الشرعية تنتصر على المليشيات في معركة صرف المرتبات بمناطقها (تقرير خاص)

تقارير وتحقيقات

بن دغر
بن دغر

 

إنتصرت حكومة الشرعية، على ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية، في معركة صرف المرتبات في المناطق الخاضعة لسيطرة الأخير، ذلك بعد التهديدات التي وجهتها الميليشيات للبنوك وشركات الصرافة وحذرتهم فيها من صرف أي مرتبات للموظفين.

 

وبذل البنك المركزي اليمني جهوداً كبيرة لتوفير السيولة النقدية وإنهاء الأزمة التي خلفتها الميلشيات التي كانت تسيطر على المقر الرئيسي للبنك في العاصمة صنعاء قبل نقله بقرار من الرئيس هادي منتصف سبتمبر الماضي إلى العاصمة المؤقتة عدن وإعادة هيكلة مجلس إدارته وتعيين منصر القعيطي رئيساً لمجلس الإدارة ومحافظاً للبنك المركزي، خلفاً للسابق محمد بن همام .

 

وشهدت الأيام الماضية تحديات متبادلة بين الشرعية والميليشيات على خلفية صرف المرتبات، حيث تعهدت الأولى بصرف راتب شهر يناير الجاري لكل موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات قبل المحررة، في حين هددت الميليشيات بمنع صرف أي مرتبات في مناطقها عبر شركات الصرافة والبنوك وأكدت أنها ستمنع أي محاولات .

 

وساهمت قيادة البنك المركزي اليمني، بشكل كبير في إنجاح مهمة الشرعية بإيصال المرتبات لمختلف موظفي الدولة، ونجحت في إقناع بنك التسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك) المملوك للدولة بالتكفل بعملية الصرف مقابل تزويده بالسيولة النقدية الكافية التي تمكنه من أداء هذه المهمة، إلى جانب إقناع شركة الكريمي للصرافة أحد أكبر شركات التحويلات المالية في اليمن، بتحمل جزء من هذه المهمة عبر فروعها المنتشرة في مناطق سيطرة الميليشيات .

 

وأكد مصدر حكومي، لـ"اليمن العربي"، أن قيادة البنك المركزي ووزارة المالية كانت خلال الأيام الماضية بمفاوضات مستمرة مع هاتين المؤسستين الماليتين لإقناعهما بتولي مهمة صرف المرتبات لموظفي الدولة ومنع وصولها إلى المليشيات التي تفرض عليها بشكل دائم خصومات مالية كبيرة تحت مسمى دعم المجهود الحربي .

 

وأضاف المصدر، أن هذه الجهود جاءت بعد إعتذار شركة الكريمي للصرافة مطلع الأسبوع الماضي عن القيام بهذه المهمة خوفاً من تعرض فروعها لأي إعتداءات من قبل الميليشيات التي هددتها بشكل صريح وعلني، مشدداً على أن موافقة كاك بنك شجع شركة الكريمي وحفزها للموافقة على عرض الحكومة .

 

والبارحة، نشر مستشار وزارة الإعلام، مختار الرحبي، على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، صورة لشيكين ماليين لصالح شركة الكريمي للصرافة، هي قيمة مرتبات التربويين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات والمحرومين منذ أشهر من مرتباتهم الشهرية .

 

وبدأت شركة الكريمي، اليوم، عملية صرف تلك المرتبات وسط ذهول وتفاجئ الميليشيات الإنقلابية التي وجدت نفسها عاجزة عن إيقاف عملية الصرف خوفاً من الغضب الشعبي عليها في تلك المحافظات .

 

المصدر الحكومي، قال لـ"اليمن العربي"، إن الجهود التي قامت بها إدارة البنك المركزي، جاءت حرصاً منها على بدء السنة المالية للعام 2017م بشكل منتظم وبما يسهل  عليها أداء مهامها، منوهاً بإنه ليس من إختصاصات البنك المركزي متابعة توفير السيولة المالية وصرف المرتبات بل هي من مهام الحكومة ممثلة بوزارة المالية ولكن البنك ساهم بهذه المهمة من دافع وطني .

 

وكان الخبير الإقتصادي ورئيس مركز الدراسات والإعلام الإقتصادي، مصطفى نصر، قد تحدث في وقت سابق عن خيارات يمكن للشرعية العمل بها لصرف مرتبات الموظفين في المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية .

 

وأوضح نصر، في منشور له أنه وما دام قد اعلنت الحكومة استعدادها لصرف المرتبات لكافة الموظفين دون استثناء فإن أمامها أحد الخيارات اما أن يتم الصرف عبر البنوك في المحافظات التابعة للحكومة وبحيث ينتقل الموظفين في المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وصالح الي المحافظات القريبة منهم لاستلام مرتباتهم.

 

وتابع: "او يتم تقييد الاموال في حسابات البنوك التي ستتولي عملية الصرف في عدن ويتم مساعدة تلك البنوك في عملية نقل السيولة الي كل فروعها في اليمن"، لافتاً إلى أن هذه الخيارات تتم اذا تم تجاوز اشكالية اعداد كشوفات الموظفين المدنيين وفقا لكشوفات ٢٠١٤م، مشيراً إلى أنه يلاحظ أن هناك بطء في القيام بتلك الخطوة حتي الان.