أين اختفت " العصيمات " وما الدور الذي تلعبه في اليمن ؟ (تقرير خاص)

أخبار محلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الحرب السادسة التي خاضها الجيش اليمني عام 2009 م، ضد تمرد مليشيا الحوثي في محافظة صعدة وأجزاء من محافظة عمران شمال البلاد، برزت قبائل العصيمات بدور بطولي رافض لتمدد مليشيا التمرد إلى أراضيها، وخاضت حروب شرسة ضدها دون أن يساندها الجيش أو يمدها بالسلاح .


برزت قبائل العصيمات حينها وتصدرت وسائل الإعلام المحلية بمواقفها البطولية الرافضة لتمدد مليشيا الحوثي المتمردة بعد ان فتحت جبهات قتال ضدها وخاضت معارك مختلفة بسلاحها الشخصي على حدود أراضيها في محافظة عمران بالتزامن مع حروب شرسة يخوضها الجيش ضد المليشيا في مديرية حرف شمال المحافظة .


إلا انها عقب تمدد مليشيا الحوثي ودخولها في مواجهات مع قبائل حاشد مطلع 2014م، قبل سيطرتها بالكامل على محافظة عمران يوليو 2014 م، وتحالفها مع المخلوع صالح، اختفت تماماً قبائل العصيمات عن الواجهة، ولم يعد لها أي دور بارز في مواجهة المليشيا أو العكس حتى اللحظة من كتابة التقرير .


اختفاء قبائل العصيمات عن الواجهة عقب ظهورها بقوة كأول قبيلة يمنية رفضت التمدد الحوثي وواجهته، يثير العديد من التساؤلات، أين ذهب أبناء العصيمات وما الدور الذي يلعبونه على الرغم من عدم ظهور إلى جانب المليشيا الانقلابية .


وحول هذا يرى مراقبون لـ " اليمن العربي " ان الزخم الاعلامي الضخم الذي نالته قبائل العصيمات عقب دخولها في مواجهات مسلحة مع مليشيا الحوثي عام 2009 م، ناجم عن عدم انخراط قبائل حاشد إلى جانبها في مواجهة الحوثي، وما ان دخلت حاشد على خط المواجهات أواخر 2013 مطلع 2014 سرعان ما اختفى دور العصيمات على الرغم من استمرارها في مواجهة الحوثيين، إلا انها انضوت تحت راية قبائل حاشد مواجهة مليشيا الحوثي بقيادة حسين الأحمر .


ويقول الصحفي صفوان الحاشدي في حديث لـ " اليمن العربي " أن أبناء قبائل العصيمات يشاركون القتال إلى جانب الجيش والمقاومة ضد مليشيا الحوثي والمخلوع في جبهات مديرية  نهم بمحافظة صنعاء وكذلك جبهات محافظة الجوف .


وأوضح الحاشدي أن الحوثيين فشلوا في كسب الحشد الأكبر من أبناء العصيمات عدا أعداد قليلة موالية للرئيس السابق تقاتل مع المليشيات وأغلبهم منتفعين مع الحوثيين ويمارسون نهباً وفساداً مالياً في محافظتي إب والحديدة .


وأضاف : لا نستطيع أن نقول " أن الحوثيين قد كسروا عظم رقبة العصيمات، فهي لا تزال تقاتل بشراسة ضد المليشيا، وتقدم شهداء بشكل يومي في جبهات القتال بصفوف قوات الجيش والمقاومة .


وأكد الحاشدي أن منطقة " العشة " إحدى مناطق العصيمات قدمت ما يقارب 120 شهيد من أبناءها استشهدوا أثناء مشاركتهم القتال في صفوف الجيش والمقاومة ضد مليشيا الحوثي والمخلوع، في حين لم يقتل من ابناء العصيمات مع الحوثيين سوى أعداد لا تذكر وهذا دليل قاطع على وقوف غالبية العصيمات إلى جانب الجيش ضد المليشيا الانقلابية .


مشير إلى ان غالبية ابناء العصيمات متواجدون في الجبهات في صفوف الجيش والمقاومة، ولم يتبق في البيوت إلا القلة وسيكونون أول مناصر للجيش والمقاومة إذا اقتربت من مناطقهم .


وختم الحاشدي حديثه لـ " اليمن العربي " قائلاً : قبائل العصيمات رغم الصورة السوداوية التي رسمت في عقول الكثير بسبب سياسة النظام السابق ومشائخ محسوبين على العصيمات، إلا أنهم يقدمون التضحيات بشكل يجهله الكثير لعدم وجود إعلاميين أو صحفيين يكشفون ويتحدثون عن تلك التضحيات، وسيدرك الجميع حجم تلك التضحيات حين يكتشفون أن كل بيت في العصيمات قدم شهيداً ويوجد فيه يتيماً وأرملة في سبيل الدفاع عن الدين والوطن .