تمهيداً لمنع الحجاج.. إيران تضع 7 شروط "استفزازية" أبرزهم الحفاظ على سياسات قائد الثورة داخل الحرم المكي

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

اعتزمت إيران هذا العام ، كما يبدو، منع حجاج إيران من أداء الفريضة أيضاً، بعد أن منعتهم العام الماضي، مكررة ما فعلته بوضع اشتراطات تعتبر خطوطاً حمراء من قبل السلطات السعودية.

ووضعت إيران سبعة شروط من أجل السماح للحجاج القادمين من بلادها بأداء الفريضة؛ أحد أهمها بالنسبة إلى طهران؛ "الحفاظ على سياسات قائد الثورة الإسلامية في مجال الحج"، الأمر الذي ترفضه الرياض، وتؤكد استحالة تسييس فريضة الحج.

جاء ذلك بعد أن دعت المملكة العربية السعودية، إيران، للمشاركة في مناسك الحج لعام 2017، إلا أن الأخيرة سارعت إلى وضع شروطها السبعة، وفي حال رفض المملكة للشروط فلن تسمح لمواطنيها بأداء الفريضة لهذا العام أيضاً.

تمهيد لمنع الحجاج

وكان وزير الثقافة والإرشاد الإيراني، رضا صالحي أميري، قال الخميس، إن لإيران 7 شروط يتعين على المملكة قبولها لإيفاد حجاجنا إلى الديار المقدسة.

وأضاف أميري، بحسب وكالة (فارس) الإيرانية، أنه: "نظراً للدعوة الموجهة لإيران لزيارة السعودية، سيقوم وفد بإطلاع الجانب السعودي على شروط إيران السبعة، ومحورها الحفاظ على كرامة الحجاج، وأمنهم، وحقوق شهداء منى، وسياسات قائد الثورة الإسلامية في مجال الحج".

ولفت في تصريح اعتبره الكثيرون تمهيد لمنع حجاج إيران من أداء الفريضة، إلى أنه "لو قبل السعوديون بهذه الشروط فسنقوم بتفويج الحجاج للديار المقدسة، ودون ذلك سننتظر رأي الجهات العليا بهذه القضية".

دعوة المملكة

وكان وزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر بنتن، أعلن في 29 ديسمبر الماضي، توجيه الدعوة لوفد شؤون الحجاج بإيران للمشاركة باللقاءات المجدولة مع رؤساء وفود مكاتب شؤون الحج؛ بهدف ترتيب أوضاع قدوم الحجاج الإيرانيين، وما سيقدم لهم من خدمات.

وأعلنت إيران في 10 يناير، أنها تلقت دعوة رسمية من السعودية للمشاركة بموسم الحج هذا العام، وأنها ستجري في فبراير المقبل، مفاوضات مع المملكة حول المشاركة فيه، ولاقت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً بالعالم الإسلامي.

مخططات إيران

وتمكنت السعودية من إحباط جميع مخططات إيران لتسييس الحج وبث الفوضى والاضطرابات والفتن خلالها؛ وذلك من خلال رفضها الحازم لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران فرض شروط سياسية، وإدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج.

وكذلك رفضت شروطاً إيرانية من شأنها أن تؤدي لإحداث انشقاقات طائفية ومذهبية تعكر صفو الحج، وتخدم سياسة تصدير الثورة الخمينية من خلال استغلال موسم الحج.

وأكدت السعودية أنها لن تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج، وما يعكر الأمن، ويؤثر في حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها.

وعلى الرغم من تقديم المملكة للحجاج الإيرانيين كل التسهيلات كبقية حجاج بيت الله الحرام، فإن إيران لا ترغب بذهاب حجاجها.

تسييس الحج وتصدير الثورة الخمينية

ولإيران سلسلة من المواقف التي حاولت من خلالها تسييس الحج وتصدير الثورة الخمينية؛ بدءاً من أحداث شغب مكة عام 1987، والتي كانت أبرزها وأكثرها خطورة، وحتى حادثة تدافع منى العام الماضي، والتي تورط بها دبلوماسيون وضباط في استخبارات الحرس الثوري الإيراني، اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية.

ففي موسم الحج عام 1987، نظمت مجموعة من الحجاج الإيرانيين مظاهرة غير مرخصة في الحج، بتحريض من سلطات بلادهم، ما أدى لحدوث اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن السعودية، نتج عنها مقتل 402 شخص، منهم 275 حاجاً إيرانياً، و42 حاجاً من جنسيات أخرى، و85 رجل أمن سعودي، بالإضافة إلى إصابة 649 شخصاً (303 من الإيرانيين، و145 من السعوديين، و201 حاج من بلدان أخرى).

وجاء ذلك نتيجة ممارسة الحجاج الإيرانيين مراسم البراءة، ورفع شعارات سياسية معادية لأمريكا وإسرائيل، وبعد تلك الأحداث الدامية قطعت الرياض علاقتها الدبلوماسية مع إيران، وقلل العدد المسموح به من الحجاج الإيرانيين (من 150 ألف حاج إلى 45 ألفاً).

وقاطعت طهران الحج في المواسم الثلاثة التالية، إلى أن تجددت العلاقات بين الطرفين في العام 1991، بعد اتفاق يسمح للإيرانيين بممارسة فريضة الحج مرة أخرى.

قبل ذلك كانت السلطات السعودية قد أحبطت في موسم الحج عام 1986 مخططاً إيرانياً، عندما كشف موظفو الأمن والجمارك السعوديون 51 كيلوغراماً من مادة C4 شديدة الانفجار، دستها المخابرات الإيرانية في حقائب الحجاج الإيرانيين لاستخدامها في تفجير بالحرمين والمشاعر المقدسة، كما أُثير في وقتها وأثبتته التحقيقات.

وفي موسم حج عام 1989، وقع انفجاران بجوار الحرم المكي، نتج عنه وفاة شخص وإصابة 16 آخرين، وألقت السلطات الأمنية القبض على 20 حاجاً كويتياً، اتضح خلال التحقيقات تلقيهم لتعليمات من محمد باقر المهري (عالم دين ووكيل المرجعيات الشيعية في الكويت)، وتسلمهم المواد المتفجرة عن طريق دبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران بالكويت.

وفي العام 2015 حدث تدافع منى، والذي نتج عنه مقتل نحو 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانياً، وهي أسوأ أزمة وقعت في مواسم الحج بعد أحداث 1987.

وتورط بحادثة منى عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، الذين توفي بعضهم أثناء حادثة التدافع، وكانوا قد دخلوا موسم الحج دون جوازات دبلوماسية، ويصل عددهم الإجمالي إلى 16 شخصية أمنية وعسكرية ودبلوماسية.