب المحللون فإن مرور السنتين الماضية من الحرب أصبحت الاحزاب السياسية جزء من معسكر الشرعية وتوارا الخطاب السياسي بفعل التعنت الحوثي في ايجاد قاعدة للحوار وعودة دورة الاحزاب السياسية من جديد.
 
ملشنت الحياة السياسية
 
وبحسب الباحث السياسي ماجد المذحجي، تبدو السمة الأساسية في المشهد اليمني هي تفتت مجال السياسية، و"تملشن" الفضاء العام، فالحرب تغير المجتمع بشكل عنيف، واستمرارها ينتج دورة حياة مختلفة تستفيد منها الميليشيات على حساب الفاعلين السياسيين التقليدين، من الأحزاب والقوى المدنية.
وأضاف، يمكن الملاحظة بسهولة خلال فترة الحرب الماضية كيف انخفض الدور السياسي للأحزاب حتى التلاشي، حيث أدّت الحرب إلى تفكيك مجال فعاليتها في المجتمع، حيث يتصدر المقاتلون لا النشطاء السياسون، وتبرز الميليشيات لا فروع الأحزاب".
 
معاناة مالية وتقلص النشاط

ولم تقتصر الحرب تأثيرها على تراجع الأحزاب السياسية حتى ضربت الأزمة المالية في بنية الأحزاب وأصبحت تعاني بشكل حاد في الدعم المالي لتفعيل أنشطتها السياسية وتحركاتها الميدانية على الأرض.

وبفعل مصادرة المليشيا للمؤسسات الدولية وميزانية البلد أفقد الاحزاب السياسية على مصدر دخل كانت تعتمد عليه من خلال مخصصات كانت تذهب لصالح قيادات الاحزاب.

إضافة إلى أن بعض الاحزاب السياسية كانت تعتمد على مشاريع محلية تابعه لها مثل الجامعات والمستشفيات، وعقب سيطرة المليشيا على اغلب المحافظات صادرتها أو فرضت حصار عليها وابتزازها باسم المجهود الحربي مما أدى إلى إفلاس بعضها وتوقفها عن العمل.

هذه المشاكل، أدت إلى تقلص حجم الاحزاب السياسية وانعدام نشاطاتها السياسية على الارض، واتجهت أغلب الاحزاب إلى دفع قواعدها واعضائها الانخراط في القتال الأمر الذي ضرب نشاطها السياسي واضعفته خلال السنتين الماضية.