لماذا رفض "روحاني" دعوة المملكة للحج في 2013 ويطلب الحوار معها اليوم؟

تقارير وتحقيقات

الملك سلمان وحسن
الملك سلمان وحسن روحاني

جاءت رسالة الرئيس الإيراني حسن روحاني لقيادات المملكة العربية السعودية عبر السلطان قابوس بطلب التفاوض المباشر، لتثيير جدل واسع حول حقيقة الرغبة الإيرانية في التفاوض والحوار واحترام دول الجوار والتخلي عن مشروعها الطائفي التوسعي المبني على زعزعة استقرار دول الخليج العربي من خلال دعم ميلشيات مسلحة في هذه الدول مثل الحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق وغيرها في الدول العربية.


الشرط السعودي للحوار مع إيران


أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن الرياض تتطلع إلى علاقة أفضل مع طهران بشرط أن تتوقف عن رعايتها للإرهاب والتوقف عن مشروعها الطائفي في المنطقة العربية واحترام دول الجوار، بالإضافة للتخلي عن دعم الميليشيات الإرهابية المسلحة في دول الخليج العربي.


حيلة إيرانية


وعلق الكاتب السعودي المعروف "طارق الحميد"،  في مقاله المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط" علق على الطلب الإيراني بالحوار مع المملكة بالقول: " حتى لو زار السعودية وليس عمان والكويت، فهذه ليست الحيلة الأولى للنظام الإيراني، أي التقرب لدول الخليج؛ وذلك تفاديًا للصدام مع الغرب، وعلى رأسه أمريكا".

وعلق على وصف مسؤول إيراني للطلب بلاده بأنه فرصة للخليج بالقول: "الحقيقة أنها ليست فرصة لن تتكرر، وليست بالضرورة فرصة طيبة، ولو زار "روحاني" حتى السعودية، وليس عُمان والكويت".

 ووصف الحميد الطلب الإيراني بـ"الحيلة"، مشيرًا إلى أنها ليست الأولى للنظام الإيراني، أي التقرب لدول الخليج؛ وذلك تفاديًا للصدام مع الغرب، وعلى رأسه أمريكا، فعلها من قبل "هاشمي رفسنجاني"، و"محمد خاتمي"، وفعلها "أحمدي نجاد"، في مراحل مختلفة، ولم يتغير شيء، ويكفي أن ننظر للخريطة من حولنا لرؤية حجم الخراب الذي تسببت فيه طهران، من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا، وكله بسبب التدخلات الإيرانية، ناهيك عما حدث ويحدث في البحرين، التي يقول "حسن نصر الله" إنها تحت الاحتلال.


من العبث تصديق إيران


من جهته تسائل الكاتب السعودي، "لماذا علينا أن نصدق إيران الآن؟ ولماذا يجب أن نصدق أنها فرصة طيبة، و«لن تتكرر»؟ الحقيقة أنه من العبث تصديق إيران بناءً على تصريحات، أو زيارات؛ فتاريخ المنطقة يقول إن الطريق الصحيح لتصويب العلاقات بين إيران ودول الخليج يبدأ بالأفعال، ومن إيران نفسها، وليس الشعارات".


رفض روحاني لدعوة الحج التي قدمتها له السعودية


لابد من التذكير بأن الرئيس "روحاني" نفسه، هو من اعتذر عن عدم تلبية دعوة الحج التي قدمتها له السعودية عام 2013، وهي الدعوة التي دار حولها لغط كبير، لكنها بثت عبر وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.

وقالت الوكالة حينها إن روحاني لم يعلن عن قراره النهائي حول الاستجابة لدعوة الملك السعودي للمشاركة في مراسم الحج، مضيفة أن "روحاني" سيتخذ القرار النهائي بعد ختام زيارته لنيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقتها قرر "روحاني" ألا يلبي دعوة الحج، التي أعلنت عنها إيران نفسها؛ وذلك بسبب انشغاله بشهر العسل الأمريكي فترة الرئيس السابق "أوباما"، واليوم نجد "روحاني" يحاول أن يطوف في الخليج خشية من مرحلة "ترامب".


القلق الإيراني من ترامب


والسؤال هنا هو: لماذا يزور "روحاني" الخليج الآن، وليس منذ 2013؟ الإجابة معروفة بالطبع، وهي القلق الإيراني من "ترامب"، ولذا؛ يصعب تصديق طهران، والأولى عند التعامل معها أن نعمد إلى الأفعال، لا التصريحات.