" قاسم الأعرجي".. مرشح داخلية العراق المعروف بولائه التام لإيران

تقارير وتحقيقات

قاسم الأعرجي
قاسم الأعرجي

وافق مجلس النواب العراقي على تسلم قاسم الأعرجي حقيبة وزارة الداخلية، وبذلك يكون قد سلم أخطر الوزارات الأمنية العراقية للحرس الثوري الإيراني، وفقاً لما يؤكده مقربون من الأعرجي.

وسلم رئيس وزارء العراق، حيدر العبادي، الاثنين، لمجلس نواب بلاده، أسماء 4 مرشحين لشغل مناصب وزراء الدفاع والداخلية والتجارة والصناعة.

وجاء ترشيح العبادي للأسماء بعد توافق عليها جرى بينه وبين رؤساء الكتل السياسية، وفقاً لما ينص عليه مبدأ المحاصصة السياسية، لكن الموافقة النهائية على تلك الأسماء يحددها تصويت النواب.

وبين تلك الأسماء قاسم الأعرجي المعروف بولائه لإيران، وقد تدرب فيها منذ 1984، بانضمامه إلى مليشيات مسلحة تقاتل العراق، في إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، والذي رُشح ليشغل منصب وزير الداخلية.

والمرشحون الذين سلم العبادي أسماءهم لمجلس النواب هم قاسم الأعرجي، رئيس كتلة بدر النيابية (منضوية في ائتلاف دولة القانون)، لوزارة الداخلية، وعرفان الحيالي لوزارة الدفاع (مرشح كتلة متحدون للإصلاح بزعامة أسامة النجيفي)، وإنعام الربيعي لوزارة التجارة (من الكتلة الوطنية‬‎ ‫بزعامة إياد علاوي‬‎)، ونجم الدين محسن من المكون التركماني‬‎ لوزارة الصناعة والمعادن.

قاسم الأعرجي الذي تصر كتلة "بدر" النيابية التي ينتمي إليها، على ترشيحه لمنصب وزير الداخلية، تشير التقارير إلى أنه لا يملك مؤهلاً أكاديمياً يسمح بإشغاله منصب وزير، أو حتى وظائف أدنى من هذا المنصب بكثير. بل إن مقربين من الأعرجي أكدوا أنه لم يتحصل إلا على شهادة الابتدائية.

- قاتلَ بلدَه

شارك الأعرجي في القتال بالحرب مع إيران، وكان في عمر 16 عاماً؛ لكونه تطوع للقتال ضمن صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان يملك زمام السلطة آنذاك. وكان الأعرجي منتمياً للحزب في حينها.

وتشير المعلومات، وفقاً لما ذكره مقربون من الأعرجي، أن الأخير بعد أن وقع في الأسر عام 1984 أعلن براءته من الولاء لبلاده وحكومتها، معلناً تأييده وولاءه الكامل لإيران وحكومتها.

وكانت الحكومة الإيرانية تطبق تعاملاً خاصاً مع الأسرى العراقيين؛ إذ تعرض عليهم البراءة من بلادهم، وإعلان الولاء لإيران وولاية الفقيه، ومن كان يعارض يستمر في تلقي صنوف المعاملة السيئة، في حين أن من يوافق يتمتع بامتيازات خاصة، ويتم ضمه إلى مليشيات خاصة تقاتل القوات العراقية، وتشارك في عمليات استخبارية ضد العراق.

وارتبط الأعرجي بعلاقات قوية مع الباسيج الإيرانية، وهي مليشيا عقائدية مسلحة إيرانية تضم ملايين المتطوعين، وممولة مباشرة من رأس الدولة الدينية، وتعتبر من الكيانات الأكثر تأثيراً في الحياة السياسية والأمنية والمجتمعية بإيران، تأسست نهاية عام 1979 إثر نجاح ثورة الخميني الذي دعا إلى إنشاء "جيش من عشرين مليون رجل" لحماية الثورة ونظامها السياسي والديني.

وما لبث الأعرجي أن دخل بعد إعلانه الولاء لإيران، معسكراً للتدريب تابعاً للإطلاعات الإيرانية، وشارك في الانتفاضة التي وقعت أحداثها في عام 1991 جنوبي العراق، بعد أن تسلل مع مجموعة كبيرة من مليشيا بدر، وقادوا أعمال تخريب ضد مؤسسات الدولة وعمليات عصيان، انتهت بسيطرة القوات الأمنية الحكومية بعد مواجهات بين الطرفين.

وشارك الأعرجي في تعذيب الأسرى العراقيين من العرب السنة، خلال الحرب العراقية الإيرانية، بحسب ما تشير المصادر، وتلك السمة "الطائفية" تجسدت في كثير من تصريحاته بعد غزو العراق في 2003، وتمكن العناصر التي تدربت في إيران من الوصول إلى هرم السلطة، إذ طالب في وقت سابق بتدمير مدينة الفلوجة.

كما أنه سبق أن كتب على حسابه الشخصي في "فيسبوك" قائلاً: إن "الفلوجة رأس الأفعى! فمن أراد الحل عليه بالفلوجة، اجعلوا عاليها سافلها قربةً لله".

ويعتبر قاسم الأعرجي من قيادة الصف الأول في منظمة بدر، كما أنه من الشخصيات السياسية والمخابراتية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، ولديه علاقات وطيدة مع قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، وسبق أن طالب الحكومة العراقية بنصب تمثال لسليماني.