الحرب على القاعدة في اليمن تثير جدلا داخل الولايات المتحدة

أخبار محلية

اليمن العربي

 

 

احتدم السجال حول مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن معقلا٬ إلى العاصمة الأميركية٬ وذلك على خلفية عملية الإنزال التي أقرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من اليمن إلى واشنطن٬ في منطقة "يكلا" الواقعة في محافظة البيضاء، وسط البلاد.

 

 وأدت العملية إلى معركة قتل فيها أحد أفراد قوات العمليات الخاصة بالبحرية الأميركية وأحرقت طائرة أميركية٬ وقتل فيها 14 مدنيا على الأقل وامرأة وأطفال٬ أبرزهم ابنة أنور العولقي، نوار.

 

ويقول نجيب غلاب٬ الباحث السياسي اليمني٬ أن "محاربة الإرهاب وملاحقة خلاياه مسألة محسومة وغير قابلة للجدل والأخذ والعطاء أو تبرير تأجيلها لأي سبب كان٬ فهي تشكل تحديا وخطرا أمام الشرعية بالتوازي مع استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب ونزع سلاح الميليشيات الحوثية٬ وتحرير مؤسسات الدولة المختطفة وفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اليمنية"

 

ويضيف في تصريح إلى "الشرق الأوس": "لا يمكن تحرير الدولة اليمنية ما لم تسر المعركة باتجاهين متوازيين٬ بناء الدولة ومكافحة الإرهاب الذي يعمل برأسين متكاملين هما (القاعدة) وملحقاتها٬ والحوثية وميليشياتها٬ وكلاهما يعمل ضد الدولة الوطنية ومرتبط عضويا بالاستراتيجية الإيرانية في تخريب المجال العربي".

 

وكان مسؤولون عسكريون أميركيون أكدوا أنهم يحققون في تقارير عن مقتل مدنيين في الغارة.

 

إلى ذلك انتقد السيناتور الأميركي جون ماكين العملية٬ وقال لمحطة «إن بي سي» الإخبارية يوم الثلاثاء: «عندما نفقد طائرة قيمتها 75 مليون دولار والأهم فقدان حياة أميركي.. فلا أعتقد أنه يمكن وصف ذلك بالنجاح.

 

بيد أن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر دافع عن العملية أول من أمس الأربعاء ووصفها بأنا كانت «ناجحة تماما»٬ وقال: «أعتقد أن أي شخص يقلل من نجاح تلك الغارة فهو مدين بالاعتذار ويسيء لحياة أوينز» في إشارة إلى الجندي الأميركي القتيل في العملية.

 

يشار إلى أن عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لم يخل من عمليات برية في اليمن٬ إذ سبق لعملية برية أميركية أن باءت بالفشل بعد محاولة تحرير رهينتين يحتجزهما تنظيم القاعدة انتهت بقتلهما في عام 2014.

 

ويقول غلاب٬ إن تكرار الأخطاء في عهد أوباما بضرب حركات الإرهاب الإيرانية وأنساقها المتكاملة معها لن يتكرر في اليمن٬ ويبدو لي أن الإدارة الأميركية الجديدة اتجاهاتها واضحة في التعامل مع رأسي الإرهاب.

 

 وواضح رئيس مركز الجزيرة أنها ترى المستفيد الأول من جناحي الإرهاب هي إيران٬ وهذا واضح من تصريحات المسؤولين باعتبار إيران الدولة المصدرة للإرهاب٬ وتأكيدها أن وكلاءها وميليشياتها يشكلون الوجه الآخر للإرهاب٬ وأنها تعمل على تنمية الإرهاب كخط استراتيجي لها في المنطقة والعالم.

 

وفقا لغلاب فإن المطلوب من الشرعية «تتبنى استراتيجية واضحة وحاسمة في مكافحة رأسي الشر وبشكل متواز٬ فالفراغات التي قد تترك لـ(القاعدة) هي المصدر الأساسي للانقلابيين لتمرير مشروعهم... صحيح أن (الشرعية) والتحالف تمكنا من ضرب مرتكزات (القاعدة) في أكثر من محافظة٬ إلا أن خلاياها ما زالت موجودة٬ وهي في حالة خمول٬ وتعمل على توسيع شبكات عملها٬ ناهيك بطبيعتها الانتهازية في التعامل مع نقائضها في الانقلاب لتمرير أهداف الطرفين المركزة على إفشال الشرعية.