بعد الانتهاء من سوريا والعراق.. داعش يبحث عن موطئ جديد في إندونيسيا

عرب وعالم

أرشفية
أرشفية

أفادت صحيفة "التايمز" الأمريكية أن تنظيم الدولة يسعى للتغلغل داخل إندونيسيا، أكبر بلد مسلم، والحصول على موطئ قدم هناك من خلال تجنيد السجناء، بالإضافة إلى استغلال حالة الفقر التي يعيشها أغلب سكان البلاد.

وبحسب الصحيفة، فإن أسلوب تجنيد المقاتلين من داخل السجون هو أحد الأساليب التي يتبعها تنظيم الدولة في تجنيد مقاتليه، وهو ما فعله سابقاً في فرنسا التي لا يصل فيها عدد المسلمين إلى 10%.

وحذر معهد جاكرتا لتحليل السياسات، في دراسة له، الحكومة في إندونيسيا من مغبة ترك السجون بلا مراقبة؛ لأن ذلك سيؤدي إلى انتشار التطرف، مبيناً أن السلطات سمحت للسجناء باستخدام الهاتف الجوال وشبكة الإنترنت، وهي وسائل تسهم في نشر دعاية تنظيم الدولة، وكانت إحدى الأدوات التي استخدمها التنظيم في تجنيد مقاتلين تابعين له نفذوا هجوماً في يناير/كانون الثاني 2016 وسط جاكرتا.

تنظيم الدولة، صاحِب الحضور الأهم والأبرز في الشرق الأوسط، يسعى إلى التوسع في أفغانستان وأوروبا، وانتشاره في إندونيسيا صاحبة الجزر المتعددة، سيجعل مهمة ملاحقة هذا التنظيم من قِبل الجيش الأمريكي، أمراً بالغ الصعوبة.

يقول المحلل السياسي سيدني جونز، إن السجون المكتظة والفساد المنتشر، كلها أمور تسهل على تنظيم الدولة تجنيد السجناء، مبيناً أنه لا توجد برامج فعّالة يمكنها التصدي لمثل هذه المحاولات، فضلاً عن أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن التنظيم نجح في جذب العديد من السجناء.

ويضيف: "التنظيم لا يؤمن بمركزية وجوده في سوريا أو العراق، ومن ثم فإن تجنيد مقاتلين في إندونيسيا أمر وارد. ولكن، لا أعتقد أن التنظيم قادر على التمدد أكثر من ذلك، فحتى الذين ذهبوا إلى سوريا مع عائلاتهم يسعون اليوم للعودة".

وبحسب التقرير الذي أصدره معهد جاكرتا، فإن من مجموع 120 سجيناً متهمين بالانتماء إلى تنظيم الدولة، تم الإفراج عن 50 منهم بعد انتهاء مدة محكوميتهم.

من جهته، يرى روبرت ماجينيز، المتخصص بشؤون الإرهاب ومؤلف كتاب "حرب المستقبل"، أن إندونيسيا، وبحكم جغرافيتها وموقعها الاستراتيجي، ستكون الهدف القادم للتنظيم.

ويتابع: "إندونيسيا تعيش وسط منطقة تغلي، وفيها مشاكل عدة، فما بين الجماعات المتطرفة التي تحاول أن تنمو وتكبر، توجد عصابات الجريمة المنظمة، ومن ثم فإنه من السذاجة اعتقاد أن التنظيم لا يسعى أن يكون له موطئ قدم في أكبر بلد إسلامي".

ويضيف: "تنظيم الدولة سعى لتجنيد مقاتلين حتى في السجون الأمريكية، ويعتقد أن هذه أرض خصبة".

ومن مجموع 260 مليون نسمة، 90% منهم من المسلمين، يعيش ما نسبته 41% تحت خط الفقر، بمعدل 1 وربع الدولار يومياً.

يقول مهدي براي، وهو أمريكي اعتنق الإسلام وأسس المؤسسة الوطنية الإسلامية، إنه "تعرف على الإسلام في السجن وهناك صار يصلي الصلوات الخمس وتعرّف على مبادئ الدين الإسلامي".

وتؤكد الصحيفة أن التقرير الذي صدر مؤخراً عن معهد جاكرتا أكد، وبوضوح، أن التطرف ما زال يمثل الكابوس بالنسبة لإندونيسيا، خاصة أن هناك دلائل تشير إلى أن التنظيم نجح في جذب مقاتلين من داخل السجون.