لاجئو الروهينجا يواجهون مستقبلاً غامضاً في بنجلاديش

عرب وعالم

اليمن العربي

تجلس ياسمين أرا، وهى أم لطفلين، قرب طريق بجانب تل في غابة تقع جنوب شرقي بنجلاديش. تتسول أرا وست نساء أخريات، يرتدين البرقع الأسود، لكنهن يحصلن على القليل من المارة.

وقالت أرا، 18عاما، إن جيش ميانمار ذبح زوجها كمال أحمد، الذى يعمل فى مجال قطع الاشجار، في منزله في أواخر اكتوبر.

وأضافت أرا"مجموعة من 20 رجلا يرتدون الزي العسكري قطعوا زوجي إرباً إرباً".

وتابعت أن مدنيين جاءوا برفقة الجيش لإضرام النار في كوخها الصغير في قرية في ولاية راخين في ميانمار.

واختبأت أرا في تلال ميانمار لمدة شهر تقريبا، ثم عبرت الحدود إلى بنجلاديش مع طفليها، اللذين يبلغ عمريهما عامين وثلاثة أعوام ونصف العام. وعاشت أرا هائمة على وجهها منذ ذلك الحين، على وجبة واحدة تقريبا في معظم الأيام.

وصلت أرا في نهاية المطاف إلى حي اوخيا الصغير جنوبي بنجلاديش، على بعد 30 كيلومترا من الحدود، حيث يقيم عشرات الآلاف من لاجئي الروهينجا في مخيمات قذرة منذ عقود.

وبعدما قام جيش ميانمار بشن ما يسمي بحملات تمشيط لمكافحة الإرهاب في شهر تشرين أول/أكتوبر، عبر ما يقدر بأكثر من 66 ألف لاجئ من الروهينجا من ولاية راخين في ميانمار الحدود إلى بنجلاديش ، تاركين وراءهم الأرض والمنازل والملابس والأواني والماشية والأقارب في قرى أجدادهم.

وروى أولئك الذين وصلوا إلى مخيمات اللاجئين في بنجلاديش في كوتوبالونج، ونايابارا، و ليدا في منطقة كوكس بازار، قصصا مشابهة لقصة أرا.

وقالت عيشة بيجوم 38عاما "غادرت بعد إلقاء زوجي وثلاثة أطفال قاصرين في نار أضرمها الجيش في منزلي."

وأضافت أنها لم تكن ترغب في ترك منزلها، وتابعت: "جئنا إلى هنا لنبقى على قيد الحياة."

ووصفت إمرأة أخرى، وهي ضحية اغتصاب عمرها 18 عاما وصلت إلى بنجلاديش في منتصف كانون أول/ ديسمبر، رؤية أكثر من 100 من الرجال والنساء من الروهينجا، وهم يتعرضون للتعذيب والاعتداء عندما اقتيدت إلى معسكر للجيش.

وذكرت المرأة الشابة أن مال لايقل عن عشرين امرأة اغتصبن.واستطردت" لا أعلم شيئا عن مصير عائلتي هناك".

ولاتجد أقلية الروهينجا المسلمة،التي ليس لدي أفرادها وثائق رسمية للإقامة في بنجلاديش، عملا في بنجلاديش، وتطالب الآن بالحد الأدنى من المأوى والطعام والملابس، في الوقت الذي أصبح فيه الدعم من المنظمات غير الحكومية غير كاف.

وقد تضرر اللاجئون الذين وصلوا حديثا بشدة جراء نقص الغذاء.

وقال نور انكيت ، وهو صبي نحيف يبلغ من العمر تسع سنوات،وهو جالس إلى جوار عمته على جانب الطريق" أكلت أرزا الليلة الماضية... ولم أحصل على شيء لكي أكله حتى اليوم".

ونجا أنكيت بالاختباء تحت سجادة، عندما قتل جنود والده وشقيقته، وسافر في وقت لاحق مع عمته إلى بنجلاديش.

قال شكور على ،وهو عضو بارز في مخيم للاجئين:" ما يقرب من 90 في المئة من الوافدين الجدد لا يحصلون على طعام مرتين في اليوم"، داعيا إلى توفير إمدادات طوارئ من الغذاء والكساء والمأوى والدواء.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 66 ألف من مسلمي الروهينجا دخلوا بنجلاديش منذ تشرين اول /اكتوبر، مما شكل ضغطا إضافيا على موارد الوكالة الإنسانية.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة شيرين أختر: إنه يمكن خدمة ألف و998أسرة فقط بدعم غير غذائي، في حين تم إعطاء 10ألآف و75أسرة ملابس ثقيلة منذ بدء تدفق اللاجئين.

وأضافت "نحن حاليا بصدد استكشاف احتمالات التوصل إلى حلول بشأن مأوى مستدام للوضع المعيشي الصعب، ومعالجة المخاطر الصحية".

وتخطط بنجلاديش ذات الأغلبية المسلمة، التي أغلقت في البداية حدودها مع ميانمار لمنع تدفق الروهينجا، حاليا لإنشاء مأوى أفضل للاجئين.

وقال علي حسين، كبير المسؤولين الإداريين في منطقة كوكس بازار:"إننا ندرس تخصيص قطعة من أراضي الغابات لإقامة منازل مؤقتة لمواطني ميانمار، الذين ليس لديهم وثائق للإقامة في البلاد"، مشيرا إلى أنه يجري نظر الطلبات المقدمة من وكالات المعونة الدولية في هذا الصدد.

وأضاف أن المحادثات جارية لإعادة المسلمين المضطهدين إلى ديارهم.

وتوقفت عملية إعادة مسلمي الروهينجا في عام 2005 ،بسبب معارضة ميانمار السماح بعودة أكثر من 300ألف لاجئ من الروهينجا، الذين طردتهم الحكومة العسكرية من ولاية راخين في حقبة تسعينيات القرن الماضي. وتم إصدار وثائق لجوء لأكثر من 29 ألف شخص.

ولكن احتمال إعادة الروهينجا يبدو بعيد المنال منذ انطلاق ما يسمى حملة قمع التمرد في تشرين أول/اكتوبر، التي أرغمت مسلمي الروهينجا، مثل ياسمين أرا، على الفرار من منازلهم.

وقالت أرا "أريد أن أعود إلى منزلي مسلحة بضمان بأنه لن يطردني أحد من أرضي."