"بلا حياة أو أمل".. اللاجئون الصوماليون بعد قرار ترامب التنفيذي

عرب وعالم

اليمن العربي

"لا حياة، لا أمل" هذا ما ورد على لسان صلاد راج صلاح خلال انتظاره بمركز تابع للمنظمة الدولية للهجرة في العاصمة الكينية نيروبي.

كان صلاد- الصومالي الجنسية- يستعد للسفر إلى أمريكا، التي اعتمدته كلاجئ، وحصل على التأشيرة وكافة الأوراق الثبوتية اللازمة، غير أن الرياح أحياناً لا تأتي بما تشتهى السفن، حيث سرعان ما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بحظر دخول رعايا سبع دول إسلامية من بينها "الصومال".

واحتشد مئة من الصوماليين، الذين كانوا يستعدون للسفر إلى الولايات المتحدة، داخل مركز منظمة الهجرة الدولية، تاركين وراءهم كافة ممتلكاتهم دون معرفة المكان المتجهين إليه.

يقول صلاد: "كنت أريد أن أعمل سائق شاحنة، لخدمة أفراد أسرتي" ولكن تبدد هذا الأمل الآن.

جاء صلاد (29 عاماً) إلى كينيا وهو في الثانية من عمره، بعد فرار والديه من حالة الفوضى، التي عمت الصومال بعد الإطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991.

نشأ صلاد في مخيم داداب، أكبر مخيم للاجئين في العالم، ويضم حالياً 275 ألف لاجئ، معظمهم من الصوماليين.

وفي الثامنة عشرة من عمره، وبعد وفاة والديه، انتقل صلاد إلى كاكوما، ثاني أكبر مخيم لاجئين في كينيا.

وبعد معرفته بصعوبة الحياة خارج المخيمات، راود صلاد حلم السفر إلى الولايات المتحدة.

حصل صلاد بالفعل على الضوء الأخضر للهجرة إلى الولايات المتحدة في عام 2012، غير أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه رحلته في المركز التابع لمنظمة الهجرة، تم إبلاغه بأنه يتعين عليه الذهاب إلى إحدى المستشفيات لتوقيع الكشف الطبي عليه للتأكد من سلامة قواه العقلية وحالته الصحية بشكل عام.

يقول صلاد: "سألني (الطبيب) عدة أسئلة: كم هي قيمة العدد ألف ناقص سبعة؟ كما كان علي أن أسمي أشياء ملقاة على الطاولة بمسمياتها" مثل أقلام، مفكرات، أجهزة كومبيوتر أو تليفونات المرة تلو المرة".

وجاء قرار الطبيب صادماً، حيث قرر أن صلاد يعاني من حالة عدم استقرار عقلي، وأعاده إلى كاكوما.

وقال شاب صومالي آخر، وهو يصغي إلى حديث صلاد: "لقد أعلنوا أنني مجنون" بعد الخضوع لاختبارات مماثلة، ما أثار ضحك عدد من اللاجئين الصوماليين بالمركز.

عندما غادر صلاد كاكوما في 23 يناير (كانون الثاني)، ترك وراءه متعلقاته مع أصدقائه، ولم يحتفظ سوى بحقيبة بها كل ما يمتلكه وزنها لا يزيد على 25 كيلوغراماً، وهو الوزن الذي كانت ستسمح السلطات الأمريكية بإدخاله معه إلى وجهته "كانساس" - إذا تمكن من الذهاب إليها.

تقول كريستيلى فان روزمالين، المسؤولة عن إعادة التوطين بوكالة الامم المتحدة للاجئين في مخيم داداب: اضطرت منظمة الهجرة الدولية، في ضوء أمر ترامب التنفيذي، إلى إلغاء "كل الرحلات الجوية الخاصة باللاجئين حتى إشعار آخر".

وخلال المقابلة مع صلاد، تم فحص حقيبته للتأكد من خلوها من الأسلحة والمتفجرات، إلا أنه لم يكن فحصاً أمنياً من ذلك النوع الذي يسبق رحلة طيران إلى الولايات المتحدة. وأصبح على صلاد الآن استخدام رحلة طيران قصيرة عائدا إلى كاكوما.

قال صلاد، عبر الهاتف بعد وصوله، إنه لا ينقصه أي مواد غذائية، حيث أعيدت إليه البطاقة التي تتيح له الحصول على حصته منها.

وكأن ما حدث لا يكفى، حيث اكتشف صلاد لدى عودته أن أصدقاءه قاموا ببيع فراشه الذي ينام عليه، وسقف منزله الرقيق، ولا يعرف أين يمضي ليلته.