لماذا حذرت أمريكا من تنامي "الإخوان" في الخليج.. وما دور "مخلوع" اليمن؟

تقارير وتحقيقات

المخلوع صالح
المخلوع صالح

 

الأخطر في العالم.. هكذا وصفت هيئة الاستخبارات الأمريكية، "CIA"، جماعة الإخوان الإرهابية، وبخاصةً في الخليج العربي ومصر، من أخطر الجماعات الإرهابية على العالم أجمع.

 

التحليل الاستخباراتي، يعود تاريخ إعداده إلى شهر أبريل من عام 1986، وتضمن توقعات تحقق كثير منها، خلال الثلاثين عاما التي تلت كتابته.

 

وقالت الوثيقة، إن تمكين جماعة الإخوان المسلمين من بسط نفوذها على المجتمع المصري سوف يلحق الضرر بالمصالح الأميركية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنه  في المقابل، فإن الصدام مع الجماعة التي يبلغ عدد أعضائها وقت كتابة التقرير 500 ألف عضو يشكل تهديدًا أكثر خطورة على الأمن الأميركي.

 

وطبقا لفهم الاستخبارات الأميركية، فإن الإخوان المسلمين لهم أهداف استراتيجية بعيدة المدى وأخرى تكتيكية آنية، وتتمثل الأهداف البعيدة في إقامة مجتمع أصولي وإبعاد التأثير الغربي تمهيدا لتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، كما يراها الإخوان، في دولة تفصل بين الرجال والنساء وتمول مؤسساتها من الزكاة كنظام ضرائبي بديل.

 

وهو ما حدث بالفعل في مصر عندما حكم الإخوان المسلمين جمهورية مصر العربية، وحاولوا فرض بعض العادات على المجتمع بالإضافة إلى الإساءة إلى المرأة الفن وجميع رموز المجتمع، مع انتشار السلاح بين أعضاء الجماعة، من أجل استمرار رئيسهم محمد مرسي، في حكم مصر، ومع الوقت ثار الشعب المصري وانتفض ضد "الإخوان"، في ثورة اعترف العالم أجمع بشرعيتها وأهدافها النبيلة.

 

فيما قامت جماعة الإخوان في ليبيا، منذ سقوط نظام "معمر القذافي"، بنشر جرائمهم في شتى بقاع ليبيا، وكان أبرزها إشعال النيران في الفضائيات وخطف الصحفيين، والسيطرة على طرابلس في عام 2014م، بالإضافة إلى تعذيب الأطفال، وأخيرًا اغتيال المواطن الإماراتي في ليبيا، يوسف صقر أحمد ولاياتي.

 

وفي اليمن وبخاصةً في ستينيات القرن الماضي تشكلت نواة أخرى للإخوان عبر تجمع من الطلبة اليمنيين، الذين درسوا في الأزهر في مصر وتأثروا بفكر الإخوان، وكان رأس حربتهم عبدالمجيد الزنداني وعبده محمد المخلافي، وظلت تلك الحركة تتغلغل في أوساط المجتمع اليمني من خلال النشاط الدعوي بإنشاء دور القرآن والمدارس الدينية لتهيئة قاعدة عريضة داخل اليمن وتتحين الفرص أمام مشاهد الصراع والمحاولات الانقلابية من ضباط في المؤسسة العسكرية.

 

وساعد المخلوع صالح، في نماء جماعة الإخوان في اليمن، عن طريق استمالته عليهم من أجل تثبيت حكمه في اليمن حيث تقلد "الإخوان" العديد من الحقائب الوزارية، وبخاصةً في حقبة التسعينات، حتى أصبحوا أعداء للمخلوع في بداية الألفية الثانية.

 

واستغل الإصلاح (الإخوان)، ضمن إطار اللقاء المشترك في دكة المعارضة حتى بدأت رياح "الربيع العربي" تعصف باليمن، ومالت رياح الإخوان صوب دعم ثورة التغيير لتذكي الشارع اليمني بالخروج في تظاهرات عارمة تطالب برحيل علي عبدالله صالح ركبوا موجتها، مثلما حدث في كل من تونس وليبيا ومصر.

 

وتعتبر جماعة الإخوان في اليمن، جزء من الشرعية اليمنية حاليًا، فهم يستهدفون في الفترة الحالية إنهاء الانقلاب في اليمن، ولكن عليهم المشاركة بقوة في العمليات العسكرية لوأد الحوثي وصالح بالاشتراك مع قوات الشرعية والتحالف العربي.