واشنطن بوست: سياسة ترامب الخارجية لن تكون في مصلحة روسيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتبر محللون السياسة "الزئبقية" الخارجية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لن تكون بأي حال من الأحوال في مصلحة روسيا رغم ما قيل عن عمق العلاقة بين بوتين وترامب، بحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست.

الصحيفة تحدثت عن المكالمة الهاتفية التي دارت بين الزعيمين، الخميس الماضي، حيث ظهرت تفاصيل مسربة عن طبيعة المكالمة وما دار بينهما.

فلقد انتقد ترامب معاهدة الحد من نشر الأسلحة النووية في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وبعد تردد سأل بوتين أحد مساعديه عن المعاهدة، كما ندد ترامب بمعاهدة ستارت الجديدة والتي قال إنها كانت لمصلحة روسيا.

الكرملين رفض، من جانبه، التعليق على فحوى التفاصيل المسربة للمكالمة، حيث أبلغ ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم بوتين، الصحفيين، أنه "لا يستيطع تأكيد ذلك"، مبيناً: "كما سبق أن ذكرت، كل ما دار في المكالمة الهاتفية تم تلخيصه وتقديمه، وليس لدينا شيء للإضافة".

من جهته، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض شون سبايسر، إن روسيا متحمسة لخطاب ترامب، وعملية إعادة العلاقات في ظل إدارته.

محللون اعتبروا السياسة الخارجية لترامب، بما في ذلك رغبته في إعادة فتح ملف الحد من التسلح، لن تكون في مصلحة موسكو.


يقول إليكسي ماكاركين، نائب مدير مركز التكنولوجيا السياسية في موسكو، إنه إلى الآن لا يمكن التبنؤ بطبيعة سياسة ترامب؛ إنه يتصرف بطريقة أحادية، صحيح أن الساسة الروس أشادوا به على شاشات التليفزيون، إلا أن الكرملين كان لديه مخاوف من ترامب حتى قبل الانتخابات.

إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، تلقت العديد من الانتقادات من طرف الكرملين، غير أنه لا يمكن إنكار أن تلك الإدارة أسهمت مع روسيا في توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، والذي تنظر إليه موسكو على أنه إنجاز كبير، بحسب الصحيفة.

ويرى ماكاركين، أن الأخطر هو أن تقوم إدارة ترامب بمراجعة تراث الإدارة السابقة، فهو على ما يبدو سيرفض حتى الأشياء المفيدة، مثل معاهدة ستارت الجديدة.

من جهته، قال سيرغي كاراغانوف، أستاذ العلوم السياسية، وعميد العلاقات الدولية في المدرسة العليا بموسكو، إن الكرملين سيكون سعيداً إذا ما قضى ترامب مزيداً من الوقت في التركيز على القضايا المحلية.

وأضاف: "هناك بعض الشكوك حول ما يمكن أن يتحقق على أرض الواقع في ظل إدارة ترامب، أفضل سيناريو هو أن نبقى يشتم بعضنا بعضاً"، على حد قوله.

إلا أنه يؤكد أن هناك إمكانية للتعاون مع ترامب في محاربة تنظيم "داعش" وأيضاً إدارة الصراع في أوكرانيا، ولكن من المهم القول إن روسيا لن تكون مستعدة لمراجعة أي من الاتفاقيات المتعلقة بالحد من الأسلحة النووية.

ترامب اقترح سابقاً إجراء عملية لتخفيض الأسلحة النووية مقابل تخفيف العقوبات على روسيا، إلا أن الاقتراح قابلته موسكو بالتقليل من أهميته.

ومعاهدة ستارت بين أمريكا وروسيا حددت الرؤوس النووية، التي يمكن أن تنشرها كل دولة بما لا يزيد على 1550، وهي المعاهدة التي انتقدها ترامب خلال حملته الانتخابية، معتبراً أن روسيا زادت عدد صواريخها النووية المنتشرة حول العالم، في حين أن أمريكا لم تفعل ذلك.