واشنطن بوست تهاجم ترامب عقب خطابه عن الهجرة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن محاولات إدارة دونالد ترامب لترجمة خطاباته الانتخابية المتشددة حول الهجرة إلى حقيقة، تواجه عقبتين أساسيتين، أولهما تعقد عملية إعادة صياغة نظام للهجرة مترامي الأطراف، والثانية هي ترامب نفسه الذي لم يكن واضحا بشأن رؤيته لكيفية تغيير هذا النظام.
ففي أول 4 أسابيع من توليه الحكم، سعى ترامب إلى استخدام سلطته التنفيذية ليتجاوز العقبات التشريعية والبيروقراطية في واشنطن كي يحقق تقدما سريعا في تعهداته التي أطلقها حول قمع المهاجرين غير الشرعيين وتشديد السيطرة على الحدود.
لكن وبحسب تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني الليلة الماضية، فإن ترامب كان ولا يزال غامضا حول أهدافه، وكيف يريد تحقيقها، مشيرة إلى أن مساعديه يكابدون لترجمة أوامره.
وقالت الصحيفة إن الاضطرابات الناتجة عن قراره بحظر الهجرة تضمنت طعنا قانونيا ناجحا علق الأمر التنفيذي بمنع السفر والهجرة، ومخاوف بين النواب الجمهوريين في الكونجرس حول إجراءات أكثر تشددا من البيت الأبيض، إضافة إلى نشر القلق بين مجتمعات المهاجرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وأضافت أن أحدث شرارة اندلعت أمس الجمعة حول تقارير إعلامية بأن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تدرس حشد 100 ألف جندي من قوت الحرس الوطني للمساعدة في ضبط ملايين من المهاجرين غير الشرعيين في 11 ولاية بينها كولورادو وأوريجون اللتان تبعدان كثيرا عن الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وأشارت إلى أن هذا الكشف فاجأ مسؤولي الولايات الذين يشرفون على هؤلاء الجنود، وهز دعاة حقوق المهاجرين الذين اتهموا السلطات الفيدرالية باستغلال مراسيم البيت الأبيض الغامضة بهدف تخويف السكان الضعفاء.
ونأى مساعدو ترامب بسرعة بالبيت الأبيض عن مذكرة وصفتها السلطات الفيدرالية بأنها "مسودة مبكرة جدا" لخطة لتنفيذ أوامر ترامب التنفيذية المبكرة، لم يتم بعد فحصها أو الموافقة عليها من قبل وزير الأمن الداخلي جون كيلي.
وقالت الصحيفة إنه رغم مواجهة ترامب لجيوب من المقاومة داخل الحكومة ضد قراراته بشأن الهجرة ومن بينها أمر تنفيذي يحظر الهجرة ويمنع السفر من 7 دول ذات أغلبية مسلمة، فإن الرئيس الأمريكي وعد أن يقدم قرارا جديدا لحظر السفر هذا الأسبوع.
ورأت "واشنطن بوست" أنه بالنسبة للمتشددين بشأن السيطرة على الحدود، فإن بداية ترامب الوعرة عززت شعورا لديهم بأن البيت الأبيض -المتكدس بوافدين جدد على عالم السياسة- يتعلم بالطريقة الصعبة إلى أي مدى من الصعوبة يمكن أن يصل تعديل سياسات الهجرة.موضحة أن إدارات الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج بوش سعت دون جدوي إلى تشريع لإصلاح شامل وواسع لسياسات الهجرة، إلا أنهم فشلوا في الفوز بموافقة الكونجرس.
وقالت الصحيفة إنه من بين الأوامر التنفيذية الأولى لترامب كان يوجد إجراءات من شأنها أن توسع بشكل كبير حلقة المهاجرين الذين يمكن أن تكون لهم أولوية على قائمة الترحيل خارج البلاد، إضافة إلى خطوة لإعادة إحياء برنامج بدأته إدارة جورج بوش، والذي يمكن أن يفوض الشرطة المحلية بسلطات تطبيق قوانين الهجرة في البلاد.
وذكرت الصحيفة أنه يوجد داخل البيت الأبيض انقسام أيديولوجي حاد بين المستشارين الكبار للرئيس حول أي مدى يمكن اتخاذ إجراءات إنفاذ قانون، مشيرة إلى أن الخبير الاستراتيجي ستيفن بانون، ومدير السياسات ستيفن ميلر وعددا آخر من المتشددين دافعوا عن السياسات التقييدية القوية التي تتماشى مع خطاب ترامب، بينما ظل آخرون مثل كبير موظفي البيت الأبيض رينس بريبوس، قلقين من احتمالية حدوث سقطة سياسية نتيجة تبنيي الإجراءات الأكثر تشددا.