عودة المخبر السري ترعب "داعش" في مناطق العراق المستعادة

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بينما يستعد سكان المناطق المستعادة لطي صفحة تنظيم الدولة، ظهرت مؤشرات خطيرة تنذر بعودة ما يعرف بـ"المخبر السري" إلى المناطق المستعادة، وسط خوف الأهالي وقلقهم من عودة الاعتقالات العشوائية تحت وشاية المخبر "سيئ الصيت".

ووفقاً لما أكده مواطنون من داخل بعض المناطق المستعادة، فإن عودة المخبرين السريين إلى تلك المناطق تسببت في اعتقال عدد من الأبرياء، كما حرمت آلاف المواطنين من العودة إلى مناطقهم.

خلدون علي، أحد سكان مدينة الفلوجة، قال  إن "ظاهرة المخبر السري، التي كانت السبب في ملء السجون العراقية بالأبرياء، عادت من جديد إلى محافظة الأنبار"، مشيراً إلى أن "أغلب مناطق المحافظة، وخصوصاً مدينة الفلوجة، تشهد بين الحين والآخر حملات اعتقال عشوائية تنفذها قوات أمنية خاصة يرافقها ملثَّمون، غالباً ما يرتدون الزي الأسود".


وأشار إلى أن "جميع العائلات التي عادت إلى مناطقها تم تدقيق أسمائها من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، ولا يوجد بينها من هو مطلوب قضائياً أو غير ذلك".

من جهته، قال الشيخ سلمان الدليمي، في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "الاعتقالات العشوائية بوشاية المخبر السري التي تعرض لها أهلنا بالمحافظات الشمالية والغربية، أحد الأسباب التي دفعت أبناء تلك المحافظات إلى النزول إلى الشوارع وساحات الاعتصام والتي استمرت أكثر من عام، حتى تم اقتحامها من قِبل الجيش العراقي بأمر من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي"، وأشار إلى أن "الاعتقالات العشوائية والظلم الذي لحق بأهلنا هو ما جعل مناطقنا أرضاً خصبة وحاضنة لتنظيم داعش".

وأضاف: إن "ما يحدث اليوم في أغلب محافظة الأنبار من ظلم تنفذه القوات الأمنية بقيامها بحملات اعتقالات لطالما حذرنا منها سابقاً، فإن المحافظة قد تنزلق بمنزلق خطير يتسبب في ظهور ما هو أخطر من داعش"، داعياً القوات الأمنية والجهات المعنية إلى "التحلي بالمسؤولية والاستفادة من أخطاء الحكومة السابقة التي كانت السبب في ضياع العراق وتدميره".

ويعد "المخبر السري" أحد أبرز الأسباب التي جعلت السجون العراقية تكتظ بالسجناء، لا سيما في المحافظات الشمالية والغربية ذات الغالبية السنية منذ الغزو الأمريكي على العراق عام 2003، حتى سقوط مدينة الموصل ومحافظات أخرى بيد تنظيم الدولة عقب أحدات العاشر من يونيو/حزيران صيف 2014.