ديبلوماسيون أميركيون يحذرون من عواقب قرار الهجرة

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فشل دفاع متكرّر للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قراره المناهض للهجرة إلى الولايات المتحدة، في كبح انتقادات متصاعدة من قياديين جمهوريين، فيما أعدّ ديبلوماسيون أميركيون مذكرة تُحذر من عواقب الإجراء. 



وشنّ مسؤول في الاتحاد الأوروبي حملة عنيفة على ترامب، إذ اعتبره «جبهة ثالثة تقوّض الاتحاد»، بعد تهديدَي الإسلاميين المتطرفين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت رفضت الحكومة البريطانية دعوات وعريضة تطالب بإلغاء زيارة دولة يعتزم الرئيس الأميركي القيام بها إلى المملكة المتحدة هذه السنة، مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء تريزا ماي «قدّمت دعوة باسم الملكة (إليزابيت الثانية) وهي سعيدة جداً بأن تفعل ذلك. الولايات المتحدة أحد أوثق حلفائنا».



وانتقدت «منظمة التعاون الإسلامي» التي تضم 57 دولة، المرسوم الذي وقّعه ترامب الجمعة الماضي ويحظر دخول جميع اللاجئين إلى الولايات المتحدة لـ120 يوماً، واللاجئين السوريين لفترة غير محددة، كما يحظر لثلاثة أشهر دخول مواطني 7 دول تقطنها غالبية مسلمة، هي إيران وسورية والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان.


 واعتبرت أن «هذه الأعمال الانتقائية والتمييزية، والتي من شأنها أن تصعّد من أوار خطاب التطرف وتقوّي شوكة دعاة العنف والإرهاب»، ستفاقم «صعوبة التحديات المتعلقة باللاجئين»، وحضت واشنطن على مراجعة قرارها.



وفي جنيف، ندّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين بمرسوم ترامب، معتبراً أنه «سيئ النية ويهدر موارد نحتاج إليها لمكافحة الإرهاب»، مشدداً على أن «التمييز بناءً على الجنسية محظور بموجب قوانين حقوق الإنسان».



وبرّر ترامب فوضى شهدتها مطارات أميركية خلال اليومين الماضيين بعد قراره في شأن الهجرة، بمحتجين وتعطّل أنظمة الكومبيوتر لشركة «دلتا» للطيران و «دموع» السيناتور تشاك شومر، زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، الذي دمعت عيناه لدى حديثه عن الحظر.


 وأكد أن المرسوم «ليس حظراً يستهدف المسلمين، كما تروّج خطأً وسائل الإعلام، ولا علاقة له بالدين، بل بالإرهاب وبأمن بلدنا»، متعهداً وقف العمل به بعد تنفيذ «سياسات أكثر أمناً، خلال 90 يوماً».



وتراجع البيت الأبيض عن تطبيق الحظر على حاملي البطاقة الخضراء التي تتيح لهم الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة. لكن كيليان كونواي، مساعدة الرئيس، شددت على أن ما حدث «لم يكن تراجعاً»، مؤكدة أن الخطوط العريضة للخطة لم تتغيّر، بل كانت تحتاج إلى توضيح.



لكن انتقادات قياديين جمهوريين تصاعدت، إذ رأى السيناتوران ماركو روبيو وتيم سكوت في بيان مشترك أن «طريقة صوغ هذه الإجراءات وتنفيذها، ساهمت إلى حد كبير في ارتباك وقلق وعدم يقين» شهدتها الولايات المتحدة في الأيام الماضية.



وذكر مسؤولون أميركيون أن مئات من الديبلوماسيين وقّعوا مذكرة تنتقد مرسوم ترامب، معتبرين أنه لن يجعل الولايات المتحدة آمنة ويتعارض مع قيمها، ومرجّحين أن يؤجّج مشاعر مناهضة لها في العالم.


 كما رأوا أن الحظر لن يؤدي إلى تراجع الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة، بل إلى تقويض «حسن النية الدولية تجاه الأميركيين».



وأفاد موقع «سايت» الذي يرصد مواقع إلكترونية لمتشددين، بأن أنصاراً لجماعات إسلامية متطرفة اعتبروا أن «ما فعله ترامب كشف بوضوح الحقيقة القاسية وراء كراهية الحكومة الأميركية للمسلمين».



على صعيد آخر، وقّع ترامب مرسوماً يقلّص القواعد التنظيمية المفروضة على شركات صغيرة، وخاطب مالكيها متحدثاً عن «عودة الحلم الأميركي».

وأعلن مايرون إبيل الذي رأس وكالة حماية البيئة في الفريق الانتقالي لترامب، أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاق عالمي في شأن خفض الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري.



من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم الكرملين أن ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يناقشا خلال اتصالهما الهاتفي السبت، مسألة رفع العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو، مرجّحاً أن يلتقيا قبل قمة مجموعة العشرين المرتقبة في تموز (يوليو) المقبل.



ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الاتصال «أظهر احتراماً متبادلاً ونية للتحدث من دون وعظ، بناءً على المصالح القومية لكل بلد».


 لكن ملفات قد تعرقل تقارباً بين واشنطن وموسكو، لا سيّما أن القوات الأميركية والبولندية نفذت أول تدريب مشترك في بولندا، في إطار حشد عسكري هو الأضخم منذ الحرب الباردة، يستهدف ردع روسيا.